#البوابة_الخفية
الجزء الثامن
ولجا للداخل لتجد ما توقعته بالضبط ، مختلف الأدوات التي تتمناها أي فتاة في هذا العالم ، شردت بأفكارها التي قادتها لتلك المنضدة مقيدة تتلقى الجلدات ، تصدر الآهات ، تنزل الدمعات و تطلق عباراة التوسل و أصوات المعاناة ، قطع تفكيرها كلام الأستاذ الذي قال لها أنه بإمكانها الوقوف و تفقد كل الأدوات و لمسها كما تحب و خرج من الغرفة تاركا إياها لوحدها تستمتع بوقتها لأنها قد حققت نسبة كبيرة من حلمها و اقتربت من نيل مرادها ، لكن هل ستأتي الرياح بما تشتهيه سفينتها أم أنها ستعصف بها نحو المجهول؟ ...
بدأت تمسك الأدوات الواحدة تلو الأخرى و تتحسس بها جسدها و تشعر بنشوة غير مكتملة فاكتمالها مرتبط بتلقي الألم عن طريق تلك الأدوات أو بالأحرى تلك المنحوتات الفنية و القطع الأثرية الجميلة ، مر القليل من الوقت و الأستاذ جالس في غرفة الإستقبال ليسمع صوت إغلاق باب " غرفة العقاب " ، لتصل إليه وعد ماشية على يديها و ركبتيها ، منظر جعله يبتسم ابتسامة سرعان ما فارقت محياه لتستبدل بنظرة غضب لم يسبق لتلك الفتاة أن رأتها من قبل ، أدركت أن ما فعلته غير مستحب و غير مرغوب فيه إطلاقا ، قام من مكانه مسرعا و شدها من شعرها رافعا يده مستعدا لصفعها صفعة كانت ستفقدها وعيها ربما لو حصلت فعلا ، لكنه تمالك أعصابه و جردها من ذلك الطوق الذي ارتدته حول رقبتها و هو ما جعلها تشعر بحزن عميق لا يمكن لأي شخص أن يحس به سواها فهي تعيش إحدى أمر لحظات حياتها ...
بمجرد انتزاعه للطوق منها حتى أعاده لمكانه في تلك الغرفة تاركا وعد في حيرة من أمرها ! عاد إليها بعد لحظات و جعلها تقف على قدميها و طلب منها الخروج من البيت بصوت هادئ جدا ، لم تفهم لما كل هذا !؟ حاولت الإعتذار و الترجي ليصفح عنها لكنه قال و بالحرف الواحد :" إنصرفي ، ولا أريد رؤية وجهك ثانية " ، هنا أحست وعد أن الأرض تدور بها ، تمنت لو تتشقق الأرض و تبتلعها ، تمالك نفسها و غادرت بدون أي كلمة أخرى ، بل بدون أي نظرة أخرى صوب عيني الأستاذ ، و بمجرد خروجها من البيت حتى أجهشت بالبكاء و لم تتمكن من تمالك أعصابها و التحكم بمشاعرها فهي بالنهاية و رغم قوتها إنسانة بل أنثى رقيقة في سن المراهة فهل ما قام به الأستاذ يعتبر تصرفا صحيحا؟ و هل هو في محله ؟ و هل جاء في وقته ؟ ، هاته الفتاة الصغيرة محتارة ما الذي عليها أن تفعله الآن فهي تحس أنها على حافة الإنهيار و أي خطوة أخرى خاطئة مستقبلا تعني النهاية بالنسبة لها ، هذا هو ما تفكر فيه وعد حاليا ، ترى ما الذي ستفعله؟ و ما الذي تخبؤه لها الأقدار !؟ .......
نلتقي في الجزء القادم
#الماستر_الغامض