فى طريق العودة الى لندن ، توصلت استيرا الى توافق مع مالا تستطيع مقاومته كما امنت انها تحررت من الارتباك الذى استحوذ عليها وقت الغداء .
ولم يمض وقت طويل على انطلاقهما ، حتى عاودتها الشكوك . كانت الرحلة حتى الان تسير بخير فزاكارى يتحدث بدماثة ، ولعل اكثر ما يعزيها انه بدا مسرورا رغم الورطة التى وجد نفسه فيها .
فجاة اخذت تتذكر مدى سعادته حين تركته بعد الغداء وهو يتمتم بكل تاكيد يا عزيزتى وكانه بعدما حصل على ما يريد اصبح قادر على الموافقة على جميع ما قد تتفوه به !
خفق قلبها فجاة لمجرد التفكير فى انه يريد الزواج بها الى درجة عدم القدرة على الانتظار حتى يوم الجمعة ! تحول خفقان قلبها الى ضربات كثيرة لانها تعلم ان هذه الفكرة امنية ليس الا ، ولكن شيئا من الشك تسلل اليها عندما راته لا يظهر شيئا من الغضب امام فكرة تخليه عن حريته كما افترضت .
ازدادت شكوكها حتى اضطرت للتساؤل لماذا ؟ تعرف انه شيطان مخادع وانها سارت مرة اخرى بكل بلاهة الى فخه بدون ان تدرى .
فكرت فى الطريقة التى اعتمدها عندما طلب يدها فتذكرت انه اقترح ببساطة الزواج بدون الضغط الذى لا يلين ، ولقد ابتلعت الطعم ! زاكارى معتاد على الضغوط وما من رجل يستطيع ادارة مؤسسة ناجحة بدون ان يكون قادر على تحمل الضغوط اليومية فى العمل . هل لرجل قادر على التعاطى مع عمل جبار ان ينهار امام هاتف يومى من امه ؟
قطع زاكارى عليها افكارها ليسال بلطف : اليس لديك سيارة استيرا ؟
-لا اجيد القيادة .
نظر اليها بحدة بعدما لاحظ لهجتها المتوترة ، ومع ذلك ظلّ لطيفا واردف يقول لها : علىّ انجاز بعض الاعمال الهامة يوم الخميس لذلك ان لم يكن لديك مانع ، سارسل احد سائقى الشركة ليقلك الى البيغ هاوس ذلك المساء .
-بمناسبة الحديث عن الاعمال الهامة ... اتسمح ان تخبرنى بصراحة وصدق : لماذا تريد الزواج بى ؟
كانت تنظر اليه اما هو فكان نظره منصبا على الطريق ، ولكن بعد ان بدا انه لن يرد ، التفت اليها بسرعة وقال ببطء : خلتك تعرفين .
-نعم خلت اننى اعرف ، ولكننى ادركت للتو انك معتاد على الضغط فى عملك ، بحيث لن تنثنى امام ضغوطات امك .
-آه ...
-ماذا تعنى هذه " الآه " على اى حال ؟
وللمرة الثانية لم يرد زاكارى فورا وعندما رد تمنت لو امتنعت عن دحرجة مثل هذه الكرة .
-لم اذكر السبب من قبل لاننى لم اجد ضرورة الى ذلك . اما الان فاعترف لك ان الزواج يناسبنى كثيرا لاننى به ساتمكن من اعلان اننى رجل متزوج .
تركها رده فى جهل مظلم كما كانت من قبل ... وكان اول ما فهمته ان السبب هو عمله ... ولكنها ابعدت هذه الفكرة ... اذن ... لابد ان يكون السبب حياته الخاصة ؟