((أتمني لكم قراءة ممتعة))
مر يومان ولم يحدث جديد في حالة عمر....فإضطر نور لإعلام شهد بما حدث....انهارت تلك المسكينه مما رأت عمر عليه....فهو طريح الفراش يغطي الشاش الأبيض معظم رأسه وساقيه وذراعيه اما فمه وأنفه موضوع عليهما جهاز التنفس الاصطناعي....حاولت بشتي الطرق مع طاقم التمريض كي تدخل غرفته لتراه ولكنهم رفضوا رفضاً قاطع....إدارة المستشفي تحدثت مع نور وأعطته مُهله إسبوع لدفع التكاليف كامله وإما خروج عمر وذهابه هو للشرطه تحقيق معه....عاود التحدث مع والده ولكن لا فائده فلايزال مُصر علي رأيه....لذلك اضطر لبيع سيارة ذلك المسكين ولأنه اشتراها مستعمله كان سعرها زهيداً ليس كافياً فأجبرته الظروف علي بيع صيدليته وهذا آخر مايمتكله عمر فحتي الشقه التي يسكنها ليست تمليك....كان قراره ذاك بموافقة شهد زوجته....وبعدما دفع التكاليف أعطي ما تبقي لها في حال حدث جديد ف حالته لأنه سيسافر ومن المحتمل أن يطول غيابه.
((بعد مرور ثلاثة أشهر))
كانت شهد ووالدتها شبه مقيمين في المستشفي طوال تلك الشهور....أما عن بقية أهله فلم يأتي ايا منهم منذ أن أتوا أول ليله....ولأن الرعايه والمكوث في مثل هذه المستشفي مُكلف لم يتبقي أي مما تركه نور....لذا قررت نقله لمستشفى مجاني وفي ذلك اليوم استقيظ عمر من غيبوبته....طبيبه لم يُمانع خروجه لأن مؤشراته الحيويه جيده اضافة الي جرح رأسه الذي تحسن كثيراً ولم يعد هناك داعي للقلق.
((في بيت المرحوم أمجد الغزالي))
عمر بإستغراب : هوا احنا مارجِعناش بيتنا ليه ي شهد.
شهد بتوتر : صاحب العماره طلعنا منها لأن علينا إيجار أربع شهور متأخرين.
عمر بذهول : اربع شهور؟!....ليه؟!....هوا انا قعدت ف المستشفى قد ايه؟
نور : بقالك تلت شهور....لأن غيوبتك طولت.
عمر : ماوصلتوش ل اللي عمل كده.
نور : للأسف لسه....بس ان شاء هنوصلهم.
عمر بريبه : هوا أنا حصلي ايه بالظبط والعكاز ده ليه.
نور : ي ابني انت كنت متكسر خالص....الحمدلله انها جت علي قد كده....هتمشي بيه فتره كده على ما تعرف تمشي كويس.
عمر بعدما أطلق تنهيدة طويله : الحمدلله....هو بابا ماجاش ليه.
نور بإندفاع : ماحدش عبرك من اول مادخلت مش ابوك بس....حتي مارضاش يدفعلك تكاليف المستشفي.
عمر بتساؤل : امال مين اللي دفعها....انا ماكنش معايا فلوس تكفي القعده فتره كبيره كده ف المستشفي.
تردد نور كثيراً فهو خائف من ردة فعله ولكن لا مفر فحتماً سيعرف....نور بتوتر : بُص ي عمر....انت لازم تعرف الحقيقه أبوك مارضاش يدفعلك ملميم واحد من جيبه والمستشفي كانت هتخرجك وهتدخلني السجن عشان التكاليف كبيره ومادفعتش....فاللأسف اضطرينا نبيع العربيه والصيدليه....أنا عارف انت تعبت قد ايه فيهم بس صدقني ماكنش قُدامي حل....أنا ارتجيت ابوك كتير وروحتيله مكتبه بس مارضيش.
أنت تقرأ
(( الإبن الكبير))
Romanceإنه المعقد المنبوذ كما يدعوه الجميع....هو الفتى المظلوم من بين إخوته....هو الغامض الصامت دائماً....ليس له حق الإختيار....فدائماً هناك من ينوب عنه....برغم كل القسوة التي تجرعها طيلة حياته....إلا أنه نشأ حنوناً كوالدته متحليا بشيمها النبيله....وحمداً...