بدت الشقة فارغة بدون ميرا . عندما عادت استيرا من العمل مساء الاثنين شعرت بالقلق وادركت ساعتئذ مدى تعلقها بالطفلة ...
شغلت جزءا من المساء بالتنظيف . وما ان حلت التاسعة حتى بدت الشقة افضل حالا ، وكان عليها ان تعترف انها لم تستطع اخراج القلق من نفسها .
على امل ان تجد الاستقرار فى نفسها ، استسلمت الى حث يدفعها للاتصال بالبيغ هاوس بعد التاسعة بقليل . لم تكن ترغب فى محادثة السيدة نورتنغاتون ولكن من الطبيعى ان تتصل للسؤال عن احوال الطفلة .
اكتشفت استيرا ان حظها كان عاثرا ذلك ان عاملة الاستعلامات اعلمتها ان رقم هاتف السيدة نورتنغاتون غير مدرج فى الدليل .
-اواثقة انت ؟
-كل الثقة . اسفة عزيزتى .
ابتعدت استيرا عن الهاتف واطلقت تنهيدة . وفكرت فى الاتصال بزاكارى لتساله عن رقم هاتف امه ... ولكنها شعرت بالتردد فى الاتصال به وكان السبب عناقه ذاك .
ولانها ارادت ايجاد ما يلهيها قررت ان ترد على رسالة صاحب المنزل ... وذهبت الى النوم بعدما وضعت الرد فى حقيبة يدها استعدادا لارساله فى الصباح .
وكان ردها على الرسالة صادقا فقد قالت لصاحب المنزل ان الطفلة كانت عندها فعلا اما الان فهى فى الريف عند ذويها .
ظلت معكرة المزاج فى الصباح التالى ... وفى تماما العاشرة والنصف ادركت انها لن تستقر حتى تتحدث الى السيدة نورتنغاتون ... مدت يدها الى الهاتف .
قال صوت تتذكره جيدا : سكرتيرة السيد نورتنغاتون .
-صباح الخير انسة ايفورى ... اود التحدث الى السيد نورتنغاتون .
وقبل ان تتمكن السكرتيرة من وضع الحاجز اردفت : انا استيرا موفيت ... لربما تذكرين اننى جئت الى المكتب فى الاسبوع الماضى مع ابنة اخ السيد نورتنغاتون .
-انتظرى ... لحظة من فضلك !
-استيرا ؟
-زاكارى .
ابعدت فكرة ان له تاثيرا فيها ... واردفت بصوت بارد : احتاج الى رقم هاتف امك . انه غير مدون فى الدليل .
-ولماذا تحتاجين اليه ؟ قلت لك اننى ساقول لها الحقيقة بنفسى فى الوقت المناسب . ولقد حذرتك ...
قاطعته بغضب : لا تهددنى ! اريد الاتصال لاطمئن على ميرا ... !
صاح : وكيف ستكون ؟ انها بخير .
يا للخنزير المتعجرف !
-وكيف تعرف انها بخير ؟
-من له نصف عقل يدرك ان طفلة تلقى رعاية امرأتين على الاقل لابد ان تكون بخير .