"تصرفك ذلك يخبرني انك لم تعجب بالطعام الذي اعددته." قلت بعدما جلسنا في إحدى المطاعم البسيطة جداً على جانب الطريق.
كان المكان خالي من الناس تماماً، لم يوجد غيرنا. و ذلك نوعاً ما اراحني.
"دايڨاين." استند على الطاولة."انتِ طردتيني من المنزل."
قهقهت بينما يضع النادل قائمة الطعام أمامنا."اضطررت ان افعل ذلك."
"لأن؟" رفعت نظري له.
"لأنني لم أرغب ان يحدث بيننا شئ." عقد حاجبيه."شئ ك..؟"
"رجاءاً لا تمثل الغباء." ضحكت.
"لا جدياً، لم أفهم." نظر لي بإهتمام.
"ملامسات روين." ضحك بخفه و أعاد ظهره الي الكرسي لينظر في القائمة."آه، ذلك كان واضحاً جداً."
تأملته و هو ينظر في القائمة، شعرت انه تضايق من الأمر. او ربما لم يفعل و انا فقط ابالغ.
رفع عينيه لي لكني لم ابعد خاصتي."ماذا؟"
"اتأكد انك لم تضايق." قلت بصراحه.
"لم أفعل، انا اعلم انكِ تفعلين كل ذلك رغماً عنكِ." الأمر واضح لتلك الدرجة؟
اخذت وقتي في النظر له ثم ابعدت عيناي اخيراً للقائمة بعدما صدرت الاغاني في المكان.
حددت ما سأختار لذا أغلقت القائمة و وضعتها على الطاولة، و دون أن انظر له نظرت للخارج حيث الشمس الساطعه، و السيارات التي تمر بسرعه من حين لأخر.
كنت أشعر بنظرته تخترق كل جزء بس، في وجهي، في جسدي و لم امانع. بل شعرت بالسعادة و الرضا لحد كبير دون تفسير.
"طلبكما؟" جاء النادل و أخبرناه بما نريد ليأخذ القوائم و يرحل.
أعيننا تقابلت."انا لا أفعل ذلك مرغمة."
"إذاً فأنتِ لا تريديني؟" لم استطيع ان اجيب، فقط شعرت ان اجابتي في تلك اللحظه قد تكون حاسمه جداً و انا لا اريد ان احسم الأمر. الآن على الأقل.
"دعينا لا نتناقش في ذلك الآن. يوجد ما هو أهم." قال عندما لاحظ صمتي...ترددي ربما.
عقدت حاجباي."ماذا؟"
"انكِ تبدين جميلة..جداً." لم امنع نفسي و ابتسمت بشدة."شكراً."
"شكراً؟ من انتِ و اين دايڨاين؟!" ضحكت بخفه.
"انا لست فظه للدرجه. ام انني؟"
ضيق عينيه و مثل النظر خارج الزجاج."انظري! عصفور!"
ضربت كتفه ضاحكه ليضحك هو أيضاً، ثم تحدث بجديه:"صراحتاً، انا احب فظاظتكِ."
"انا أيضاً." نظر لي للحظه ثم تحدث بحذر:"انتِ ايضاً...؟"
