عند رتيل و جيداء
استيقظتا سويا لييدلا ثيابهما و يتجها
الي "البيوتي سنتر" كما يسمي في عصرنا هذا
انتهت كل التجهيزات لتجلس رتيل و جيداء و معهما رنيم يتكلمون في عدة مواضيع الي حين قدوم
سراج و حمزة اقتربت جيداء من رنيم و جلست
بجانبها قائلة بنبرة متسائلة
_ و انت ايه بقي مفيش حد كده و لا كده جوزتينا احنا الاتنين و فضلتي انت قاعدة سينجل كده
ابتسمت رتيل كعلامة للموافقة رغم كونها تشعر بالقلق و بأن هناك شئ غريب سوف يحدث فهي غير مطمئنة ابدا
تنهدت رنيم قائلة بنبرة متضايقة قليلا
_ هو في بس البعيد تلاجة مبيحسش
وقفت رتيل لتتجه لها و تجلس بجانبها من الناحية الأخري
قائلة بتخمين
_ خالد صح قولي انه صح
اومأت رنيم برأسها قائلة بنبرة متضايقة
_ هو يا اختي هو و ياريته حاسس ده مبيحسش اصلا
ضحكت جيداء لتقول من بين ضحكاتها
_ يا بنتي اهدي شوية كفاية شتيمة في الراجل
زفرت رنيم بضيق قائلة بنبرة متضايقة
_ و هو انا قولت حاجة عليه اصلا ما انا هادية اهو و زي الفل
اومأت جيداء برأسها قائلة بنبرة ساخرة
_ اه طبعا مهو واضح
في تلك اللحظة وصل سراج و حمزة
ليأخذ سراج رتيل و يذهب بسيارته
بينما أخذ حمزة جيداء و ذهب بسيارته هو الآخر
و ذهبت رنيم مع خالد رغم كونها تشعر بالضيق منه فهو حقا لا يبالي بها و لا يشعر بما تشعر به
بعد فترة قصيرة وصلا إلى القاعة التي يقام فيها الزفاف
فقد كان زفاف ضخم للغاية بما ان الطبيب سراج و الذي يكون أشهر الاطباء سيتزوج
و معه اخيه الذي يكون من أشهر رجال الاعمال
تم الحفل بمنتهي الاعتيادية و بلا اي أحداث تذكر
سوا ان هناك اربعة اشخاص قد تركوا الحفل قبل انتهائه بقليل و لا يعلم احد اين ذهبوا
و ما إن انتهي الحفل حتي توجه كل شخص مع زوجته الي بيته
و ذهبت رنيم الي بيتها بعد أن أوصلها خالد و رحل لانه بالتأكيد لن يظل معها بمفردهم
فقد ذهب ليجلس في شقة ما قد اشتراها حديثا
________________
عند حمزة
دخل هو و جيداء الي غرفتهم ليقترب منها
حمزة قائلا بنبرة بها الكثير من المشاعر المختلطة
_ تعرفي انا عمري ما قدرت و لا هقدر احب حد قد ما حبيتك حبي ليكي عدي كل الحدود عمري ما كنت بصدق في الحب من اول نظرة بس انت خليتيني اصدق الموضوع ده بس هو مش حب من اول نظرة ده عشق من اول نظرة مبقيش لاقي كلام يوصف حبي ليكي
ابتسمت جيداء بفرح لتقول بنبرة حب
_ انا بجد مكنتش متخيلة اني ممكن احب حد في الحقيقة بالطريقة دي كنت فاكرة ان كل ده كلام روايات
ابتسم الاخر بخفة ليقول بنبرة مرحة
_ ليه كده يا ست الكاتبة انت بردو مش المفروض كاتبة و بتكتبي عن كل ده
ابتمست الأخري قائلة بنبرة هادئة
_ بكتب اه بس اني اتخيل ان ده موجود في الحقيقة مقدرتش اتخيلها بصراحة
ابتسم الاخر قائلا بنبرة حب
_ طالاما الشخص بيحب بجد يبقي اكيد هتلاقي كلام الروايات ده صح انت بالنسبة ليا جوهرة ثمينة و لازم احافظ عليها لدرجة اني يحس احيا اني مستهلكيش بس اوعدك طول ما انا عايش مش هعمل حاجة غير اني أسعدك و افرحك و بس بحبك يا اغلي حاجة ليا في حياتي
ابتمست جيداء بفرح شديد لتقترب منه و تقوم باحتضانه قائلة بنبرة خافتة
_ انا بحبك اوي بجد يا حمزة بحبك جدا
بادلها حمزة الحضن بهدوء قائلة بنبرة حب
_ والله بعشقك يا احلي واحدة شافتها عنيا
أغمضت جيداء عيناها و هي تشعر بالسعادة تغمرها و شددت علي الحضن كأنها تخشي أن يرحل و اصبحت تشكر ربها بصوت غير مسموع لأنه اعطاها احسن رجل في نظرها و تتمني أن يظل يحبها الي اخر العمر و الا يحدث بينهما اي مشاكل
__________________________
عند رتيل
ما إن دخلا حتي أخبرها أنه سيقوم بتبديل ثيابه في الغرفة الأخري و هي يمكنها تبديل ثيابها في غرفتهم اومأت رتيل برأسها دليلا علي موافقتها لتذهب الي الغرفة و تبدل ثيابها
ما إن انتهت حتي جلست علي الاريكة بهدوء تام و هي تفكر في حياتها القادمة و ما الذي سوف يحدث فيها
قاطع شرودها صوت هاتفها معلنا عن قدوم رسالة ما لتقف و تتجه نحوه و تمسكه بملل
و هي تتسائل عن هوية هذا الشخص
ما إن فتحت الهاتف و رأت الرسالة حتي سقط الهاتف من يدها بصدمة و جلست هي علي الأريكة مرة اخري و هي مصدومة كليا
فقد كانت الرسالة محتواها
" مسكينة اوي بجد صعبتي عليا بصراحة انت فاكرة بجد انه اتجوزك علشان بيحبك او معجب بيكي زي ما كان بيقول لا كل ده علشان ينقذ نفسه من الكارثة اللي كان هيقع فيها عارف انك مش فاهمة حاجة هبعتلك تسجيل حلو اوي هيعجبك جدا علشان تعرفي انا بتكلم علي ايه "
جاء بعدها تسجيل صوتي لتقوم بفتحه و هي ترتعش من الخوف و القلق
لتسمع صوت شخص ما لا تعلم من هو و هو يقول بنبرة قلقة
_ هتعمل ايه دلوقتي يا سراج اكيد لو حد عرف هتروح في ستين داهية
نفي الاخر برأسه قائلا بنبرة قلقة هو الآخر
_ اكيد في حل يا تامر حياتي مش هتقف علشان موقف زي ده و خصوصا أنه مماتش هو لسه عايش
زفر تامر بضيق ليقول بسرعة
_ لقيتها يا سراج انت مش بتقول عندوا أحفاد و في اتنين قريبين منه اوي و ميتحملش عليهم حاجة خلاص اتجوز واحدة فيهم و ساعتها لما يتعرف انك انت اللي كنت ورا الحادثة مش هيقدروا يعملوا حاجة هيقولوا ايه يعني جوز حفدتي حاول انه يموتني اكيد لا ساعتها هيسكتوا و هتكون انت عديت من الموضوع ده
صمت سراج لعدة ثواني ليقول بعدم اقتناع
_ مش عارف يا تامر بجد حرام اني استغل حد فيهم بالطريقة دي
زفر تامر بضيق ليقول بنبرة غاضبة
_ مفيش حاجة اسمها كده يا سراج فكر كويس بالعقل كده انت
عندها بدأ الصوت يخرج مهزوزا و غير واضح تماما و بعد فترة عاد مجددا الي طبيعته و هو يقول
_يبقي مفيش حاجة اسمها ملهاش ذنب اسمع مني يا صاحبي ده الحل الوحيد و مقدمكش حل تاني
زفر سراج بضيق شديد ليقول بنبرة متضايقة
_ طيب طيب خلاص هتجوز واحدة فيهم
تنهد تامر ليقول بارتياح
_ اهو ده كده الصح و ده اللي توقعته منك
عندها انتهي التسجيل
و جاء بعدها رسالة اخري فيها
"شوفتي انك طلعتي مسكينة"
كانت رتيل تجلس علي الاريكة و هي تنظر حولها بصدمة و لا تدري ماذا تفعل وضعت وجهها بين يديها و قد امتلأت عيناها بالدموع و هي تردد بصوت شبه مسموع
_ يعني ايه الكلام ده يعني سراج هو اللي حاول يقتل جدو طيب ليه ليه يعمل كده و ليه ياخدني انا طعم للموضوع ده ليه ياخدني حاجة توصله لهدفه و تلحقه من الحبس او الموت لييييه
صرخت بقوة بأخر كلمة و قد رمت المزهرية علي الأرض لتنكسر بشدة و اخذت تبكي بهستيريا و هي لا تردد سوا كلمة واحدة فقط و هي
* لييه*
______________________________
عند سراج
كان يجلس علي السرير و هو يفكر في الذي سوف يفعله الان هو حتي لا يعلم ماذا يفعل و غير متأكد من خطوته القادمة زفر بضيق و هو يفكر في الذي سوف يقوله لها
وقف و توجه الي الغرفة ليفتح الباب و يصدم بمنظر رتيل و هي تجلس علي الاريكة و تضع وجهها بين يديها و تبكي بقوة و ايضا المزهرية مدمرة تماما و منكسرة علي الأرض
توجه نحوها قائلا بنبرة مترددة
_ رتيل ايه الي حصل
توقفت الأخري عن البكاء و رفعت وجهها ناظرة إليه بكره واضح قائلة بنبرة كره
_ انت عايز ايه تاني قولي جاي علشان تحاول تموتني انا كمان و لا جاي تعمل دور المسكين اللي مبيعملش حاجة قول
نظرت لها سراج باستغراب تام قائلا بنبرة استغراب
_ انا مش فاهم اي حاجة انت بتقولي ايه
ابتمست رتيل بسخرية قائلة بنبرة ساخرة
_ هتمثل بقي و هتعمل نفسك مش عارف
ما إن انهت كلامها حتي امسكت الهاتف و قامت بتشغيل التسجيل مره اخري
قائلة بنفس نبرة الكره
_ صوت مين ده مش صوتك مش صوتك و انت و صاحبك بتتفقوا علي انك تتجوزني انا او جيداء علشان تعدي من الموضوع و متتحبسش قولي مش ده صوتك كدبني قول اي حاجة
صمت سراج و هو لا يدري ماذا يقول و قد انزل رأسه بصمت لتبتسم رتيل بسخرية شديدة قائلة بنبرة ساخرة
_ ما انكرتش يعني !
لتكمل بنبرة غاضبة
_ بره بره مش عايزة اشوف وشك تاني و قريب اوي هطلق منك يا مجرم و هفضحك
صمت سراج و لم يرد ليرفع رأسه ناظرا لها بنظرة غريبة و يغادر دون أن ينطق بحرف واحد
و ثواني معدودة و سمعت صوت الباب و هو يقفل لتعلم انه قد ذهب من الشقة بأكملها
لتنهار كل قوتها التي كانت موجودة أمامه و تجلس مره اخري علي الاريكة و تنفجر مرة اخري بالبكاء المرير
و هي تلعن قلبها الذي جعلها توافق علي الزواج منه و تحبه ايضا
لما لما أحبت مجرم مثله
_______________________________________
في احد الأماكن الغير مأهولة بالسكان
كانت زهرة تقف بهدوء تام و هي تردد بنبرة هادئة و متسائلة
_ و بعدين هنعمل ايه دلوقتي
رد شادي بعدم اهتمام تام
_ هنعمل ايه يعني اهم اتجوزوا و مقدرناش نمنعهم يبقي خلاص هنعمل ايه ما نسيبهم في حالهم بقي
رد فادي بنبرة ساخرة
_ ايه يا شادي مالك هما صعبوا عليك و لا ايه
زفر شادي بضيق قائلا بنبرة متضايقة
_ يا عم لا صعبوا عليا و لا حاجة انا بس بدأت افقد الامل اننا نلاقي حل للموضوع ده هما خلاص اتجوزوا فازاي هنفرقهم عن بعض
ردت تسنيم هذه المره قائلة بنبرة ساخرة
_ اصلا كان المفروض انهم يتجوزوا ده كده كده طبيعي متفجأنش اومال انت كنت فاكر ايه احنا بقي خطتنا نقنعهم ان حمزة و سراج بيخونوهم اصلا و ساعتها اكيد هيطلبوا الطلاقة معروفة هي
رد فادي بنبرة هادئة
_انا معايا صور في حجات لعبت فيها و في حجات سيبتها زي ما هي الكلام ده مع سراج و حمزة
ابتمست زهرة لتقول موجهة كلامها الي شادي
_ شوفت اللي مش بيضيع وقت و بيتصرف بسرعة ازاي ليه متبقاش زيه بدل ما انت عمال تحبطنا كده
صمت شادي و لم يرد ليقول فادي بنبرة متسائلة
_ بس هما اصلا هيصدقوا الموضوع ده و لا هيكدبوه
ردت تسنيم بنبرة هادئة
_ علي الاقل هيخلي ثقتهم فيهم تقل و واحدة واحدة هنقدر اننا نفرقهم
اومأ الجميع برأسه دليلا علي موافقتهم
لتقول زهرة بنبرة هادئة
_ كده هنستني لحد ما يرجعوا تاني شغلهم علشان شادي و فادي يوروهم الصور
رد شادي بنبرة متسائلة
_ و ليه مش أنتو اللي توروهم الصور
ردت زهرة بنبرة هادئة
_ علشان هما مش بيثقوا فينا اصلا و عارفين اننا عايزين ندمر علاقتهم فأكيد مش هيصدقوا
اومأ الجميع برأسه دون النطق بكلمة اخري
لتقول زهرة و هي تقف لتذهب
_ بينا تليفونات بقي يا شباب علشان نعرف هنعمل ايه الفترة الجاية سلام
ليذهب كل شخص الي منزله و كل شخص يفكر في شئ مختلف
______________________________
عند رنيم
كانت تجلس في غرفتها بملل و هي لا تستطيع النوم لتمسك هاتفها و تتفحصه بعدم اهتمام لتجد فجأة اتصال من خالد
صدمت قليلا من الأمر و لكنها ابتسمت بخفة و سعادة
لتأخذ نفسا عميقا و ترد بنبرة هادئة
_ الو يا خالد ازيك
رد خالد بنبرة هادئة
_ الحمد لله كويس و انت عاملة ايه
ردت رنيم بنبرة هادئة هي الأخري
_ الحمد الله
صمت خالد لعدة ثواني ليقول
_ اسف لو كنت ازعجتك او صحيتك من النوم
ردت رنيم بنفي و قد ابتسمت تلقائيا
_ لا عادي مفيش إزعاج و لا حاجة انا كده كده كنت صاحية و مش لاقيه حاجة اعملها
بينما تقول في داخلها
"انت تزعجني طيب ازاي يا جدع انت تتصل في اي وقت براحتك اصلا "
رد خالد بنبرة هادئة
_ طيب كويس هو ممكن أخد رائيك في حاجة ؟
قال آخر كلماته بنبرة متسائلة
لترد رنيم بنبرة هادئة
_ اكيد طبعا ممكن
رد خالد بنبرة متسائلة
_ هو انا مثلا لو معجب بواحدة او بحبها يعني و عايز اتأكد من حبها ليا اعمل ايه؟ انا باخد رائيك يعني بما انك زي اختي الصغيرة
شعرت رنيم وقتها بحزن شديد و بحاجتها الكبيرة للبكاء و لكنها تمالكت أعصابها لترد بنبرة حاولت جعلها هادئة قدر الإمكان
_ روح قولها انك بتحبها و انك مستعد تتجوزها بس مستني رائيها هيكون ايه و ساعتها هترد عليك بالإجاب او الرفض
اومأ خالد برأسه قائلا بنبرة هادئة
_ تمام شكرا معلش تعبتك معايا
نفت رنيم برأسها قائلة بنبرة هادئة
_ متعبتنيش معاك و لا حاجة و مفيش بنا شكر انا زي ما انت قولت شكل اختك الصغيرة معلش مطرة اقفل دلوقتي علشان عايزة انام
اومأ خالد برأسه ليقول بنبرة هادئة
_ تمام تصبحي علي خير
ردت رنيم بنبرة خافتة
_ و انت من اهله
ما إن اغلقت الهاتف حتي انفجرت من البكاء و هي تدفن وجهها في الوسادة و تلعن قلبها الذي احبه و تلعنه هو أيضا
و أخذت تفكر
هل حقا يعتبرها كأخته؟
لما ؟
لما يعتبرها اخته و هي تحبه بشدة ؟
لما يحب غيرها لما؟
اخذت تبكي بشدة الي ان غلبها النوم
___________________________
بينما عند خالد
ما إن اغلق مع رنيم حتي زفر بضيق و جلس يفكر في الذي سوف يفعله الآن
يتبع
رائيكم 💜
توقعاتكم للاحداث 💜
حياة حمزة و جيداء هتفضل كده و لا هيحصل بينهم مشاكل ؟
ده فعلا السبب اللي خلي سراج يتجوز رتيل و لا في حاجة تانية ؟
و لو فيه ليه مدافعش عن نفسه ؟
رتيل هتعمل ايه دلوقتي؟
سراج راح فين ؟
الأربعة اللي فوق هينجحوا في خطتهم و لا هيفشلوا؟
خالد بيحب مين؟
رنيم ايه اللي هيحصلها؟
مستنية ارائكم و توقعاتكم للي هيحصل 💜
أنت تقرأ
التناقض
Storie d'amoreالمقدمة لقد اقفل علي قلبه منذ زمن بعيد و قرر أن لا يفتحه و لا يأمن لأي فتاة ابدا و لكن هل سيستسلم و يتنازل عن مبدأه ام سيرفض ذالك و سيظل كما هو البرود و القسوة و الحكمة و المرح و الطيبة و التهور هل يجوز أن يجتمعا فهما التناقض بعينه هذا ما سنعرفه...