#البوابة_الخفية
الجزء الثاني
وصل الأستاذ لوعد التي و لحسن حظها حلت الواجب ، لكن لما خافت عندما رأت زميلتها تقوم لتنفيذ العقاب مطئطئة الرأس ، لما أحست بشعور غريب ، رعشة غير معتادة ! نعم كل هذا حصل لأن هاته الصور مرت عليها من قبل ، لكنها لم تتوقع أبدا أن تصادفها بالمدرسة أو أن تتعرض هي أو إحدى زميلاتها للعقاب و هن في هذا العمر ...
مرت الحصة و انتهى الأستاذ من شرح الدرس و بمجرد دق جرس نهاية الحصة همت الفتاة المعاقبة لمغادرة الكورنر لكن الأستاذ قال و بحزم :" لوين ؟ هو أنا سمحتلك تتحركي من مكانك ؟" كلمات كانت كفيلة ليدب صمت رهيب المكان رغم الفوضى التي تحصل عندما يدق الجرس ، أمر الأستاذ إحدى التلميذات بأن تغلق الباب فنفذت ليأمر الفتاة المعاقبة بأن تتقدم منه ، نفذت في خطوات متثاقلة ، كانت تتمنى أن تفتح الأرض و تبتلعها ، قال و بحزم :" هنا لا شيئ ينفذ بدون صدور أمر مني " و أمسك بعصاه التي يستخدمها لشرح الدروس عادة و أمر التلميذة بفتح يديها و مدهما جنب بعض لتتلقى عقابها ، بدأت بالترجي لا إراديا :" و الله مش قصدي يا أستاذ ، أنا آسفة مش حكررها و النبي " ، لم يعرها أي اهتمام و بقي صامتا وسط الدموع التي أغرقت عينيها ليقول بعد مدة :" طيب حنضاعف العقاب إذا " لتسرع بفتح يديها و تمديدهما ، ابتسم الأستاذ و رفع عصاه و نزل بها لتشق الهواء باعثة نسمات باردة ملؤها الرعب وسط ترقب من كل التلميذات اللوات اختلفت أحاسيسهن بين متضامنة مع زميلتها و مشفقة عليها و خائفة مما سيحصل مستقبلا مع هذا الأستاذ و محتارة مستغربة عن المشاعر التي تنتابها حيال هذا الموقف...
نزلت أول عصاية لتجعل التلميذة تغلق يدها و تصرخ من شدة الألم ، مددت يديها مجددا لتتلقى ضربتين كانت كل منهما أقوى من الأخرى ، الصرخات ، الترجي و الدموع لم تكن كافية لتجنباها تلقي آخر ضربة ، ضربة جعلتها تصرخ صرخة ربما سمعتها كل المدرسة ، أمرها بالعودة لمكانها و مسح دموعها ، عادت لمكانها و هي في نوبة بكاء لم تنتهي بسرعة ، مسحت لها زميلتها دموعها ، أحست بإحراج شديد لم تحس به من قبل ، ترى هل هذا هو مصير كل من لا تحل الواجب؟ أم أن هناك أشد و أصعب و أقوى من هذا؟ ...
نظر الأستاذ نظرة شملت كل الصف تقريبا ليقول :" هذا هو مصير كل من يتكاسل في دراسته أو لا يسمع الكلام و يطع الأوامر " ، أخفضت التلميذات رؤوسهن وسط صمت رهيب و خوف أكبر ، غادر الأستاذ الصف وسط ذهول الجميع ، ترى ما الذي سيحصل مستقبلا؟ و ما الذي تفكر فيه وعد؟ و هل إحساسها مشابه لإحساس زميلاتها ؟ سنعرف كل ذلك لاحقا .......نلتقي في الجزء القادم
#الماستر_الغامض