٧-

22 3 6
                                    

يسكُن في أعماقي طِفلٌ يدّعي الوحدة
طِفلٌ يبحث عن الاهتمام بمظهر اللامبالاة
يسكُن حينما يُربّت أحدهم على كتِفه
ويهتاج حينَما يغيبُ الجميع عن ناظِريه
ليعود هادئًا بعد تذكره تلك الكلمات
التي تغزو عقله باستمرار
__


__

أنا أعمل في القضاء حيثُ أتفوّه بالحقّ ويا لها من لذّة ؛ لذة وضع النقاط على الحروف ، إن الانتصار في معركةِ الظلم هي أشد ما يجعلني أنتشي إلى هذا الحد ، إلى الحد الذي يجعلني أدعوهم في رحلة سفر على حسابي .

اليوم كان انتصاري الحقيقي، بعد أعوام وسنين ، بعد نهارٍ وليالي سوداء،
بعد شقائي ..ربِحت! القاتِل امامي في مَحكمة العدل ،إنني الآن أصدر حكمي عليه بابتسامةٍ تكادُ تجتاز أذناي لكن ما دامت لحظات سعادَتي حتى سمِعت
عبارةً أعادتني في سجون الذاكرة السوداء ..

-

الجميع يُعاني فلا تكن علّةً أنت الآخر
إنها العبارة الوحيدة التي لا زالت تطرِق مسامعي مِن ماضي طُفولتي الباهت
لقد كُنت طِفلًا تُقطّعه الآلام يُخبئها تحت ثوب اللامبالاة ، كنت أهوي ولا أحد استطاع انتشالي ..

حينما مرِضت والدَتي استمريّت بارتداء ثوبي المفضل، ملامِحي لم تكن تشي بأي مشاعر تجاه حالتها ، في النهار تأتي خالتي وتنهرُني لأني أقوم بحل فروضي ،بينما تُثرثر بشأن أمورٍ عدّة لا أهمية لها ..

وفي الليل أعود تحت جناح أمي الآمن لأمسح على جبينها بمنشفة مبللة .
لا أحد يعلم كيف أهتم، كيف أُحب وكيف أكره سِواها..

هي تُعلّمني الحُب والسلام، تُعلمني التعقّل والاهتمام ..
أمّي كانت مدرستي !
فُروضي لم تكن سِوى تنظيف البيت والمساعدة المجانية خارجًا .
هي كانت تُجبرني على التعامل مع مختلف أساليب الحياة لاختيار أحدهم،
لقد كُنت ممتلئا بأمي إلى أن غُلّقت الأبواب ، ونذير الشؤم علت مسامِعه..

استيقظت ظهيرة الثالث من يوليو ، أزعجني صوت النحيب والعويل خارج نافذتي ، فنهضتُ لِإشباع فضولي فمن غير العادة على أهالي الحيّ أن يصدروا هذه الضجة ..

غادرتُ غرفتي أطرق بخطواتي الأرض ، الهدوء يعم منزلي أيضًا ، حينما أنهيتُ درجات السلّم لمحت ورقة صفراء على الطاولة ، إذًا هذا يعني أن أمي خارج المنزل أكملَتُ طريقي حتى ولوجي من باب المغادرة ..

حينها تمنّيت أن المنيّة وافتني عند هذه النقطة، تمنّيت أن
أتجرّع مرارة الفقر طول الدهر إن كان ما سيعقِب الخير هو هذا ..

بالأمس أبتهجت لأجلي ولأول مرّة ، ابتهجت لأن الزي المدرسي كان معلقا على خزانتي إذ أن مع عمل والدتي الكامل استطاعت جمع المبلغ وشرائه لي.

بالأمس لم تسعني الأرض لهذه الفرحة ،
واليوم لم يسعنِي الكون لحمل هذه المأساة ..

مشهد والدتي المستلقية على الرصيف مُضرجة بدمائها ،السكِين مغروزٌ في كتفها الأيسر ، والجروح تملأ كُلًا مِن يديها ووجهها، لم يكن بالمنظر السار
لم أكن على استعداد لمواجهة هذا بعد ..


-

"حُكِم على المُتّهم سان ڤيلدر بالسجن المؤبد
وذلك لجرائمه الشنيعة من القتل المتعمد بحق
النساء"

-

السعادة والحزن وجهان لعملةٍ واحدة يُخيّم الحُزن عليك لِفترة حتى يأتي حدثٌ آخر ينتشلِك من هذا نحو السعادة أو يبقيك على حالك .

هكذا كانت رؤيتي للحياة ..هكذا وجدت أسلوبي وربِحت في معركتي .

" لم أنسَ أبدًا ولكنِي تعلّمت "

Canina.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن