مفاجأة!

116 11 0
                                    

يومًا جميلًا مشرقًا مترفًا بالضياءِ، السحبُ الهشةُ تنسابُ بجلاءٍ في السماءِ، انسكبَ ضوءُ الصباحِ من النوافذِ، فأضاءَ القلعة بانعكاساتٍ أنيقةٍ رسمهَا الزجاجُ لترتعش فوق الأرضية وهبت نسماتٌ عليلةٌ حملت رائحةً جميلةً لها، وكالعادة لا يخلو المكان من الصراخِ الصادحِ من غرفةِ العمل، والمشاجراتِ اليومية بين الجنود، والتي باتت شيئا مألوفًا وطبيعياً جدًا.

«أنديانا هل يمكنكِ تمريرُ الملفِ ل..... إنها قطة!»

وما إن قالت ذلك حتّى اِنتفض كلّ الجنود نحو المكان الذي تؤشرُ عليه ديريل، فوجدوا قطَّة غريبةً لم يعهد لهم أن رأوها من قبل على نافذةِ قلعتهم فمعَ التحصين القويِ للقلعة لا يمكنُ للبعوضةِ أن تدخل، توجهوا نحو النافذةِ الكبيرةِ التي تتوسطُ القاعةَ ليلقوا نظرةً عليها ويستفسروا طريقةَ دخولها، لكن زادت دهشتهم حين نبست جيدي:
«عينيها بلونين مختلفين واحدةٌ رمادية والأخرى صفراء»

وفجأة خرجت شهقةٌ كبيرةٌ من الجنودِ، حين لمحوا قطةً أخرى بالقربِ منها، ما الذي يحدث هنا بحق؟ وماذا تفعل هاتان القطتانِ الغريبتانِ هنا؟ هذا ما كان يجولُ في ذهنِ كل جندي بينما لازلت الدهشة بادية على وجه كل واحد منهم، لكن قاطعهم صوتُ ليلي وهي تقولُ بحزم:
«توقفوا عن الإنشغالِ بالقطط وهيا بسرعةٍ للعمل قبل أن تأتي سام أو إل لتوبيخنا»

وطبعًا ما إن قالت ذلك حتى عادوا لعملهم من جديد و هذه المرة نشب شجارٌ بين جيجي وألفا التي تسرع في حجزِ الأغلفةِ قبل الجميع:
«هذا غيرُ عادلٍ ألفا هكذا ستصمّمين كلّ الأغلفة وحدك، توقفِ عن فعلِ هذا»

حولت ألفا ناظريها إليها ثم عقدت حاجبيها في سخريةٍ من كلامها وردت قائلةً:
«ما ذنبي إن كنت سريعةً في الحجز؟ آسفة لا يمكنني فعل شيءٍ حيال هذا»

وبهذا الرد أشعلت فتيل المعركة وأعلنت عن بداية  الحرب العالميّة الثالثة بينهما وطبعا لن يريد أحدٌ التَّدخل إلاَّ إذا فقد عقله، لم يوقفهم سوى صوتُ صرخةٍ صدرت من فمِ أودري التي تضع يديها بذعرٍ على خدَّيها وتحدِّق نحو شيءٍ ما، نظرت إليهم ثمّ قالت بتلعثم وبالكاد خرجت الكلمات من فمها:
«إنّها س..سحلية يا إلهي لديَّ فوبيا منها، من أحضرها؟ أخرجوها من هنا وبسرعة»

وللمفاجأة قبل أن يتقدَّم أحدٌ نحوها خرجت من تلقاء نفسها تسير نحوَ النافذة ما جعل الأخرى تتنفس براحةٍ لاِبتعادها، أمّا ليلي فاِتجهت نحو النافذة لتطلَّ من عليها فلم تلمح هذهِ السحلية من قبل في القلعة، لكن تفاجأت بعدم وجودها لا هي ولا القطّتانِ اللَّتان كانتا على الحافة، وجَّهت نظرها يمينًا ويسارًا لعلها تجدهم لكن لم تلمحهم، بل لمحت شيئا آخر غريبا جدًا ما جعلها تنادي على باقي الجنود باستغراب:
  «يا رفاق هناك شيء غريب في البحيرة، تعالوا إلى هنا بسرعة.»

البؤساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن