الفصل الأول :
من صلب بعض على الورق وفروعنا من طريقين
والود فى قلوبنا انحرق عدى السلف والدين
صدق الى قال ان الزمن لو تأمنه ينهيك
نسلك يا ادم من زمن فيه الخسيس والزين
دبحوا الاصول لاجل الوصول دول كدابين ذفة
كتر السواد وعمى العباد خلى القلوب جفة
عجبى على الى عماه غروره عايش سنين خراب
قصة قابيل عدها الخلف صبحوا القلوب اغراب
ضل الشموس جوا النفوس عتمة سواد وسراب
عجبى على النسل الى عاش يحصد فى زرع الغير
وبدمه داق نهب البشر عنده الجشع غلاب
مركب وشايلة دنس البشر عايمة بشراع مكسور
والخلق من شر العمل بيعلوا سور وجسور
ارض السلام نزفت حروب يا مخالف الفطرة
الشر ليه في روحك بحور والحب بالقطرة
حكم الغراب نشن وصاب واتصاب الوف بأذاه
طبع الطمع صوته اتسمع اصل النفوس شارباه....
....................
تعالت الأصوات الغاضبة من داخل تلك القاعة الواسعة بذلك المنزل المهيب في نجع الرفاعي كان الجو مشحون بشُحنات سلبية وهمهمات غاضبة ونظرات متلهبه والجميع ينتظر القرار فلقد تقدم كبير عائلة الأنصاري لخِطبت ابنة كبيرهم كيف يفعل ذلك ؟ وقف كبيرهم صالح الرفاعي و بجانب أخيه مجاهد ينظرون إلي باقي رجال العائلة ويستمعون إلي ما يقولون فكان صوت الغاضب لأحد أبناء عمومتهم حين قال :
"إزاي يا حاج صالح نچوزه من بنتا بعد كل اللي حُصل بينا "
ثم استكمل أخر حين قال بنبرة أكثر غضباً :
"إحنا لازم نرد عليهم برد يعرِفهم مين هما الرفاعية "
حين صدر ذلك الصوت من تلك العصا النابلسية التي يستند عليها الجد كبير النجع الحاج محمود الذي دلف يستمع إلي تلك الأصوات والاعتراضات ولكن في حضرته الكل يصمت و يبقي له هو الكلام والحكم النافذ والقرار فكل شيء علي تلك الأرض يكن بأمره فهو الحاج محمود الرفاعي وقف أمامهم يستند علي تلك العصي الموروثة من أجداده ، أسرع إليه حفيده مُنذر يساعده علي الجلوس في مقعدة المتوسط للقاعة وخيم الصمت علي المكان استند برأسه علي تلك العصي وما هي إلا ثواني حتي رفع رأسه إلي ابنه الأكبر ليسرع إليه ويقف بجواره ثم هتف بنبرة حاسمة لا روجع فيها :
"ابعت لبدر يا ولدي وعرفه إن إحنا موفجين علي جوازه من نيران ... وعرِفه إنى مستني رده علي طلبى منيه "
أشار له ابنه بالموافقة و أسرع ليفعل ما أمره به والده فالكبير يأمر والكل يطيع ثم هتف بنبرة صلبه وهو ينظر إلي الجمع :
"كان دورهم عشان يخدوا بتارهم منينا، بس كبيرهم طلب يد بنت ولدي للچواز عشان نوجف بحر الدم وأنا وافقت وانتهى الأمر "
ثم وقف وهم بالرحيل بخطوات ثقيلة ولكنه وقف ينظر إلي رجال عائلته وقال بنبرة أمره لا رجوع فيها :
"رچال بحريم أطفال بشيوخ هيزفوا نيران علي بيت بدر الأنصاري "
ورحل والجميع ينظرون لظله ولا يستطيع أحد منهم أن يبدي رغبته في الاعتراض فكلمت الكبير كالسيف علي رقبه الجميع
*********************************
طلبتك يا جدي ارحمني يا جدي
قالتها وهي تجلس أمامه تبكي ولا تستطيع أن تنظر إليه انعقد حاجباه الكثين وهو يتأمل سكونها ليقول بعد صمت قصير:
"قومي يا بنتي فالحكم نافذ . "
شهقت بخوف ثم تمتمت بخفوت من بين دموعها:
"بس أنت تجدر..."
"ارحلي "
قالها بحزم لا جدال فيه فوقفت تنظر إليه باكية ثم قالت :
" چيتك يا چدي أمسك بطرف چلبابك و أركع تحت رچلك ومرحمتنيش افتكرني يا چدي "
وسارت بخطوات بطيئة كالمعتاد عند الخروج من تلك الغرفة وتركته ليهتف هو بصوت غير مسموع :
"بحميك وبحميهم من فيضان دم شيفه قدام عيني يا بنتى فبلاش تصدري حكمك "
كانت تنتظرها خارج خلوة جدها تترقب خروجها وأخيراً وقفت أمامها وهي تبكي مكتفية بإيماءة رأسها بالنفي، فدمعت عين الأخرى علي حال ابنة عمتها وأخت زوجها البائسة ولا تعرف ماذا تقول لها فهتف الأخرى ببكاء :
"خلاص يا نعمة چدي حكم "
وارتمت في أحضانها تبكي وجع ضعفها وصمتها علي حالها وهي تقدم نفسها قرباناً لكبير العائلة
***********************************
"كبيرنا عشچان... وعشان إكده لازم نقول سمعاً وطاعه لما يركبنا العار"
هتف بها بسخرية أمام رجال عائلة الأنصاري أمامه هو تحديداً ذلك الذي يقف أمامه ينظر له بغضب عارم ألجم الجميع ثم قال :
"خلي بالك علي كلامك يا شاهين أنت بتكلم الكبير "
قاله وهو يجز علي أسنانه غيظ من ذلك الساخر ثم استدار ليشرف علي تلك الجموع المُحتشدة داخل تلك الغرفة متجاهلاَ ذلك الساخر فهو يعلم أن قلبه ممتلئ بالغيرة والكراهية منذ زمن بعيد ليقول بنبرة حازمة :
" مين فيكم بده يضحي بعيل من عياله ... نظروا بعضهم إلي بعض باضطراب فأكمل هو.... إلي فيكم بده يضحي يتفضل ياخد بالتار وبسلاحي كمان .. أخرج سلاحه من جيب جلبابه ليضعه أمامهم علي تلك المنضدة ....صمت خيم علي الأجواء وهم يستمعون إليه فأكمل بعد أن علم إنه يسير علي الطريق الصحيح .... اللي هعمله عشان أحمي الوِلد الصغير قبل الكبير وده الحل اللي هينهى العداوة بينا وبين الرفاعية ونكون إحنا الأجوي. "
"وتار ولد عمك إللي اتجتل في عز شبابه يا كَبير.
قالها ناصف معارضاً وهو ما زاد في اشتعال غضبه فهتف بنبرة قاسية "
" ولْد عمك هو إللي غلط وغلطه كان كبير والله لو كان عاش لحد دلوجت لكنت جتلته أنا بيدي إلا العرض يا ولد عمي "
سكت الجميع يستمعون إلي كبيرهم فالجميع يعرف سلوك ذلك الفتي و يعلمون جيدًا إنه هو المخطئ عندما تعرض لابنة أحد رجال الرفاعية والصمت عبر عن ما يدور بخاطرهم فهم بالطبع مع الكبير حتي يحموا أنفسهم و يحموا أولادهم من بحر دماء سيغرق به الجميع ولكن أحدهم رفض الخضوع كعادته :
"وليه أنت يا كبير اللي تتچوز بنتيهم.. ما أي حد منينا ... يتچوزها"
هتف بها شاهين مشككاً في كلامة فتقدم إليه ووقف أمامه ينظر إليه بنظرة ثاقبة قبل أن يقول :
" صالح الرفاعي مش هيدي بنته لأي حد يا شاهين "
...ثم تجاهله وهو يهتف في الحشود وكأنه أخذ قرار لا رجعه فيه :
"بكره عشيه هروح أطلب بنت الحاچ صالح إللي فيكم مرحب يا مرحباً بيه واللي فيكم رافض يبقى بيعادي بدر الأنصاري "
وهم بالرحيل ليتركهم يتخبطون في أفكارهم يعي تماماً أنهم سيكونوا معه ..معادا هو فقد لمح التمرد بعينه فهو يقف أمامه في ذلك الأمر كما غيره دائمًا يريد التار والخراب والدم وهو يريد السلام والحماية لأهله وإخواته وناسه يخاف علي أخيه وأولاده و يحمل علي عاتقة نجاة الجميع.... وها هو يخطوا أول خُطاه .
....................... .........
أنت تقرأ
ابنه نيرن
Fiksi Umum- طلبتك يا جدي أجرني قالتها وهي تجلس أمامه تبكي ولا تستطيع أن تنظر إليه انعقد حاجباه الكثين وهو يتأمل سكونها ليقول بعد صمت قصير: - قومي يا فتاة فالحكم نافذ . شهقت بخوف ثم تمتمت بخفوت من بين دموعها: - ولكنك قاد - أرحلي قالها بحزم لا جدال فيه...