١-

88 6 2
                                    

توجّهت نحو مُعتصمٍ لها تارِكةً خلفها أصدِقاء وجِدُوا من العشوائية ،تركتَهم بلا مبرّرٍ واضِح ،تأرب خُلوةً وراحةً ،طمانينةً بعد صخَب الحياةِ المُزعج .

"لأول مَرّة أشعر بِلذاعة تجاهل التبرير"
كان ذلِك تعلِيق إحدى افراد المجموعة ،لتُردف الأُخرى

"دعوها ، أظنّها بِحاجة لخلوةٍ مع ذاتِها"
فتُعارِضها إحداهُنّ قائلة

"لكِن ألا تجِدُ ذلِك صعبًا علينا نحنُ أيضًا؟ إنها تجعلنا على الهامِش !"
بنبرةٍ شجينة ومهزوزة ختمت جملتها لتضغط الزرّ، فَتُرسل الرسالة الصوتية.

ساد الصمتُ لِبرهةٍ فيكسِرُها ذلِك الإشعار بوصول رِسالةٍ مِمّن افتقدوها ،
"مرحبًا جميعًا، إشتقتُ لكُم جمًّا!"
بترددٍ كتبت، هي قرأت رسائل صوتية تغمرها الخيبة مِنهُم فِعلا، لقد آذاها ذَلِك حقيقةً لكن تجاهلت ذلك، هي فِعلًا تمرّ بِظروفٍ لن يستطيعوا استيعاب ذلك ولا مُساندتهَا ايضًا !

إنتهى يومها بالرّد على رسائلهم المشتاقة، لتقفِل الهاتِف وتعود لِخلوتها مرةً اخرى بتجهّم..
يُقاطِع تِلك العُزلة أخاها ،مُردِفًا بِسؤالٍ يعلمُ إجابته مسبقًا
"ألن تأتي لِتناول الغداء معنا؟"

اماءت أن كلا ،ليُغلق الباب راحِلًا تاركًا وراءه فتاةٌ بِقلبٍ مِن زُجاج ..
عادَت للهدوء مرّةً أخْرى لتُحاكي ذاتَها،
هيّا لا مزيد من البؤس استيقظي و دعي العالم يَرون بَهجتك بعيدًا عن هاتِفك المملوء كآبةً !

شجّعت ذاتها وهي تعلم انها ستعود مرةً أخرى خائرة القوى، مهشمة المشاعِر.

Canina.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن