الفصل الثاني

660 28 2
                                    

روايه مسجون وجنون الفصل الثانى:

فى فيلا البغدادى
تمدد مالك على فراشه وهو ينظر إلى سقف غرفته بشرود وهو يتذكر تفاصيل حديثه معاها وعينيها البنيه وشعرها الأشقر وبشرتها البيضاء الذى تبدو شاحبه من حزن صاحبتها، حقا يثير فضوله ما الذى حدث معها فى ماضيها لتكون فى هذه الحاله هل هو امر يستحق كل حزنها هذا ام مجرد امر تافهه، فهنالك أناس يدخلون فى حالة نفسيه بسبب أمور صغيره لكن بنسبه لهم كبيره لكنهم حقا لا يعلمون المشاكل الكبيره الذى يعانيها الناس ومع ذلك صامدون، تنهد بضجر من تفكيره الزائد بها فمنذو ان خرج من المستشفى لم يحتل اى شئ تفكيره الا هى، فوضع وسادته على رأسه بغضب وحاول النوم لكن هيهات فعندما سقط فى النوم هاجمته هى فى احلامه، فكان مالك يحلم انه فى مكان اسود خالى من اى شئ لا يوجد به اى حد فأخذ يتلفت حوله كالمجنون بفزع وسريعا ما هدأ عندما وجدها هى تقف على بعد مسافه قليله منه و ترسم على شفتيها ابتسامه جميله فكانت تبدو كالملائكه بفستانها الأبيض وشعرها الأشقر فى وسط تلك الظلمه
مالك مبتسما/جنون
ما ان هتف باسمها حتى رنت ضحكتها فى المكان فجعلت قلبه يدق بشده من هول ما سمع فقتربت منه ومدت له يدها فبتسم لها مالك و وضع يده فى يدها وما ان لامست يده يدها حتى انتشر اللون الأبيض فى المكان مزيلا تماما اللون الاسود ونبت الزرع تحت قدمه وقدمها ونمت الزهور الجميله بالوانها التى تسحر العيون، فابتسم مالك بفرحه وهو يرى جمال المكان وكأنه فى الجنه فقتربت منه "جنون" وهمست بصوت يكاد يكون غير موجود
جنون بهمس شديد/بحبك يا "مسجون"
ثم تركت يده وابتعدت عنه بسرعه وركضت بسرعه من امامه وهى تضحك بسعاده فركض مالك بسرعه وراءها يحاول ان يمسك بها لكنها فجأه اختفت من حيث أتت، ففاق مالك من حلمه بفزع وهو يهتف باسمها كالمجنون ليجد نفسه بغرفته فغرز يده فى خصلات شعره وهو يفركه واخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء
مالك بتفكير/يخرب بيت عقلك يا "جنون" يعنى انا شفتك مره واحده بس عملتى فيا كده اومال لو كنت اعرفك من زمان كنتى عملتى فيا ايه!
نهض مالك و ذهب ووقف فى شرفة غرفته ليستنشق هواء الفجر الجميل ليركز عينيه على ذلك الشخص الذى دخل من باب الفيلا وهو يترنح فى مشيته ليدرك انه شقيقه الصغير "رامى" فذهب مسرعا وفتح باب غرفته ونزل على الدرج ليجد شقيقه يغلق الباب بعد أن دلف إلى الداخل بالفعل، فقترب منه مالك وامسكه من لياقة قميصه بغضب
مالك بغضب وصوت عالى /انت اتجننت راجع الفجر وانت سكران كمااان
رامى بسكر غاضب/وانت مالك انت، خليك فى حالك
غضب مالك بشده من بروده فرفع يده فى الهواء ينوى صفعه فوجد امه قد أمسكت بيده فى اللحظه الاخيره وقد دفعته عن شقيقه ليرتد إلى الوراء
هانم بغضب/قطع ايدك يا حيوان قبل ما تفكر تمد بيها ايدك على ابنى
مالك مدفعا عن نفسه/يا ماما انتى مش شيفاه راجع الفجر وكمان سكران
وما ان أنهى حديثه حتى قابل وجهه صفعه شديده اخرسته، فنظر مالك بصدمه إلى امه وظهر على وجه رامى الشماته عندما بدأت علامات السكر بالاختفاء عنه
رنا بصدمه /مااااما!
هبطت "رنا" بسرعه على الدرج فهى شقيقه رامى ومالك الوسطه واقتربت من مالك و وضعت يدها على كتفه وهى ترمق والدتها بنظرات ناريه
رنا بغضب/انتى أزى تضربى مالك، ما تضربى اللى انتى مدلعاه ده ولا فرحانه بيه وهو كل يوم رجعلك الفجر سكران بسبب دلعك فيه
هانم بغضب/اخرسى خالص قطع لسانك ومتدخليش فى اللى ملكيش فيه
نزع مالك يد شقيقته من على كتفه وصعد الدرج إلى غرفته واغلق باب غرفته وراءه بهدوء، ورنا رمقت رامى بنظرات احتقار وصعدت غرفتها هى الاخرى
...............................
فى الصباح فى مستشفى الأمراض النفسيه
كانت جنون تجلس فى غرفتها شارده فى ذلك الحلم الذى راودها فى الامس فقد حلمت بوجودها بمنزل عائلتها وهى تجلس على مائدة السفرة ويترأسها والدها و والدتها وتجلس شقيقتها بجانبها وشقيقها أمامها، فاخذت تقلب عينيها فى وجههم بفرحه واشتياق وفجأه اخذ كل شخص فى عائلتها يختفى ويظهر مكانه دخان، فبكت بحرقه وامسكت بيد شقيقتها بقوه فهى الوحيده المتبقيه لكن شقيقتها نزعت يدها من يد جنون بقوه واختفت هى الاخرى لكن ظهر مكانها مالك، فنظرت له جنون بصدمه و وجدته يرفع يده ومسح عبراتها برقه وابتسم لها ابتسامه حنونه
مالك بحب /انا عوضك اللى ربنا بعته
ثم فتحت عينيها واستيقظت، قطع شرودها دخول إحدى الممرضات إلى غرفه "جنون" لتجدها جالسه على فراشها شارده كعادتها، فاقتربت منها الممرضه و وضعت هاتفها المحمول على الكمود لتتمكن من سحب "جنون" من ذراعيها لتقف على قدميها، فسحبت "جنون" يدها بعنف من يد الممرضه رافضه بشده الذهاب معها إلى اى مكان
الممرضه بهدوء/معلش يا "جنون" تعالى على نفسك شويه الدكتور بتاعك طلب منى اوديكى مكتبه
تعمدت الممرضه عدم ذكر اسم مالك امام "جنون" كما طلب منها، نظرت لها جنون بتعجب فكل الأطباء الذين حاولو علاجها كانو يأتون إليها لان ما من احد منهم طلب منها ابدا ان تذهب الى مكتبه، رضخت جنون للأمر الواقع واستسلمت لسحب الممرضه لها ليسيرو قليلا من الوقت حتى وقفت الممرضه فجأه
الممرضه بغباء/يلهوووى ده انا نسيت موبايلى فى اوضتك، بقولك ايه استنينى هنا عقبال ما اروح اجيبه واجى
ثم تركت "جنون" تقف فى نصف المستشفى وحيده حتى شد انتباهها سماع صوت عالى من غرفة بعيده عنها نسبيا فاقتربت من باب الغرفة الذى كان مفتوحا تقريبا، فوجدت مالك عضلات وجهه مشدوده وهو يصيح بضيق فى تلك الفتاه الواقفه امامه
مالك بضيق/يا رنا انا كويس امشى ونبقى نتكلم فى البيت
رنا بعناد/لا مش هسيبك وانت كده انت كاتم جواك ليه انا اختك احكيلى انا عارفه انك مضايق انا ملحقتش  النهارده اكلمك قبل ما تمشى وحتى انت مفتطرتش
مالك بسخريه/ومن أمته وفى حد يسمعنى يا رنا، انا دايما بسمع لناس وبحللهم مشاكلهم وبيحكولى ويفضفضو دايما انا اللى بعالج الناس مع ان انا اللى عاوز اللى يعالجنى سبينى يا رنا وامشى عشان خاطرى محتاج اقعد لوحدى شويه
ترقرقت الدموع فى عينيها شفقتا علية وارتمت فى احضانه وهى تضمه لها بشده بادلها مالك عنقها له بقوه اكبر، فحقا كان يحتاج لها فى هذا لوقت، ظلت جنون ترقبهما ودموعها تنساب بصمت متأثره بكلمات مالك القليله حتى وضع احد فجأه يده على كتفها فشهقت بفزع وهى تلتفت وراءها لتجدها الممرضه التى احضرتها إلى هنا
الممرضه بتعجب /مالك وقفه كده ليه وبتعيطى ليه
ابتعد مالك عن رنا عندما لاحظ وجود جنون والممرضه امام الباب
فتنحنحت رنا وهتفت لشقيقها
رنا بسرعه/شكلك عندك شغل فانا همشى بقا ونتقابل بليل يا ما....
-اه اه طيب يا رنا اشوفك بليل
هتف مالك بسرعه بهذه العباره عندما ادرك انها كادت ان تهتف باسمه امام جنون، فأخذت رنا حقيبتها من على مكتب شقيقها وخرجت من المكتب وتركت الممرضه جنون مع مالك وذهبت إلى عملها بعد أن اغلقت الباب وراءها، وقفت جنون تنظر إلى مالك نظره غريبه لم يفهمها مالك فاقترب منها ووقف أمامها وهو يرسم ابتسامه سعيده على وجهه لا تليق ابدا بحديثه منذو قليل مع شقيقته فتفجأت الاخيره من تلك الابتسامه المصطنعه التى يرسمها على وجهه بكل احتراف، كيف استطاع الابتسام فى وجهها هكذا وكأن شيء لم يكن، لاحظ مالك نظراتها الغريبه نحوه فاجاب حيرتها ب
مالك بابتسامه /انا عارف انتى بتفكرى فى ايه بس انا لازم اكون كده قدام المرضى بتوعى، الناس دى بتاخد منى الأمل يا جنون فمينفعش اكون بديهم امل وانا فاقده مش مهم انا المهم هما، انا متعود على كده من زمان
فرت دمعه من عين جنون متأثره بما قاله، فمد مالك  يده ليمسح تلك الدمعه وهو يرسم ابتسامه مرحه على وجهه
مالك بمرح/بلاش كأبه وحياتك هى مش ناقصه وبعدين انتى مش سامعه رنا اختى وهى بتقول انى مفطرتش فانا جبتك النهارده عشان نفصر سوا، ايه رايك؟
نظرت له هى بصمت وحاولت بصعوبه ضبط تعابير وجهها حتى لا تنفجر من الضحك امامه فهذا الذى يدعى نفسه ب"مسجون" مختلف تماما عن جميع الأطباء الذين تعاملو مع حالتها من قبل مختلف تماما
جنون فى نفسها /معقول تعملها وتخلينى انطق وتخرجنى من اللى انا فى يا... يا "مسجون"....... يتبع في الفصل الثالث 

 مسجون وجنون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن