٤-

41 4 5
                                    

الأيام تُصبِح باهتة أكثَر فأكثر ، قلبِي يُصبِح مهشّمًا أكثر فأكثر،
زُجاجٌ متناثِر ودماءٌ تسيل أكثر فأكثر ..

أخبرني بِربّك أين الحُبّ ،أين المدخل لِبوابةِ حُلمٍ سرمدَيّ لا يعرِفُ حزنًا ولا بؤسًا أقَلّ أو أكثر .

الاستلقاء على السرير ،مشاهَدة الغيوم في السطح ،التماسُ الأعذار بِشكلٍ ساذج، ادعاء المرح كذِبًا، سماعُ الأغاني الصاخِبة بجوارح هادئة ..

كان ما يقتضيه يومي وينتهِي به قبلَ تِسع سنواتٍ مضت بعد أن فقدَتُه .

الآن أجدُني أكثر نشاطًا وحيويّة، أتحدّثُ مع اصدقائي كأني لم أذق مرارة اللوعة يومًا ، ولهِيبُ الحزن لم يممسنِي دهرًا ، أُقبّل طِفلًا وأهدِي شابًّا،
أحكي قِصَصًا للأكبَرِ سنًّا ..

كانت مرحلة انتقاليّة كبرى، صُقلتُ بِها للأفضل نحو ربيع الأمانِي ،
ونبعُ الأحلام ،نحو حُبّ المجرّات وعِشق العالمِين لنجومِ سمائي،

لم أظنّ يومًا أن صديقٌ واحد بإمكانه إحداثُ الفَرق!
كانَ بلسمًا لجراحِي وملجأً لآلامي ووحدَتِي الخانِقة،

كان ذلِك النور الذي انبثق مِن العدم ليطغى على ديجورٍ
قد امتلأ به كياني واظلمت أيامي بِسببه، حُلو لحظاتي

شَهِدتها مَعه ،كان صديقًا صادِقًا رفيقَ رُوحٍ قبل دربٍ،
وجَلّ أمنياتِي الآن ، أن يحظى بالسلام تحتَ الثرى .

خالِص دعواتِي لك .

Canina.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن