سمعت فجأة صوت من خلفها و هو يقول بنبرة متسائلة
_ انت بتعملي ايه عندك
خلال عدة ثواني قليلة كانت استطاعت تخبئة الورق في حقيبتها لتلتفت له قائلة بنبرة حاولت جعلها هادئة قدر المستطاع
_ مش بعمل حاجة انا كنت رايحة المطبخ بس اتلخبطت مش أكتر و لما جيت اطلع انت دخلت
اومأ سراج برأسه بعدم اهتمام
لتخرج رتيل من الغرفة دون النطق بكلمة اخري بينما خرج الاخر متوجها نحو غرفته مرة ثانية
فقد خرج فقد ليأخذ هاتفه و يعود مره اخري للغرفة
و ما إن دخل الي غرفته حتي جلس يفكر
هل يجب عليه أخبارها بالفعل ام أنه يجب عليه الانتظار فحسب
الي ان يصبح كل شئ واضح بمفرده و فجأة قرر أن يذهب و يخبأ الورق الذي احضره منذ قليل فيجب أن لا تراه رتيل ابدا و بينما هو متوجه الي مكتبه
توقف فجأة امام غرفتها بصدمة عندما سمع ما قالته
__________________________
بينما عند رتيل
دخلت الي غرفتها و هي تنظر إلي ذالك الورق بهدوء و هي لا تدري هل ما تريد فعله صحيح ام لا و هل هذا الورق مهم بتلك الطريقة بالفعل ام لا لتفتح الورق فتصدم لانه ورق لبعض الصفقات المشبوهة و الغير قانونية
لتتجه بسرعة الي هاتفها و تهاتف أحد ما و بالفعل بعد عدة ثواني أجاب هذا الشخص قائلا
_ ايوة يا رتيل عاملة ايه
ردت رتيل بسرعة شديدة
_ مش وقته دلوقتي الكلام ده يا شادي بقولك ايه صفقات اسلحة و حجات من دي وراها شخص مهم نقدر ننشرها في الجريدة
رد شادي بنبرة هادئة
_ ممكن طبعا و هيبقي خبر حلو جدا و كويس اوي علشان يتنشر بس هو في ايه انت كويسة ؟
صمتت رتيل بعدة ثواني لتقول بنبرة هادئة
_ انا كويسة شكرا علي العموم و هبقي اقولك بكره انا عايزة ايه
همهم شادي بتفهم قائلا
_ طيب تمام سلام
ردت رتيل بنبرة هادئة
_ سلام
لتغلق الهاتف وتضع ذالك الورق في حقيبتها و دخلت لتستحم و لم تكن تعلم ان سراج قد سمع كل شئ بالفعل
وقف سراج قليلا في الخارج و هو لا يعلم ماذا يفعل
و لكنه ابتسم بسخرية فحسب ليأخذ بعض الأوراق من مكتبه و يتجه الي غرفتها ليقوم بتبديل الأوراق بسرعة و الخروج من الغرفة دون أن تشعر
و خرجت رتيل بالفعل بعد قليل و لم تشعر بوجود اي شئ غريب
لتخرج من الغرفة بهدوء و هي قلقة من اكتشاف أمرها
__________________
في اليوم التالي
توجهت رتيل الي الجريدة في الصباح الباكر و عندما دخلت قامت بفتح الورق لتتأكد من الذي يوجد فيه و لكنها صدمت بشدة عندما وجدت أن الورق فارغ تماما و لا يوجد به أي شئ فهو مجرد ورق ابيض فحسب
دخل شادي في تلك اللحظة لينظر لها باستغراب من منظرها فقد كانت تنظر الورق بصدمة شديدة و هي تردد بصوت خافت
_ فاضي ازاي لا اكيد في حاجة غلط
توجه ناحيتها و هو يقول بنبرة متسائة و قلقة
_ رتيل انت كويسة ؟
ردت رتيل بعصبية غريبة
_ لا مش كويسة الورق ده كان فيه حجات مهمة راحت فين و ازاي الورق بقي فاضي كده في حاجة غلط
نظر لها الاخر باستغراب أكثر و هو لا يدري ماذا يقول ليقول بنبرة هادئة محاولا تهدئتها
_ طيب اهدي طيب ممكن تكوني اتلخبطي و خدتي ورق تاني بالغلط
نفت رتيل برأسها بضيق لتقول بيأس
_ محدش فاهمني انت كمان مش فاهمني
تنهد شادي ليقول بنبرة هادئة
_ طيب ممكن تهدي الأول و بعدين انت شكلك تعبانة ممكن تروحي ترتاحي و انا هشيل شغلك مكانك
نفت رتيل برأسها بغضب قائلة بنبرة غاضبة
_ لا مش تعبانة و مش هروح و سيبني بقي دلوقتي في حالي
نظر لها الاخر باستغراب من ردة فعلها المبالغ فيها و لكنه قرر أن يصمت الان و سوف يتكلم معها لاحقا فيبدو انها متضايقة الان ليقول بنبرة هادئة
_ براحتك اعملي اللي يريحك انا بس كنت عايز راحتك مش اكتر
ليقف و يتجه الي مكتبه بهدوء تاركا إياها تنظر إلي الورق بضيق و هي تتسائل عن سبب اختفاء الورق هي حقا لا تفهم لتحاول نفي كل تلك الأفكار من رأسها و تكمل عملها بهدوء رغم كونها كانت شاردة معظم الوقت
و ما إن كادت تذهب حتي وقف أمامها
شادي قائلا بنبرة مترددة
_ رتيل معلش ممكن اتكلم معاكي شوية
نفت رتيل براسها قائلة بنبرة متضايقة
_ معلش يا شادي بعدين انا مش طايقة نفسي دلوقتي
و كانت تذهب ليقاطعها شادي قائلا بسرعة
_ رتيل الصور مكانتش حقيقية
وقفت رتيل في مكانها بصدمة لتعود مرة اخري لتقف امامه قائلة بنبرة مصدومة
_ ايه ازاي يعني مش حقيقية
تنهد شادي ليقول بنبرة هادئة
_ يعني مش حقيقية يا رتيل فوتوشوب يعني
ردت رتيل بنفس النبرة
_ و ليه ادتها ليا طالاما مش حقيقية و مين اللي عدل فيها كده
اخذ شادي نفسا عميقا ليقول بنبرة نادمة
_ انا كنت عارف انها مش حقيقية انا اسف يا رتيل بجد بس انا كنت فعلا عايز ادمر علاقتك انت و سراج لاني لاني بحبك بجد بس استحقرت نفسي اوي لما فكرت في الموضوع ده انت متستهليش كده انت تستاهلي تعيشي مع اللي قلبك اختاره و انا لو كنت بحبك فعلا كان المفروض مأذكيش بس انا عملت عكس كده و بالنسبة لمين اللي عمل كده فأنا عارف انك مش هتصدقيني و مش هقدر اقولك بس ارجوكي خدي حزرك من الناس اللي حواليكي حتي اقرب الناس ليكي انا اسف مرة تانية يا رتيل عن اذنك
ليرحل شادي تاركا رتيل تنظر في اثره بصدمة حقا و هي تفكر في كلامه ذالك اذا سراج لا يخونها بالفعل
لنتذكر منظر الصور و تلعن نفسها علي غبائها ذالك فكيف لم تنتبه ان الصور ليست حقيقية و لكن هو لا يزال خائن و قد خانها بالفعل و خان ثقتها فيه عندما أراد أن يتزوجها لذالك السبب و لكنها تشعر بوجود شئ خاطئ بالفعل
لتتنهد بضيق و ترحل و هي تفكر
هل شادي يحبها فعلا ؟ و اذا كان يحبها لما لم يخبرها من قبل ؟ و من هم الذين كانو يساعدونه؟
ابتسمت بسخرية عندما فكرت في آخر شئ فهي بالتأكيد قد علمت الإجابة فهما يكونان تسنيم و زهرة بالتأكيد و بالتأكيد معهما شخص آخر و لكنها لا تعلم من هو او هي
لتركب سيارتها و تغادر و هي تفكر في كل ما عرفته اليوم و في الذي سوف تفعله و ما إن وصلت الي منزلها حتي دخلت تبحث في كل مكان عن الورق الذي كان معها يوم أمس هي بالتأكيد لم ترد ان تنشره الان و لكنها فحسب كانت تريد أن تري اين ذهب ليس إلا
و لكن بالتأكيد الاخر لم يفهم ذالك بل ظن انها تحاول إيجاد الورق لتقوم بنشره
ليقول بنبرة ساخرة من ورائها
_ انت بتدوري علي ده ؟
التفت رتيل إليه بهدوء لتجده يقف ورائها مباشرة و يمسك في يده الاوراق التي كانت تبحث عنها
كادت ان تتشاجر معه لأنه من أخذه و لكنها تذكرت انها من سرقته منه من البداية لتلتزم الصمت و لم ترد
ليقترب منها قائلا بنفس نبرته الساخرة
_ ساكته ليه ما تتكلمي ؟ اه صح نسيت هتتكلمي ازاي و انت كنت سارقة الورق ده علشان تروحي تنشريه في الجريدة ده انت حتي ما ترددتيش الثانية قبل ما تاخديه
ردت رتيل بنبرة هادئة
_ انا معملتش حاجة غلط اصلا كان المفروض انه يتنشر فعلا في الجريدة علشان كل الناس تعرف حقيقة
الدكتور المحترم اللي اسمه سراج
قالت آخر كلماتها بنبرة ساخرة
بينما ابتسم الاخر بسخرية هو الآخر ليقول بنبرة ساخرة
_ والله انت متستهليش اي حاجة من اللي انا بعملها علشانك حتي الورق ده لو كان ضاع كنت انت اللي هتروحي في داهية و ساعتها مكنتش هساعدك اصلا
نظرت إليه رتيل بسخرية قائلا بنفس النبرة
_ ليه ان شاء الله انت فاكر نفسك ايه و لا مين بتعملي ايه بقي قولي انت مش بتعمل اي حاجة غير انك خليتني اكره نفسي و حياتي
أبتسم الاخر بسخرية ليقول بنبرة هادئة
_ هقولك بساعدك ازاي يا رتيل هانم
في الحقيقة انا ابقي شغال في المختبرات بس في السر يعني و
فلاش باك
كان يجلس في مكتبه بهدوء و هو يتفحص تلك الأوراق التي توجد في يده فقد كانت بها كل المعلومات عن رتيل و اهلها و يجلس امامه علي الكرسي تامر الذي يكون صديقه و ايضا زميل له في عمله ليبدأ
تامر كلامه بعمليه قائلا
_ الولد اسمه سيف كان بيحبها زمان و هي كمان كانت بتحبه الكلام ده ايام ما كانو في ثانوي اول لما خلص ثالثة ثانوي كان بيشتغل في مطعم جمب دراسته قرر ساعتها انه يروح يتقدم لرتيل طبعا جدها رفض و كل اللي كان في دماغه انه طمعان في فلوسها علشان كده رفضه و طرده بره و قاله مش عايز اشوف وشك هنا تاني ساعتها جدها راح و قالها انها متتكلمش معاه ابدا و لو حتي صدفة و انه طمعان في فلوسها ساعتها رتيل صدقته طبعا و سيف كلمها و قالها انه عايز يقابلها هي وافقت علشان تقوله ان هي مش هينفع تكمل و لما راحت له هو عرض عليها ان هما يتجوزوا عرفي و من ورا اهلها و وقتها محدش هيقدر يعترض بس هي رفضت علشان كانت بتثق في جدها جدا و متأكدة ان كلامه صح مية في الميه و قالتله انه طمعان في فلوسها هو وقتها اتصدم ان اللي بيحبها بتفكر فيه بالطريقة دي و قعد يقولها بس انا بحبك و مستحيل ائذيكي و كل ده بس هي مصدقتش و سابيته و مشيت وقتها هو قرر انه هينتقم و هيبني نفسه من اول و جديد و هيبقي غني بس علشان ينتقم منها و من اهلها مش أكتر و فعلا قدر انه يبنيله اسم و يبقي حاجة كبيرة في السوق بس كل ده من الشغل الشمال بتاعة و اللي يبقي معظمه مبني علي صفقات السلاح و تجارة الأعضاء البشرية المهم انه بعد ما بقي ليه سمعة في السوق و كل ده قرر أنه ينتقم بقي من اللي كانو السبب في انه يبقي كده فأول خطة ليه كانت انه يخلص من جدها ده اول حاجة علشان الجو يفضاله و خصوصا ان باباها و عمها مش مهتمين بيها زي ما جدها بيعمل و هو عايز يموت جدها دلوقتي و بعدها يرجع لرتيل علي اساس انه بيحبها و كل ده و انه مستعد يرجعلها و وقت ما ترجعله هيبقي ينتقم منها براحته المطلوب مننا دلوقتي اننا نمنع الكلام ده من انه يحصل و نقبض علي سيف اكيد
اومأ سراج برأسه بتفهم ليقول بنبرة متسائلة
_ و ده هيحصل ازاي
رد تامر بنبرة هادئة
_ انت و شطارتك بقي انت اللي المفروض تعرف
رد سراج بنبرة هادئة
_يعني المفروض نمنعه انه يتجوزها دي اول حاجة و ده مش هيحصل غير لما تكون متجوزة و لازم في نفس الوقت نمنعه انه يموت جدها
اومأ تامر برأسه قائلا بنبرة هادئة
_ بالظبط كده انت كده بدأت تفهم قصدي
رد سراج بنفس نبرته السابقة
_ يعني من الاخر المفروض اتجوزها علشان امنع سيف ده من انه يعملها حاجة
اومأ تامر برأسه بهدوء
ليكمل سراج كلامه قائلا
_ و في نفس الوقت المفروض نثبت كل اللي هو بيعمله ده علشان نقدر نسجنه
اومأ تامر برأسه ليقول بنبرة هادئة
_ بالظبط كده المهمة دي مهمتك يا سراج لازم تحلها صح و تظبطها
ابتسم سراج بهدوء قائلا
_ متقلقش انا عمري ما اغلط في شغلي
باك
اكمل سراج كلامه قائلا
_ و بعدها في نفس اليوم عرفت لما روحت المستشفي ان جدك موجود فيها فعلا و اننا للأسف ملحقناش نتصرف بسرعة بس قدرت اني انقذه و مخليش حاجة تحصله و في نفس الوقت كان من حظي انك تبقي صاحبة رنيم فكل حاجة اتظبطط بالظبط علي اساس اني اقدر اتجوزك و طبعا مكنتش عايز اقولك كل ده علشان توقعت انك هتنهاري علشان كده قررت اني هكدب عليكي و نألف انا و تامر حكاية ان حادثة جدك انا اللي وراها علشان كل حاجة متتكشفش و لما وصلنا اخيرا للخيط اللي هيوصلنا لسيف ولكل مصايبه انت كنت هتبوظي كل حاجة الورق ده هو المفتاح بتاع حل القضية دي و انت بغبائك كنت هتضيعيه في لمح البصر لان الورق ميخصنيش زي ما انت كنت فاكرة لا ده يخصه هو عرفتي بقي دلوقتي انا بساعدك في ايه و ازاي
انهي آخر كلماته بنبرة سخرية شديدة
لترفع رتيل رأسها من الأرض قائلة
_........................
_____________________________
عند تامر
كان يجلس في غرفته بهدوء و في يده صورة لفتاة ما و هي تبتسم
ليبتسم تلقائيا ما إن رأي ابتسامتها ليقول بنبرة هادئة
_ قريب اوي هتبقي ليا قريب جدا
يتبع
رائيكم 💜
توقعاتكم للأحداث 💜
أنت تقرأ
التناقض
Romanceالمقدمة لقد اقفل علي قلبه منذ زمن بعيد و قرر أن لا يفتحه و لا يأمن لأي فتاة ابدا و لكن هل سيستسلم و يتنازل عن مبدأه ام سيرفض ذالك و سيظل كما هو البرود و القسوة و الحكمة و المرح و الطيبة و التهور هل يجوز أن يجتمعا فهما التناقض بعينه هذا ما سنعرفه...