٦-

47 6 10
                                    

أحادِيث يملؤها الخيبة ،الحُزن والكدر ،البهُوت يُغلّفها كهدِيّة الزمان،
ما بال ابتساماتِك المُزيّفة، وقِناع السعادَةِ الكاذب؟

أتظنين أنّكِ بِهذا سَوف تَهدمين ما بنيناه سَويًّا؟
أنتِ نُور شمسٍ ،وضياء قمَر ولمعةَ نجم، أنتِ مجرّتي وكواكِبي ..

فأنّى لَكِ بِمثل هذا الشّعُور ؟
أشتاقُك وأشتاقُ لثنايا عناقك الدافِئ، أشتاق لكلماتٍ بات مِن الصعّبِ نسيانُها  لم أعرِف شُعور خيبةٍ كهذه مِن قبل ،إدراكُ شعور هو الأصعب .

كُنتِ كالبِرسيم لم أَتوقع يومًا أن القدر سيُهديني أياها ،
أهدَيتِني الحياة ،تُبهِرينني بِعُمقك وجوانِبك المتعددة ، رؤيتِك الفريدة،
تبهريني بكمّ أنتِ رائعة، ولأي مَدى أنتِ دافِئة، تُشعرينني بِلطفِ القدر حال لُقياكِ، وأن الحياة هي أن أحيا لا أن اعيش، أن أحيا يعنِي العُمق في التفاصيل .

استيقظت مِن حُلمٍ سيء أفسد مِزاجها  ،فتحت إحدى علب الماء الموضوعة بجانبِها ترتَشِفُ القليل لِتعيد إغلاقها، انتصبت بينما تُدلك صدغها فألم رأسها لا يحتَمَل ،خصوصًا بعد شِجارها مع أُختها الليلةِ الماضية .

وقعُ خطواتِها على الدرج يبدو صاخِبًا لهدوء المنزل الغريب، رُغم ذلك تجاهلت إحساسهَا بِوقوع مُصيبةٍ تُجبِرها على المكوثِ في دوامةِ حزنها أكثر.

ما انتهت من تلك الافكار الخبيثة، حتى تراءى لها أجسادٌ كُثر ملتَمّين حول والِدتها ،التي تبَكي بِصمتٍ مقشعر للبدن، الثيابُ السوداء ،الملامحِ الحزينة

كذبةٌ لم تفُق مِنها أبدًا بعد ذلك .



-
مُلاحظة :البرسيم المذكور أعلاه هو البرسيم
الحجازي أو'الفصفصة' ،
ولُغته الحياة .

Canina.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن