الفصل الثامن عشر "حُلْو لاذِع كا المانجو"
" الحـب لا يتخـير مناسبة ، فـهو صالح لـكل مناسبة . "
-نجيب محفوظ .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
اوصد باب السيارة خلفه بعنف ثم ارجع رأسه علي المقعد يزفر بـ انفاس متهدجة يشعر بـالاختناق ، سيجن الان علي نفسه لأول مرة يتخلَّي عن كِبره امام نفسه و يُقرّ انه اخطأ ، للحظات تجاوب معها لن ينكر شيئٍ ما داخله تخلخل صُلبه ، ظِلال احاسيس الماضي قد عادت تبرق بضعف ... داخله ثائر علي نفسه المائلة للخطأ وعلي الظروف التي اوقعت بهم الي هنا ، لولا وجه فيروز الذي لاح امام ناظريه لـكان اندثر ثباته و وثب الي السفاهة دون اكتراث لقدسية الـحرام ، و سلامًا علي الاخلاق و الصلاة و التقويم الحسن الذي نشأ به .
اخرج هاتفه من جيب بنطاله بحركة عصبية و زحف الي اسمها ، وضع الهاتف علي أُذُنه و هو يبتلع ريقه الجاف بأنفاس غاضبة ، اتاه همهماتها الناعسة بصوتها الناعم فانطلق عليها دفقة واحدة بصوت خشن : بـحـبك وحشتيني بتعملي ايه عايز اشوفك .
علي الجانب الاخر اطلقت فيروز ضحكات غنجة لطيفة ثم اعتدلت في جلستها و هي تمدد اطرافها بكسل و همست بـاسمه و هي لازالت تحت غشاوة تأثير كلماته : يـحيـى .
- يـا روح يحـيى .
قهقهت بنعومة ليردف هو بنبرة رخيمة : مش هتيجي تبُصي البصة الاخير قبل الافتتاح ؟
عضت علي شفتيها السفلي و همست بخجل : عايزني اجي ابُص بصة اخيرة بس !
اجابها مسرعًا متوسلاً في نبرته : وحشتيني يا فيروز قولتلك وحشتيني ، الامتحانات كانت وخداكي مني و الشغل كمان كله اتكركب عليا ، قدامك ساعتين و هعدي عليكي .
اوماءت بخفة و همست برقة : okay .
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
كانت تسير في الارقة ما بين الارفف المليئة بالمواد الغذائية في هذا المتجر الكبير ذو الماركة العالمية و هي تنفخ و تلعن ، ما ان انتهت امس من اختبارتها و استغلتها والدتها في احضار كل شئ كان ناقص بالمنزل علَّها تخف دلال قليلاً و تتحمل مسؤلية .... نترت يدها عن مقبض عربة حمل الاشياء التي كانت تدفعها و وقفت امام بعضً من الارفف المتعددة تبحث بحدقتيها بضيق عن اخر ما بقي في قائمة طلبات والدتها المتعددة و الغريبة و الغير لازمة في وجهة نظرها فااليوم لأول مرة تشعر بلذاذة الجبن و الخبر لماذا ... لماذا لم تكتفي والدتها فقط بالخبز و الجبن و يعيشوا كأسرة سعيدة تأكل الخبز و الجبن عوضًا عن كل هذا الهراء الذي قضت ساعات في تحصيله هل المجاعة غدًا !! ام كل هذا ترتيب والدتها الخبيث لكي تشعرها قليلاً بالمسؤلية تجاه اي شئ في الحياة بدلاً من اللامبالاة التي تحيا فيها .
أنت تقرأ
حُلْو لاذِع كا المانجو
Romanceاسمعتوا من قبل عن عشق بطعم المانجو ؟ - كان زواجهم مُحَتَّم عليهم قبل ان يأتوا الي الدُنيا ولكنهم نالوا من أجيج الحُب عظائِمهُ بلا ترتيب ! ليكون عنفوان مشاعرهم هو المُهَيّج الاوْحَد لحكاية عشّقهم .. - هو اللعنة والغواية التي ستجعلها ترتكب الخطاء...