"فرط الحب"
الفصل الحادي والعشرون
ارتفعت عيناها المذعورة نحو عيناه في صدمة من تلميحاته الواضحة كالشمس داخل حدقتيه المتسعة بشكل أكثر من اللازم مصرحة عن فداحة الوضع لكنها الحقيقة التي لا مفر منها، لم تجول ببالها مرة بأن حضور أحمد قد يكون له عواقبه الوخيمة ولكن كيف علم، قطع أفكارها صوته المنخفض كحشرجة حلقه:
-سكوتك ده صعب أوي يا ريم.
أسبلت جفونها في توتر ثم مررت لسانها فوق شفتيها هامسة في تلعثم بين أنفاسها المضطربة تحاول الهروب من أحضانه:
-ريان أنت فاهم غلط أكيد.
أومأ ريان رأسه عدة مرات قبل أن يطلق سراح شخصيته المظلمة، مانعًا هروبها وهو يدير جسدها ملصقًا ظهرها في صدره هامسًا في أذنها:
-بتهربي مني ليه، مخبية أيه عني؟
أغمضت ريم جفونها واستسلمت لدموعها قائلة في نبرة معترضة لكنها خرجت ضعيفة مهتزة:
-أنا مش مخبية عنك حاجة واللي في دماغك ده غلط تفكر فيه، انت بعمل ليه كده؟
-غلط، طيب قوليلي أيه الصح؟
رفع ذراعه من أمام صدرها ليداعب في حنو زائف مقدمه عنقها قائلًا في صدق:
-قوليلي لما واحد يقف يقولي انه كان في بيتي مع مراتي لوحدهم المفروض اتصرف ازاي.
ظهرت الصدمة والاستنكار على وجهها قبل ان تهز راسها رافضة التصديق هاتفه:
-أحمد عمره ما يعمل كده.
دفعها عنه صارخًا في نبرة عنيفة تعكس الزوابع الضارية داخل صدره:
-اخرسي متنطقيش إسمه تاني، ولو بينك وبين نفسك حتى!
سندت ريم على الفراش تمنع سقوطها لا تصدق انه خرج عن طور صوابه، حاصرها ريان بجسده الضخم من جديد يرهبها أكثر مع كل حرف ينطقه.
-انت بتقرب مني ليه كده؟!
سألت فلطالما كانت غيرته المفرطة تخيفها ففيها طاقة مدمرة وفقدان سيطرة وقسوة ترعبها، أقترب ريان يحدقها بعيونه السوداء الغامضة الخاوية التي لا تعكس ما يدور في رأسه ليلاعبها بكلماته رافضًا ان يهتز بخوفها وعيونها المتسعة قائلًا في إصرار:
-أيه، مش عايزاني أقربلك؟
اندفع كالوحش غير مبالي بارتعاشها الباكي يحملها ويجبر ساقيها التي ترتعد تحت أصابعه على الالتفاف حول جسده مستقرًا بجسديهما فوق الفراش، فخرج صوت الريم التي كانت تصك اسنانها في قوة تمنع ارتطامها في بعضها مستنكرة في صوت مرتعش:
أنت تقرأ
فرطِ الحب
Romanceرواية رومانسي اجتماعي...مكتملة... مركز أول ...في الروايات الرومانسية والعاطفية .... أنتِ شعلة شوق تؤجج الحنين بين ثنايا قلبي .... بل جنون مثير يضرم النيران بين أضلعي... ولكن نظرة وقحة من عيناكِ ... تنتشلني من أحلامي وتتركني خال الوفاض وهائم بين...