❤الفصل الثاني عشر❤

99.5K 4.1K 351
                                    

"فرط الحب"

الفصل الثاني عشر

خرج "ريان" بعد دقائق فوجد "عُمر" متخصر أمام الباب ينتظره، رفع "ريان" حاجبه الأيسر في تساؤل صامت ليجيبه "عُمر" الناقم:

- مش شايفها اتصالحت دي طلعت متضايقه اكتر.

مال "ريان" لمستواه وهمس في حنق:

- إنت فاكرها سهله كده، الموضوع لازم يجيي على مراحل،
دي خناقة كبار مش خناقة على لانش بوكس.

حرك "عُمر" رأسه وكأن والده خيب ظنه وقال ساخرًا:

- ما إنت لو كتت بتوديني المدرسة كنت عرفت ايه خناقة اللانش بوكس دي كمان.

جذب "ريان" أذنه بشكل طفيف وهو يخبره بلهجة معاتبه:

- بطّل لماضه بقى قولتلك السنة الجديده هتدخل ما انت عارف مكنش ينفع ادخلك وانا بنقل شغلي هنا.

ابعد "عُمر" وجهه عنه للجهة البعيدة وهو يزم شفتيه فابتسم "ريان" وجذبه نحوه يقبل رأسه بحنان متعمد دفع اصابعه في جانبي صغيره لتهرب منه ضحكة مفعمة بطفوليته مدغدغه نبضات قلب والده الذي قال في نبرة جديه يشوبها حنان بالغ:

- متخافش يا عُمر ريم مش هتبعد عننا تاني ابدًا، اطمن وخليك واثق فيا وطول ما احنا في ضهر بعض ريم مِلكنا احنا الاتنين.

ابتسم الصغير في رضا وسرور وهز رأسه في موافقة مؤكدًا:

- ومش هتزعلها ابدًا ابدًا.

ارتفع جانب وجهه وهو يستقيم ويبعثر خصلات صغيره فيردد جملة صغيرة الدائمة مؤكدًا في لهجة يشوبها المرح:

- ابدًا ابدًا.

*****

وقفت ريم في مرحاض غرفتها تطالع هيئتها التائهة وقد فشل الماء في إضفاء أي اتزان داخل روحها،
ففي الأمس كانت تخطط وهي مقتنعة بأنها ستتخطاه بالكامل وفي الصباح تقف كالبلهاء أمام المرآة لا تعرف حقيقة شعورها نحوه هل تخطته بالفعل ام أن عِنادها ما يدفن مشاعرها نحوه ويجعلها تهلل في كبرياء مخادع بأنها قادرة على الابتعاد.

- بَحبِك..

هزت رأسها في ارتباك بالغ وصوته بتردد داخل رأسها دون توقف فمست وهي تحيط وجهها بكفيها:

- ايوة يعني انا هعمل ايه دلوقتي؟

رفعت أطراف أصابعها تلامس شفتيها المنتفخة بفعل لمساته الجامحة وجزء كبير داخلها يؤكد لها بانه صادق في اعترافه فالحب المنبعث من عيناه كان حقيقيًا ولامس قلبها في مجون.
وجزء أخر حاد يحذرها ويسألها ... السؤال الدائم....

فرطِ الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن