"فرط الحب"
الفصل الخامس والعشرون والأخير
جلس بيجاد في منزله يشاهد التلفاز في تركيز يحاول الاسترخاء قليلًا بعد يوم عمل شاق، فخرجت وسام المغتاظة بخطوات هوجاء من المطبخ بصحن من الفشار تضعه في حده اكثر من اللازم فوق صدره دون حديث.
رمقها نظرة متعجبة قبل أن يتجاهل الأمر ويعاود مشاهدة التلفاز، انشغل فمه بالفشار إلى أن اتاه صوت تنهيدتها العالية، ضاق طرف عينه ولكنه قاوم النظر نحوها، عاودت التنهد بشكل أعلى حاد تلك المرة فوضع الصحن فوق الطاولة أمامه قبل أن يعتدل في جلسته ناظرًا نحوها متسائلًا:-مالك؟
-ماليش..
ارتفع حاجبه وقلبه ينذره بفخ في الطريق فحرك أصبعه امام وجهه في خفة هامسًا:
-انجزي واتكلمي وفكك من النكد.
رمقته بحده قبل أن تعتدل نحوه في حزم مطالبة:
-انا عايزة أروح معاك للدكتور زي أي ست حامل عشان أنا من حقي أعرف نوع المولود أيه وانت جنبي،
أنا كنت بأجل بقالي كتير بس خلاص أنا بقيت في السابع.عاد جسد بيجاد للخلف ثم استطرد في لهجة مستغربة عدائيتها الزائد:
-طيب.
-طيب؟
سألت في حالة من الغباء غير قادرة على تصديق سهولة موافقته فحرك بيجاد رأسه في حركة خفيفة راضية ثم عاد لمشاهدة الشاشة مؤكدًا:
-أيوة شوفي المعاد امتى وهنروح.
أخذت جفونها تنفتح وتنغلق عدة مرات تحاول استيعاب هدوءه ورضوخه الغاية في السلاسة خاصة وقد امتنعا عن الذهاب للمتابعة بسبب حالة من حالات غضبه الهوجاء وتهجمه على زوج حالة غليظ متعجرف كان يريد تخطي دورهم وحظه التعس اوقعه مع زوجها الغاضب، والنتيجة انتهاء الأمر بشجار صاخب بين الطرفين نتج عنه قرارهما بعدم الذهاب للمتابعة سويًا مطلقًا.
-أيه ده إنت مش هتتعصب؟
تنهد فاقد الأمل في متابعة التلفاز فمد ذراعه يجذب جهاز التحكم مغلقًا إياه ثم استقام يمط جسده في بطء متعمد مشاكستها وكأنه لديه وقت العالم كله وكأنها لا تجلس تشاهده في ترقب طفيف وشفتيها ممطوطه في حنق لعدم إجابته.
-أنا بكلمك على فكرة.
قالت وسام معترضة وهي تقف قبالته فالتفت في ملل ينظر إليها قبل أن تتسع عيناه في ذعر مطالعًا نقطة خلف ظهرها، استدارت وسام في ذعر لترى ما خلفها لكنها صرخت حين شعرت بذراعين غليظين يلفان جسدها في خفة ليحملها بيجاد الضاحك وسط صرخات اعتراضها:
أنت تقرأ
فرطِ الحب
Romanceرواية رومانسي اجتماعي...مكتملة... مركز أول ...في الروايات الرومانسية والعاطفية .... أنتِ شعلة شوق تؤجج الحنين بين ثنايا قلبي .... بل جنون مثير يضرم النيران بين أضلعي... ولكن نظرة وقحة من عيناكِ ... تنتشلني من أحلامي وتتركني خال الوفاض وهائم بين...