عندما حل يوم الجمعة ، كانت استيرا قد ذاقت الوانا مختلفة من المشاعر . فهى ما تزال تفتقد ميرا ، لكن غياب الطفلة اعطاها وقتا اكثر من كافِ للتفكير فى زاكارى نورتنغاتون .
كانت الطريقة التى تتسلل فيها افكارها اليه اكثر من مسببة للاضطراب ... فعند اقل بارقة ذكرى كانت تجده امامها .
حاولت جاهدة الا تتذكر لحظة ضعفها وعاطفتها المشبوبة ، لكن هذا لم يكن سهلا ... احست مرارا ومرارا بأن جسدها يحترق بحرارة مميتة خاصة وهى لا تنفك عن تذكر استسلامها له بدون احتجاج .
ما علمت قط انها قادرة على التصرف على هذا النحو ... وعانت من الخزى والعار عندما تذكرت مدى تجاوبها ! يا الله ! ماذا طغى عليها ؟
خرجت استيرا الى الغداء ذلك اليوم وهى تقنع نفسها بانها ما تزال تكره زاكارى نورتنغاتون ... فمطلق رجل قادر على تحويل ما كان تجربة مثيرة مشتتة للفكر الى مجرد عبث فى غرفة النوم لا يستحق الاعجاب .
عادت من الغداء متسائلة عما عساه يدعو ما حدث بغير هذا الاسم . السبب الوحيد الذى جعلها تبتعد عن غرفة النوم هو ادراكها المفاجئ بان ما كان يدفعهما هو مجرد رغبة .
ضجرت من تفكيرها الدائم فى زاكارى وركزت على عملها ، تعيد الاكرار بكراهيتها له ... ادركت الان ، بالطبع . انه لم يكن ذلك النذل الذى صورة نايغل ، ولكن هذا امر جانبى .
لقد اخبرها انه سياتى هذا المساء ليصطحبها الى البيغ هاوس ... ولكن حالما تذكرت تعبير وجهه الغاضب عندما غادر شقتها يوم الثلاثاء ، قررت الا تحبس انفاسها بانتظار طرقة منه على الباب .
اعتقدت بانها تريد الذهاب لرؤية ميرا ، بناء على رغبتها . ولكن هذا ما ثبت انه غير صحيح ، ففى حوالى الساعة الرابعة والنصف رن جرس الهاتف فى المكتب ، فالتقطته ...
سالتها انثى مالوف لها صوتها : انسة موفيت ؟
-نعم .
-جاين ايفورى ... طلب منى السيد نورتنغاتون ان اتصل بك فهو يقول ان اجتماعه سيطول ، لذا لن يستطيع القيام بزيارتك قبل الثامنة .
ردت السماعة الى مكانها مبتسمة .
آه ، يا الله ! فكرت مشمئزة فى ان من يراها سيظنها فى نشوة لتاكدها انها سترى ذلك الخنزير المغرور مرة اخرى ! لكنها سرعان ما اكدت لنفسها ان لا علاقة لخفقان قلبها المهتاج به ... فمن لا يهتاج امام ترقب رؤية الصغيرة ميرا ؟
وضبت استيرا حقيبتها الصغيرة ، وفى الثامنة كانت على اهبة الاستعداد ولكنها شعرت بانها ستشعر باحراج شديد فى الدقائق الاولى على لقائهما ...
فهى لا تجد نفسها كل يوم بين ذراعى رجل ، وقد فقدت وعيها عما عداه ، وهذا الحرج بالذات هو سبب خفقان قلبها الشديد . عندما سمعته يرتقى الدرج قاصدا شقتها ، التقطت الحقيبة ، وحاولت ان تظهر نفسها باردة .