الفصل الرابع عشر "حُلو لاذع كا المانجو"
" دأب التفكير يودى بنا إلي اللانهاية "
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
في منطقة نائية يغلب عليها الطابع الصحراوي ، يعم الخلاء و لا غيرهُ ، كان هو قد اصرف الرجلين الذين ساعدوه في مهمته بعدما انفق لهم اخر ما كان يتبقي معهُ من اموال ... تنهد بـحزن ثم خلل نظرهُ علي السيارة المستأجرة التي تقبع هي داخلها فاقدة للوعي ، يا سمين هي امله الوحيد في عيش حياته الرغدة كما تعود و لا سبيل غير استمالتها سوي الشارع ، فقد كل شئ و لم يتبقي سوي ياسمين العاشقة المدللة و شقتها التي كتبها والدها بـ اسمها ..
غاص مع افكاره الدنيئة ليقفز مطرحه بسبب اصوات الطرقات القوية اعلي زجاج السيارة ، شهق مخضوض و تقدم بسرعة ليفتح لها .. اول ما فتح لها الباب انزلت قدميها للخارج و جلست تلتقط انفاسها و هي تلعنه و تسبه من تحتها : يامعفن يابغل يا طور قافل عليا التكيف يا عرَّة .
اعطي لها المساحة كي تهبط من السيارة و هو يقول بـاسف : والله نسيت و قفلت العربية .
وقفت امامه و شرارتها المشتعلة تُضخ من مقلتيها وهي تلوح بيدها ساخطة بشعبية و صوتها يعج بـ التسكع و السفاهة : نسيت برده يا معفن و لا مستخصر البنزين ؟ .. بقي يا اخي مش هاين عليك تجبلي مُخدر و لا نيلة علي دماغك من الصيدلية و خلتهم يخدروني بـشرابك يا معفن يا معفن .
جحظت عيناه نافيًا : لا والله جايب مخدر .
شهقت بشعبية و هي تصفق مستنكرة : كداب بقي انا هتوه عن ريحة شرابك دي كانت بتقلبلنا البيت ، .. ضيقت عينيها و هي تحدق في وجهه ببغض و تقدمت منه جعلته ينكمش علي نفسه مذعورًا من هيئتها الهائجة ، بداءت تضرب كل ما يقابلها من جسده و هي تصرخ في وجهه : بتخطف مين يا ولاه ها بتخطف مين ده انت اسمك عادل هلاهوطة ، انت عبيط يا ولاه فاكر نفسك شبح !
قال بضعف و هي يحاول تلاشي ضرباتها العنيفة .. سُحقًا لها يديها اثقل من يده هو شخصيًا ! : مش قادر ابعد عنك خلاص يا ياسمين و انتي مقفلة عليا كل الطُرُق و مش عايز اجيلك تاني عشان ميحصلش مشاكل لقيت ده اسلم حل والله انا مش خاطفك .
استلمت عنه و لم تعطية فرصة النطق بـ حرف اخر و هي تصيح مستاءة حديثة هل يظن نفسه رجل و يستطيع افتعال المُشكلات ! : انت تقدر اصلاً تخطفني ؟!! ، تخطف مين انت مش شايف وشك عامل ازي ؟! ده انت بقيت شكل الاستاذ حمادة هلال بعد ما خلص ماتش البطولة في فيلم حلم العمر ..
توقفت عن ضربه و تمعنت هيئته بتشفي ثم ابتسمت بسعادة وهي تهتف بـ اعجاب : لا والله الميلك تشيك فراولة شيكولاته طلع جامد .
أنت تقرأ
حُلْو لاذِع كا المانجو
Romansaاسمعتوا من قبل عن عشق بطعم المانجو ؟ - كان زواجهم مُحَتَّم عليهم قبل ان يأتوا الي الدُنيا ولكنهم نالوا من أجيج الحُب عظائِمهُ بلا ترتيب ! ليكون عنفوان مشاعرهم هو المُهَيّج الاوْحَد لحكاية عشّقهم .. - هو اللعنة والغواية التي ستجعلها ترتكب الخطاء...