ارسل زاكارى لاستيرا صينية طعام الغداء . كانت تفكر فى الفخ الذى جرت نفسها اليه بيدها حين أتت امرأة ممتلئة الجسم فى منتصف الخمسين حاملة الطعام .
ما كادت تضع الصينية من يدها ، حتى انحنت فوق ميرا النائمة ، ودندنت بصوت رقيق : الست رائعة ؟
التفتت تنظر الى استيرا للحظة وهمست : انا اسفة ... انا روزى سومرز ... كنت اتوق الى رؤية الطفلة منذ اخبرتنى السيدة نورتنغاتون بوجودها وقد سالتنى اذا كنت ارغب فى العمل ساعات اضافية .
قدمت استيرا نفسها : انا استيرا موفيت ... اعتقدت ان هناك سشخصين اخرين يقومان بالعمل الاضافى .
ردت روزى بحرارة : ثمة خدم كثر ... ولكن . عهد الى ان اساعد فى رعاية هذه الطفلة الحبيبة الحلوة ... ارجو الا تعترضى ، فقد تمسكت بهذه الفرصة بكل قواى . اعتنيت باولاد السيدة نورتنغاتون كما اعتنيت باولادى الاربعة .
وكانها تقدم اوراق توصية .
لاحظت استيرا اللهفة فى عينى المرأة ، فسالتها علها تريحها : اتعيشين فى الجوار سيدة سومرز ؟
-فى القرية . ارجوك نادينى روزى ... اذن لاباس فى ان اساعدك بالطفلة ؟
غضبت استيرا ، لكن امام لهفة المرأة قالت لها : ان احببت ذلك .
-ردت روزى بحماس : وكيف لا احب ذلك ، هل لى بحملها اثناء تناولك الغداء ؟
كان بمقدور ميرا النوم فى مهدها المحمول الذى احضره لها زاكارى ، ولكن لم تخف على استيرا لهفة المرأة فقالت : طبعا .
بدا الرضى على روزى وهى تحمل الطفلة وقالت : كأننى عدت الى الماضى .
كانت محبة روزى للاطفال واضحة للجميع . وقالت المرأة فجأة : اظن ان معك بعض الغسيل لهذه الحلوة الصغيرة ... ساغسلها ثم احضر الفراش هناك ، فقد طلبت السيدة نورتنغاتون ان انام الليلة هنا ... وساكون قريبة حاضرة فى ما لو بكت ميرا ....
قاطعتها استيرا : ظننت اننى انا من سيستخدم هذه الغرفة .
-آه ، ولكن السيدة نورتنغاتون اعدت لك غرفة فى اخر الرواق ... عرفت هذا لاننى رايت زاكارى يحمل اليها حقيبة ملابس صغيرة .
شعرت بان الامور تنسل من بين يديها ، حين قالت روزى : لن اخذلك انسة موفيت ... اعدك . انا معتادة على رعاية الاطفال ...
ردت استيرا صادقة : واثقة انا من انك لن تخذلينى ....
-لا تقلقى يا سيدتى .
قالت استيرا : ولكن ميرا ترهق المرء فهى دائمة البكاء ليلا وهذا يعنى انك لن تاخذى قسطا وافيا من النوم .
ردت روزى مبتسمة : اعرف كل شئ عن هذا ... كان ابنى جو شيطانا !
زادت ثقة استيرا بروزى حين استيقظت ميرا وشرعت فى البكاء بلا انقطاع ، وكانت على وشك ان تتولى امرها ... لكنها تراجعت واخذت تراقب كيف سعت المرأة الى تهدئتها .