حاوطتها النيران من كل صوب وأتجاه ؛ فتراجعت للخلف بزعر وهى تراها تكاد تلتهمها ،أنقبض قلبها بعدما تلامس ظهرها الحائط ،لم يبقي أمامها سوى البكاء ، ركضت بأتجاهات متفرقة لعلها تجد المخرج من هذة الحجرة الحديدية المريبة أو لعلها تلمح طيف معشوقها بعدما فصلوه عنها.....
بالخارج ...
أمتلأ جسده القوي بالطلق الناري ولكنه مازال صامداً على قدميه ،مازال متشبث بلقبه لأخر رمق ، أسرع بخطاه البطيئة للبحث عنها من جديد ليعترضه أحدهما ،باقي ثابتاً كما هو ليرفع يديه فى لحظة ويحطم عنق هذا الرجل البائس الذي خدعته حواسه المرهفة بأنه سيتمكن من إيقاف الجوكر!! ...حتى وأن كان مصابٍ بشدة! ..، أكمل طريقه إليها ليجد النيران تطوف بالغرفة التى يحدها الأعمدة الحديدية من جميع الأتجاهات ...أقتربت لتقف على حداً منها قائلة بفرحة لرؤيته _"مراد" ..
أشار لها بالأبتعاد فأنصاعت له ثم جذب خرطوم المياه الموضوع لجواره ليخمد النيران أولاٍ حتى يتمكن من أخراجها وبالفعل بعد دقائق معدودة أنطفئت النيران فمهما طالت أشتعالها سيكون لها أخر أمام قوة المياه كأنها تحاكي عاصفة الجوكر الذي أنتهت معركته بفوز تلك الفتاة التى كان يراها ضيئلة للغاية أمامه ...ها هي تحطم أخر أسوار قلبه المحجوب ليرى عشقها موسوم خلف حواجزه فتغلبت منه لتهزمه هو!! ...هزمت ذو السلطة والنفوذ ....هزمت الجوكر الذي ظن لعدد من المرات بأن ما ينبض بداخل هذا الجسد بتر مع ذكريات الماضي! ...
رفعت يدها على وجهها تكبت صدماتها حينما رأت من يقف خلفه ويتربص له بسكينٍ حاد ...تعجب من ملامحها فأستدار ليرى لماذا تتطلع هكذا! ...
طعنه بقسوة قائلاٍ بحقداً دفين وغضب يشعل حدقتي عيناه_معتقدش هتقف على رجليك تاني بعد كل الأصابات دي ...
وأخرج السكين ليعيد الكرة مرة أخري تجاه قلبه ، كبت "مراد" آلآمه كما أعتاد فرفع يديه يبعده عن جسده بنظرات ثابتة جعلت الأخر يرتاد من الرعب بعدما رأى القوة تسكن عيناه مثلما رأه أول مرة ، إبتسم بسخرية وهو يرى خوفه الذي رأه بأعين من أنهى حياتهم من قبل ،خرج عن صمته قائلاٍ بثبات بعدما أخرج السكين من جسده ليضعها على عنقه ليهمس بصوته القاتل_المعلومات اللي أتنقلتلك عني مش كاملة جايز نسوا يبلغوك أن الجوكر عمره ما خسر حرب دخلها حتى لو هنتنهي بموته ...
وحرر سكينه ليذبح هذا اللعين الذي تجرأ وتحدى قوانينه بل أبشع من ذلك أراد أن يقتل صغيرته ...أراد أن يقتل من أحيت قلبٍ قتل منذ ما يقرب العشرين عاماً! ...
أنهي معركته بنجاح فسمح لذاته بالأنهيار بعدما تلاقي طعنتان وعدد لا بأس به من الطلقات النارية ،جلس أرضاً على ركبيته وصرخاته يكبتها بحرافية فلم يكن يوماً بالضعيف ، تحرر صوتها لتجلس أرضاً مقابل له فأخرجت يدها من خلف القبضان تحاول لمس يديه القريبه منها فلا يفصلهما سوى أعمدة مصفوفة خلف بعضها كجدران المعتقل ...قالت ببكاء وصوتٍ مشحون بالأنكسار_ "مراد" ....
ثم تعالت صرخاتها لتبكي دون توقف قائلة برجاء_متسبنيش .......أنا بحبك
جلس بأستقامة ليستند على الأعمدة من أمامها فلامست كتفيه ليبتسم وهو يحجب آنينه_عارف..
أجابته ببكاء وهى تتفحص قميصه الأبيض الذي صار بلون الدماء الغزيرة_أنا مش عايزة الأملاك ولا عايزة حاجه هتنزلهم عن كل حاجة أنا مش عايزة غيرك أنت ...
رفع عيناه لها قائلاٍ بصوتٍ ساخر وهو يتأمل إبن عمها القتيل_تتنزلي لمين ؟ ..هو لسه فى حد ! ..
تطلعت لما يتطلع إليه ببسمة رسمت رغماً عنها فمازال يتمتع بكبريائه وغروره المعهود ، شعر بأن الظلام يخطفه إليه ...أنفاسه تثقل شيئاً فشيء ،أغلق عيناه لثواني فصرخت "حنين" بألم وعادت لنوبة البكاء مجدداً ليفتح عيناه سريعاً ...أستدار إليها بصعوبة _أنا كويس ..
أشارت له ببكاء بأنه ليس على ما يرام ، زحف بجسده حتى وصل أمام باب هذا المعتقل اللعين فرفع قدميه يحطمه بكل ما أوتى من قوة حتى أنهار بعد عدد لا بأس به من المحاولات ، خرجت تهرول إليه وهو يستند بجسده على الحائط ويحاول أن لا يفقد وعيه فتنهار هي خوفاً عليه!! ...
أغلق عيناه فلم يعد يحتمل آلآمه الشديد لتزداد ببكائها ورجفة جسدها الهزيل ،حاولت أفاقته فلم يستجيب لها ، صرخت بدموع_ مرااااد ...
لم يجيبها هذة المرة فأرتمت على صدره تبكي بقوة ،أنسدلت دموعها على صدره فشعر بها ، صفع ذاته وعنفها ليتمسك بقوته لأجل صغيرته الرقيقة وبالفعل فتح عيناه من جديد فرفع يديه يحاوطها بأحضانه قائلاٍ بصوتٍ يكاد يكون مسموع_أنا جانبك على فكرة مش بعيد ..
رفعت عيناها إليه بلهفة فعادت البسمة لوجهها من جديد ، مرر يديه ليزيح دموعها ببسمة صغيرة _فاكريني لما نخرج من هنا أكافئ أبوكي على الجوازة دي ...
لم تتمالك ذاتها وتعالت ضحكاتها أم هو فتماسك بثباته لأخر لحظة ولكنه بحاجة للضعف قليلاٍ ...رفع عيناه على باب الدخول بغضب من تأخره الملحوظ وما هى اللي ثواني حتى وجده يدلف للداخل بعدما أنهي مهمته هو الأخر ، أقترب منه بصدمة من رؤيته ينزف هكذا ، أنحنى على قدميه بفزع_مرااااد أنت كويس ؟؟؟ ..
أشار له بهدوء_خرجها من هنا ...
أعترضت "حنين" لحديثه فقالت بصراخ_لا مش هسيبك ..
أشتدت آلامه فقال بصوتٍ معافر للتحلى بقواه_ "رحيم " ..
أنصاع له على الفور فجذبها بالقوة تحت محاولات تحرير ذاتها وصراخها ولكنها لم تتمكن من تحرير ذاتها من قبضة تناهز قبضة الجوكر ، أخرجها "رحيم" للخارج فما أن تأكد "مراد" من خروجها حتى هوى أرضاً كالقتيل ، عاد "رحيم" للداخل سريعاً ليحركه بصدمة فزفر الأخر بغضب_أتاخرت ليه؟ ..
إبتسم وهو يعاونه على الوقوف ليتعلق برقبته ويخطو به للخارج برفق قائلاٍ بسخرية_كان عندي معاد معلش .
ثم زفر بغضب_يعني يوم ما تحب توقع فى الحب ما تلقاش الا بنت الوزير !!! ...
إبتسم "مراد" بسخرية_مكنتش أعرف ..
"رحيم" بسخرية_مش هتفرق المهم النهاية واحدة ...
"مراد" بشبح بسمة _أتصابت ؟ ..
تأمله بعيناه الثاقبة قائلاٍ بلهجة ساخرة_لا متقلقش طلقتين فى الكتف اللي أنت ساند عليه بس ...
إبتسم قائلاٍ بمرح يعهد حديثه لأول مرة_طب يا راجل بسيطة أنا اللي عايز أتشرح من جديد ..المهم أتاكدت أن محدش بره ..
أجابه بألم وهو يمرأ من جوار جثث القتلى_معرفش أيه غايتك تمشي الأسعاف والكل وأنت بتموت كدا! ..
أجابه ببسمة مكر_محدش يشوفني وأنا ضعيف ...
ثم قال بخبث_الا أخويا ...
تعالت ضحكات "رحيم" الرجولية لتزيد من جمال وجهه الأبيض الملطخ بالدماء_وجهة نظر برضو ...طيب مش خايف أحيي الذكريات القديمة وأنتهز الفرصة فأخد حقي وأنت ضعيف كدا ..
جر قدماه بألم وهو يشدد من أستناده علي ذراعيه_مفتكرش الأسطورة بيدخل معركة فريستها فى حالة لا ترثي لها ..
تأمل جروح جسده بنظرة أشفاق_لا دي فى حالة منحدرة جداً ...
أسنده بصعوبة ليجلسه بسيارته ليصرخ الاخر بألم فقال رحيم بغضب لرؤيته يتألم_ما تطلقها وأخلص المشاكل مش هتخلص صدقني مش هيسبوها ..
فتح عيناه بصعوبة قائلاٍ بسخرية _خايف تموت وأنت بتساعدني ؟ ..
أجابه بحدة _على فكرة لولا أنا وصلت بالوقت المناسب كان زمانك مرمي مع الجثث اللي جوا دي وبتتحاسب عند واحد أحد...
زمجر بألم_ولو مطلعتش دلوقتي هحصلهم....
كبت ضحكاته وقال بخبث بعدما قاد سيارته_متقلقش هوديك القصر حالا ..
أستدار بوجهه بغضب_قصر أييييه يا حيوااان بقولك بموووت ...
تعالت ضحكات "رحيم" قائلاٍ بسخرية _متقلقش يا عم الجوكر دانا ولا أجدعها دكتور هما شوية مسامير على شكوش رفيع من بتوع الجانيني دا وهتبقى فلة ...
رمقه بنظرة مطولة ثم استند على ذراعيه قائلاٍ باستسلام_أنتهيت ....
تعالت ضحكات رحيم ليسرع من قيادة سيارته ليتوجه لاقرب مشفي وبداخله سؤالا لا يفارقه كيف صاروا بهذا الجحم من القرابة بعدما كانوا اشد أعداء!!! ....
ربما الان علم السر المجهول وعلم ايضااا ما كان يخبئه أبيه!! ..
أنتظروا أقوى راوياتي 🤗
#رحيم_زيدان ....#مراد_زيدان ....
#الجوكر_والاسطورة ....
#الاقوى_قادم .....
#قريباً .....
أنت تقرأ
الجوكر و الأسطورة.. 1/2 .. للكاتبة أية محمد.. ملكة الإبداع
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الأول.... الجوكر_والأسطورة الجزء الثاني... الجبابرة.. وعشقها ذو القلب المتبلد بعينيك حلم تدلى على ظل الهوى والروح..... أغصانه تتمايل على لحن من شوق ولقاء... فعزفت الأنفاس أنغامٍ بقلم الهوس والجنون!. وترك بصمة بالق...