الخاتمة...جزء ثالث وأخير...

124K 4.6K 972
                                    

الخاتمة...جزء ثالث وأخير...

في نهاية اليوم بعد ان حرص بيجاد وريان على توصيل ليان إلى المنزل، جلس بيجاد داخل بيته يحادث ريان على الهاتف يتشاوران فيما يخص وضع ليان ومولودتها:

- يعني انت شايف لازم نعمل معاها أيه؟

- مش عارف يا بيجاد انت بتسألني أنا ليه؟
ما تشوف عايز تعمل أيه واعمله ولا أسأل مراتك!

تحدث ريان في ملل وكل ما يرغب به هو الراحة بعد يوم مليء بالضغط الذهني والجسدي لكن بيجاد سأله مستنكرًا:

- انت بتتكلم بقرف ليه كده، أنا غلطان اني بكبرك؟

-بيجاد، انا كبير غصب عنك يا بابا، وبعدين انا تعبان ومش شايف قدامي لاني طول النهار واقف على رجلي مع أختك ومحتاج أنام زي الخلق.

رد ريان في نبرة انفعاليه صادقة فزفر بيجاد الذي كان رده ساخرًا :

- يا ساتر عليك، ما أنا كنت واقف زيي زييك ولا أنا كنت على الشازلونج !

- انا أسف يا بيجاد، ممكن أنام طيب وبكرا نقرر هنعمل أيه مع ليان وبنتها؟

قال ريان في تهكم صريح، فتمتم بيجاد اعتراضاته مغلقًا الهاتف مع شقيقه، ثم قال لزوجته المنشغلة بالسيطرة على "تيم" الباكي:

- بقولك ايه أنا داخل أنام عايزه حاجة؟

رمقته وسام شزرًا دون مبرر مقنع له لكنها تمتمت باعتيادية يكمُن خلفها الكثير:

- براحتك...

تفحص بيجاد وجومها المريب وكاد يسألها عن سبب انزعاجها لكنها وقفت في حده تحمل "تيم" متجهة إلى المرحاض متمتمه للصغير:

- تعالى استحمى يمكن ربنا يهديك وتنام وتسيبني في حالي انت وأبوك!

ارتفع حاجب بيجاد لكنه انسحب في هدوء متعمدًا عدم التعرض لها في هذه الحالة تاركًا إياها حتى تهدأ في الصباح.

استلقى على فراشه متسائلًا عن سبب غضبها، يسترجع أحداث اليوم ولكن كل ما يتذكره هو تجوله في المشفى بين الصعود والهبوط طوال اليوم حتى سمح الطبيب بخروج ليان أخر الليل، مرت دقائق قليلة عليه لكنها كانت كافية لأن يغلبه النعاس من شدة إرهاقه ليدخل في ثبات عميق.

*****

في خارج الغرفة حيث ينام بيجاد، أغلقت وسام الضوء في كل الشقة متحركة حول المكان داخل الردهة تهز صغيرها بين ذراعيها المتهالكة من رعايته بمفردها طوال اليوم.

فرطِ الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن