الفصل العشرون

2.2K 94 212
                                    

الفصل العشرون " حُلْو لاذِع كا المانجو"

" فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا ، إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ً فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا "

- الإمام الـشافعي .

^^^^^^^^^^^^^‎^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

في غرفة رُقية كان اجتماع الفتيات ..

استلقت رُقية علي طرف الفراش اليمين منشغلة بالهاتف في يدها تراسل عبدالله بـ اهتمام كبير تارة تبتسم و تارة تعبس ملامحها و تارة تتورد وجنتيها خجلاً من مداعبات هذا الخبيث .

و تدثرت منَّة في المنتصف جيدًا محاوطة فيروز الهائمة اسفل ذراعها و عن ريما تعللت بالنعاس عند عودتها و ذهبت الي غرفتها و روان كانت منزوية علي المقعد مشدوهة تُمعن التركيز في هاتفها كأنها تفعل شيء مهم و خطير للغاية .

خللت منَّة نظرة علي فيروز المبتسمة في تفكير لتبتسم هي الأخرى علي هيئتها فأنها منذ الصباح و تصالحها مع يحيى و هي في عالم اخر منتشية ، ثم قلبت نظرها الي رُقيّة وجدتها مبتسمة في خجل و اناملها تنقر بسعادة اعلي الهاتف لتتسع ابتسامتها اكثر ، انتقلت الي روان وجدت ملامحها صارمة صبة كل تركيزها علي الهاتف في يدها فكمشت انفها في خوف و تمتمت : يا ساتر يا رب .

- بتـقولي حاجة يا منَّة ؟

سألتها فيروز بصوت رقيق لتجيبها منَّة بـمرح : لا يا روح منَّة مابقولش .

ثم انفجرت ضاحكة لتناظرها فيروز بعبوس بعدما فهمت قصدها الساخر من كلمات يحيى .

هتفت منَّة بلطافة : ايه ايه بـتبُصيلي كده ليه ؟

تنهدت فيروز في حُب و قالت : متعرفيش بتعمل فيا ايه روح يحيى دي .

قهقهت منَّة نافية : لا يا ختي عارفة الواد عليه وحدة يا روح يحيى بتجيب أجلك .

-انا بحبه اوي يا منَّة مش عايزاه يسبني ابدً مش عايزة ابعد عنه تاني .

احتجت منَّة بشعبية : ياختي و هو انتي كنتي بعدتي اولاني انتي بتسمي لعب العيال ده اسمه فراق ! ده انتو مهزقين .

ازعجتها الكلمة كثيراً لتقول بـحزن : فراق ايه بس يا منَّة ماتقوليش كده انا مقدرش .

مصمصت منَّة شفتيها ساخرة و هي تُقلب رأسها بقلة حيلة و عادت فيروز مرة اخري تعبث في خصلاتها و تتأمل صورة يحيى المحفورة في وجدانها ، رمقتهم روان بضجر بعدما فرغت من الهاتف و هتفت بـفظاظة : الاكل اتأخر ليه انا جعانة .

حُلْو لاذِع كا المانجوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن