8-احذر يا بنىّ .

750 14 4
                                    



هل قالت حقا هذا ؟ اقالت حقا ان زاكارى طلبها للزواج وانها قبلت طلبه .

ولكن نظرة سريعة الى السيدة نورتنغاتون اكدت لها انها قالت ما قالته فعلا ! فقد تلاشت عن وجهها كل تعابير الغضب والتوتر وعمّ وجهها الابتسام .

التفتت الام الى ابنها وقالت توبخه : ايها الرجل الخبيث ... كنت تناكدنى قصدا ! تركتنى ضائعة فى الوقت الذى كنت تجهز فيه هذا الخبر لتبشرنى به .

-لم استطع المقاومة .

صدمت استيرا وصدمتها هذه جعلتها لا تعى شيئا مما دار بعد ذلك بين الام وابنها من احاديث .

آه ، ماذا فعلت ؟ لم تقصد ان تتفوه بما قالته ! لم تقصد ! لم تقصد ! ودت لو تنشق الارض وتبتلعها . فلم يكن حبها له وحده هو ما دفعها الى ذاك القول بل هناك غريزة اخرى جعلتها تسارع للدفاع عنه بغية التخفيف من وطأة الهجوم .

تساءلت فى وقت لاحق عما اذا كان عقلها الباطن قد جارى لسانها لانه عرف انها تحب ان تتزوج زاكارى اكثر من اى شئ اخر ... ولكن صدمتها كانت اكبر من ان تعترف لنفسها . حالما رات السيدة تهم بترك المائدة نفضت استيرا عنها افكارها .

آه ، لا ... ! لا يمكن ان تنفرد بزاكارى فمشاعرها مشتتة وضائعة بحيث لا تستطيع تقديم تفسير لزلة لسانها ... فجاة عمّ قلبها الذعر .

قالت السيدة نورتنغاتون مبتسمة : على ان ازف هذا الخبر الرائع لاحد . ساقصد روزى اولا .

ما ان اقفلت الباب وراءها حتى وقفت استيرا ... ما كادت تبلغ الباب حتى شعرت بيده على ذراعها توقفها .

هدد قلبها بالفرار من بين اضلعها . مازالت غير قادرة على ايجاد ما تقوله له ، واضطرت الى ردع نفسها عن الفرار ثم شعرت به يديرها لتواجهه ...

-الا تظنين ان علينا مناقشة امر صغير ؟

نظرت اليه بسرعة ، وجذبت نفسها من قبضته ، ورغم تماسكها ، لم تجد ما تقوله سوى : انا اسفة لم اقصد ...

لم يقل زاكارى شيئا ، بل انتظر ان تتم عبارتها بصمت . فجاة اخذت تتلعثم بالرد : اعرف انك قادر على الدفاع عن نفسك ولكن بما اننى اعرف ان لديك اسبابا لئلا تعرف امك حقيقة ابوة الطفلة وبما انك كنت فى موقف حرج بسبب محاولتك الدفاع عن حقى فى الوصاية على ميرا لم اجد من الانصاف ان اجلس مكتوفة اليدين لكننى لم اقصد ان ...

فجأة توقفت فابتسم متمتما : اكنت تدافعين عنى ؟ ان هذا لمشجع حقا ؟


كانت تجهل قصده من وراء قوله : ان هذا لمشجع ولكنها فى الوقت الراهن ام تستطع التفكير فى مقصده . فكررت : انا اسفة ... فكرت فى مساعدتك على الخلاص ؟

ابتسم مرة اخرى وبدا عليه المرح : حسنا ، يا بطلتى الجميلة ... لقد فعلتها اخيرا .

حين ناداها زاكارى بالبطلة الجميلة لم تستطع سوى ان تقول : لم افهم مغزى كلامك ؟

العذراء والمجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن