"اقتباس"

1.5K 55 16
                                    

"اقتباس" حُلْو لاذِع كا المانجو

تَمرّ السنوات و يبقي الحُبُّ مُتَّقِد .. مُنتظراً علي أُهْبته للانفجار الضارٍ ....

خرج للتو من الغرفة التي يتجهز بها "يحي " في الفندق ، وقف عند مقدمة الباب يسحب انفاسه عنوة من الوسط ، اوصد عيناه بقوة واضعاً يديه في خصره يُخرج غضبه مع انفاسه الساخنة بالتدريج .. فا كلمات مراد ويحي اغضبته وبشدة لذا خرج وترك لهم الغرفة قبل ان يحتدّ النقاش فا اصدقائه لا يتركون فرصة الا ويستغلوها في توبيخه كلما جاء الحديث عند نقطة استسلامه للامر الواقع و هروبه ، ها هو الان عاد رغم ايماناته المتعددة ان يُعاقب نفسه ولا يعود للابد ولكن هل للقلب الرثّ المُهترِئ ذمة لـيُأخذ بها ؟ فهو فَقد حتي أليَّته يوم قرر الفرار .. حكم علي قلبه دون دِراية منه بالشقاء فهو لم يهنئ ولو يوماً واحداً بالسعادة  و لم ينعم بـارتياح رغم كل ما وصل إليه وحققه ! اليوم يعود وهو يَجُرّ خيبته التي عاش معها يومياً منذ ذلك اليوم ... تألَّم و ذاق المرار جُرعات مكثفة كل ليلة في غُربته لـ يُقين في النهاية انها انتصرت عليه و طفحته من الحُزن والضياع الذي تركها سابحه فيهما اضعاف .. فا حتي وهي المهزومة مُنتصرة ، و حتي و هو الجائِر منُكسِر !

كانت الحياة في هذة القصة عادلة للغاية ...

فتح عسليتيه ينظر حوله بعدم اكتراث لتتحجر رأسه عندما لمحها تتهادى بـغُصنها البان في بداية  الرواق مابين الغرف ... تيبَّست اقدامها وفجاءة فقدت القُدرة علي التفكير ، قد سمعت بقدومهُ لكنها لم تعدّ عُدَّتها لـِ مُلقاته .. رفعت انفها بشموخ تواري خلفهُ روحها البالية و نفسها المُرَقَّعة التي بالكاد تُمكنها من العيش ، تغيرت كثيراً من الداخل والخارج .. باتت خَرقَة تُغلف نفسها بـِ قوة واهية مُصطنعة ان خَالت علي الدُنيا بـاكملها لن تَخل عليهِ

سريعاً برقت عيناه بوميض العشق ، أُسر حديثاً وكأنه لم يكن مُتيَّماً قديماً بها .. ازدادت نحافة فوق نحافتها ليصبح جسدها كا نحتٍ بديع ، يُقسم انه الان يستطيع ان يُكبل خصرها بكفٍ واحد من كفوفهُ ، اصبحت خصلاتها اقصر من خاصته ! قصت شعرها بقصة جريئة محاكاة للرجال .. من الواضح انها لم تحظي برجلٍ في حياتها لذا قررت ان تُصبح هي بطل حكايتها ! ، صبغت كامل خصلاتها بـ لون احمر ناري تماشي من لون بشرتها ليجعلها سمراء مشعة ، بات وجهها نحيل للغاية حتي برزت عظام فكها و وجنتيها ... ان كانت في الماضي تُشبه عارضات الازياء فا اليوم بهذة الهيئة باتت واحدة منهم .. مثالية حقاً ، هناك شيئاً ما في وجهها تخلي عن البراءة ! ماهو ؟ لحظة .. هل قامت هذة الغبية بنفخ شفتيها ! وكأن هذا الامتلاء الصناعي كان ينقصها ؟

ابتسم رغماً عنه وهو يتابع اقراط اذنها الصغيرة المتعددة وصولاً الي القلادة  البلاتينية الصغيرة الملتفة حول عنقها الشامخ باحكام يتدلي منها حجر من الزمرد المتلألئ يخطف الانظار رغم دقة حجمه .. فستانها الاسود الكاحل من الستان السميك يتميز بـ قصة كلاسيكية انيقة ذو اكمام طويلة ضيقة كاشفة علي كتفيها ونحرها و يصل الي اسفل قدميها يتميز بفتحة علي الجانب تصل الي ركبتها ترفعهُ عن الارض بحذاء اسود كلاسيكي ذو كعب عالي جداً وكأن ينقصها طول فاهو دائماً كان يراها معتدلة في كل شئ و لازال .. لا يظهر من مساحيق زينتها اللافت الا احمر شفاها القاني الدموى الذي اضفي عليها اثارة و جمود واهي .. فاهي قابلة للكسر في اي لحظة .

اكملت خطاها الي وِجهتها تتحاشاه حتي لم تتكرم عليه برمي نظرة ، فقط هيئته من بعيد جعلتها تلتزم النظر للفراغ امامها خوفاً ان تقع عيناها علي عسليتيه الاخاذة فا تُخترق حصونها الهشَّة و تُصبح رَّماد .. بحركة مباغتة سريعة نابعة من فص الحماقة في مُخه جذبها من خصرها وهي تَمُر من امامه ليلصقها بعنف في الحائط جواره ثم واجِهها لتخرج منها شهقة خافتة ، احكم كفه علي بطنها يشل تحركها وكأن لديها قوة الان ليرفّ لها جفن ؟!

خارت القوة و تهشَّمت الحصون وباتت خالية القلاع بنظرة واحدة في عمق انهار العسل خاصته ... اول ما وقعت عيناها علي وجهه القريب منها الي هذا الحد الكاتم لانفاسها اغرورقت عيناها بالدموع و ارتجفت شفتاها ، قبضته علي جسدها تزداد بخشونة دون وعي منهُ فقط كل تفكيرة الان انها حقه الذي تركه بيده ولم يعد له الحُجَّة الان لـ استرجاعه ، برزت عظام فكه بسبب كَزه علي اسنانه بعنف حانقاً علي نفسهُ ... دام تواصل بصري بينهم ينطق بالكثير ، اخفضت اجفانها بوهن و تية وابتلعت ريقها بصعوبة ، تشعر بـقلبها يكاد يخرق جسدها من شدة خفقانه .. بتفكير طفولي اخذت تجول علي كل انش فيه الا عينيه وكأن هكذا لن يظهر ضعفها له ! ملامحه اصبحت اكثر قسوة ونضوج لابد انه بفعل السنين ... رمقت وشمه المتمركز خلف اذنه بـا استخفاف ضعيف من الواضح ان حياة الغرب راقته كثيراً .. حسناً ، توقفت عند بريق صف اسنانه لتقطب مابين حاجبيها با استنكار .. ما به هذا المُتبجح يبتسم ؟ اه منه بغيض لازالت ابتسامته ساحره بل واكثر من الماضي .. امقتهُ.

كل نظراته بل وحواسه في حالة تركيز علي وجهها .. ظماء الاشتياق يراوض القليل من الرُشد الذي يتحلي به يود ان يُقحمها الان في احدي الغرف يروي وحشته لها بكل السُبل الممكنة .. لحظة ... فا هي لم تعُد زوجته .

ابتلع غُصَّته بـ ارتباك ظهر جَلِيٍّ عليه لتنتهزه هي بسرعة بديهتها التي حضرتها الان بعدما استعادت رباطة جأشها ، رفعت حاجبها تستدعي قوة مُزيَّفة الا ان اخْتلاج روحها كان المسيطر فظهرت ضعيفة غبية ، كاذبة ..

بللت شفتاها بلسانها بثبات بعض الشئ ثم سألته بجمود لا يقرب الي شخصيتها لا من قريب ولا من بعيد : ممكن افهم ايه ده ؟ وشيل ايدك دي .
انهت جملتها وهي تحاول دفع يده عنها بوجه ممتعض ليلتمع وميض الخُبث في عيناه ضارباً كل وعوده بـ الا يحاول مضايقتها عرض الحائط

ضيق عينيه  يُقلب نظراته عليها بتسلية وتبجح ليرد علي سؤلها بسؤال بنبرة هادئة مُثلَّجة : بتقولي حاجة يا ام الواد ؟

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

ايوة الفصل الجاي هنرجع بـ وشنا كدة للحاضر شوية عشان الصدمات 😂😂 محدش يرجع يقولي اتلخبط ومش فاهم الدنيا سهلة اهي 😂❤️

الڤوت والكومنتس و كومنتاتكوا علي الفقرات 😍

تابعوني 👋

هما فين اللي قالوا عبدالله ورُقيّة ؟ 😂

حُلْو لاذِع كا المانجوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن