اجهشت الطفلة بالبكاء فنزلت استيرا مرة اخرى وهى تكاد تبكى ولكنها لم تلبث ان اخرجت نفسها من اكتئابها ، ودخلت الى غرفة النوم لتتناول ميرا من مهدها .
دندنت للطفلة ذات الشهرين من العمر .
-اعرف اننى مخطئة ، وان على الا احملك كلما تذمرت ... لكن ، لم لا يدللك احد ؟ فقد اختفت امك ، وابوك غير مهتم وذلك السمين القذر فيكتور فى الاسفل يكره سماع تمارين رئتيك .
شرعت تسير بالطفلة جيئة وذهابا وما اراحها ان سكتت الطفلة ... وخوفا من عودتها الى البكاء من جديد حملتها الى غرفة الجلوس وجلست معها .
وفيما كانت تضم الطفلة اليها عادت مشاغل استيرا تدور فى راسها ... ماذا ستفعل ؟ ماذا ستفعل ؟ مضى على اختفاء غولى ثلاثة اسابيع ، فمتى تعود ؟
نظرت الى ميرا بقلق فراتها تغط فى النوم ... همست بلطف : الغلطة غلطتك .
لكن ، لم تكن غلطة ميرا فالنتينا نورتنغاتون . فهى لم تطلب المجئ الى هذا العالم ... فى الواقع ، لو ان ذلك الجرذ القذر نايغل نورتنغاتون نفذ ما يريد ، لما انجبتها امها فلم يسر ذاك الرجل عندما عرف ان غولى حامل ، وكان رده طلب الاجهاض غير ان غولى رفضت .
عرفت استيرا ان صديقتها املت بعد انجاب الطفلة ان يحبها الاب الذى يحب الام ، على ما يزعم حبا شديدا .
مسكينة غولى ، احبت نايغل كثيرا ، وآمنت ان كل شئ سيكون على ما يرام . ولكن الشكوك بدات تترسخ حين اتصلت به من المستشفى تخبره بانهما رزقا ابنة جميلة . وكان رده فظا اذ قال : وما الجديد فى هذا ؟
عندما روت ما جرى لصديقتها استيرا شعرت الاخيرة بالغضب ودفعها شئ ما للذهاب الى منزله لتواجهه ولتطالبه بتحمل مسؤولياته .
لكن غولى توسلت اليها : ارجوك ، لا تذهبى ، فسيزيد ذهابك الامر سوءا اكراما لى لا تتدخلى .
فكان ان ابتلعت غضبها ولم تتدخل ... ومع ذلك لم تستطع الابتعاد عن التدخل على جبهة اخرى ... فبعد انقطاعه عن الاتصال بغولى او زيارتها ذهبت الام وكادت تفقدها ... وفقدت كل شوق او اهتمام وهذا ما جعل استيرا تدفعها اضطرارا الى اظهار الاهتمام بالجسد الصغير الهش .
اخذت استيرا اسبوعين من اجازتها السنوية لتساعدها . ولكن فى نهاية الاسبوعين ، وجدت نفسها تحمل مسؤولية الطفلة ومتطلباتها ، وربما هذا ما دفع غولى الى اللجوء الى عادتها القديمة " الفرار " فقد عادت استيرا يوما من العمل ووجدت ان غولى قد تركت ميرا مع جارتها روبيلا ورحلت .
تحركت ميرا بين يدى استيرا ، لكنها لم تستيقظ ... فعادت افكارها الى الليلة التى سبقت رحيل غولى ...
ففى تلك الليلة حاولت اقناعها بالتفكير فى الطفلة اكثر من التفكير فى حبيبها ، وذكرتها بانها لن تستطيع ترك الطفلة قبل ان تسجلها رسميا ، الا اذا ارادت ان تخالف القانون . وسالتها : لم تغيرى رايك بالنسبة للاسم الذى ستطلقينه عليها ؟