3- الخدعة البيضاء .

978 17 0
                                    


هل وافقت حقا على اقتراح الرجل المستحيل ؟ فيما هى مشغولة بالعمل المنزلى صباح الاربعاء ، وجدت ان موافقتها على اصطحاب ميرا الى يورك ، امر لا يصدق !

هل وافقت فعلا ليلة امس ، على حضور زاكارى نورتنغاتون صباح السبت لاصطحابها الى منزل امه ؟

كانت قد صاحت غاضبة : رويدك ، رويدك ! انا لست متاكدة من رغبتى فى انتقال ميرا للعيش مع جدتها .

جعلتها نظرته المتعجرفة ترى انها تحاول اتعابه لمجرد التعب ... كان فظا وهو يقول لها : لقد رضيت بواقع اضطرارك للعمل ، ولكن ما لن ارضى به هو ان تدفع الطفلة الى حاضنة .. انا مستعد لدفع المصاريف اللازمة كلها باستثناء اجر الحاضنة . لماذا الحاضنة وهناك جدة ستجد السعادة لدى رؤية حفيدتها اليس هذا قولك ؟

-ولكننى لم اكن اعنى ...

قاطعها بحدة وكانها لم تقل شيئا : لو كانت ظروف الحياة فى منزل اهل صديقتك مؤاتية لحملت عن طيب خاطر الطفلة الى امك ، او الى جدتها لامها .فما الفرق الان ؟ وماذا ان اعتنت امى بالطفلة ؟

كرهت استيرا منطق هذا الرجل السليم وقالت تجادله : ولكننى لا اعرف ان كانت غولى ترغب فى ان تعرف والدة نايغل عن وجود الطفلة ؟

-لقد حدّت غولييت من خيارتها يوم تركتها ورحلت ...

-لقد اخبرتك السبب ... كانت معاملة اخيك السيئة لها السبب ... ما الفائدة ؟ انت بلا رحمة مثله تماما ؟

هز كتفيه : اسمعى انت بحاجة الى مساعدة وانا قادر على تقديم هذه المساعدة .

-هذا ان نفذت لك ما تريد !

لم يتنازل بالرد عليها . غير انها عرفت انه هو المسيطر على الامور ، فارادت ان تقول له انها تستطيع تدبر الامر وحدها ولكنها سرعان ما واجهت الحقيقة ... لن تستطيع هذا بدون معونة احد ... وهو حتى الان الوحيد الذى حمل اليها مشروعا قد يؤمن لها العودة الى عملها صباح الاثنين .

-ماذا ان رفضت امك ميرا ؟

-انها الحفيدة الاولى .

جعلتها كلماته تندم على ما قالته عن سعادة الجدات بالاحفاد . وقالت متلعثمة : اجل ... انما ... ليس من المناسب اصطحاب الطفلة الى منزل والدتك اعنى ان الاطفال مرهقون بالنسبة الامرأة فى الستين من عمرها .

-امى فى الخامسة والستين كما ان فى المنزل خدما ومن بينهم المرأة التى اعتنت بى وباخى فى طفولتنا وهذه المرأة ترملت فى السنة الماضية وعادت الى وظيفتها . واؤكد لك ان سوزى سومرز ستكون سعيدة بالاعتناء بالطفلة .

يا للحظ السعيد . لقد كان اثناء محاولتها استعادة وعيها يجمع ويحسب كل شئ ! ولم يترك لها سوى الموافقة ! ومع ذلك قالت باصرار : لن تاخذ ميرا منى .

العذراء والمجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن