الفصل الثاني

153 28 7
                                    

قبل أسبوعين كانت حياة ناتان جيدة رغم بعض الصعوبات التي يواجهها لكنها بالتأكيد كانت أحسن حالا من الأن ، أستيقظ على طرقات عنيفة على باب شقته الصغيرة والتي بالكاد تسمى شقة نهض متكاسلٍ بعد أن اخذ يجري عملية استذكار برأسه، لم يكن اليوم لديه أي موعد لتجربة الأداء فمن الذي يدق الباب هاكذا ثم خمن إنه صاحب الشقة البغيض وأيظن تذكر إنه سلمه المبلغ وقد كان ناقصا لذلك أضطر للعمل لديه يوما كامل بتنضيف منزله وحديقته وتنزيه كلبه الذي لطالما كره وجوده هو وصاحبه فقد كانا من اكثر الأشخاص ازعاجا له ، لكن رغم ذلك هو لازال يقطن في شقته لسعرها المناسب الذي يستطيع توفير نصفه كل شهر ، عندما جاء إلى هنا وهو يطمح بأن يكون ممثل مشهور في هوليود لم يفكر في امر السكن فقد كانت احلامه تخبره انه سيحظى بمنزل كبير بعد اول فيلم يحصل عليه لكن اكتشف بعدها أن احلامه تزين له الوهم ومن ثم تسخر منه ، لم يكن من السهل ان يحظى بأي فيلم رغم تميزه بالتمثيل وأداء الأدوار بمهارة إلا أن أحدا لم يرى هذه الموهبة التي لديه كان العيش صعبا جدا في مدينة كبيرة مثل نوييورك وهو قارب على الأفلاس حتى أفلس تماما ، أجبر على عدة أعمال رخيصة مثل مندوب مبيعات لمستحظرات ،الجميل عامل لدى احد مصلحي السيارات . منضف فنادق ومباني ، والكثير من الأعمال ، لكي يجمع بعض النقود لإستجار شقة وما إن قرأ أن هذه الشقة سعرها مناسب وافق على استأجارها وتحمل صاحبها الجشع وكلبه المتوحش ، اشتد قرع الباب فترك التخمين وذهب ليرى من الذي يزعجه اختلس النظر من عدسة الباب ، وكانت الصدمة التي لم يحسب لها حساب هو هذا الرجل الذي اقترض منه نقودا ولم يعدهن إلى الأن ، وقد طفح الكيل لدى الرجل وضاق به ذرعاً واليوم هو آخر موعد له ،

_ افتح الباب أيها اللعين أعلم إنك هنا افتح وإلا سأحطمه فوق رأسك "

_ تباً " توتر ناتان فليس لديه المال الأن وهذا الثور الهائج لن يرحل قبل ان يحصل على نقوده أو يقتله ، قرر بعد جهد أن يهرب من النافذه حتى لايقع بين قرون هذا الثور ، وقبل هروبه كسر الرجل باب الشقة ودخل بهيئته المخيفة وهو يزفر بحدة ، شعر ناتان بالسوء فعليه الأن أن يدفع ثمن الباب ايظن
_ إنه يوما سيء " قالها وهو يرمي بنفسه من النافذة هاربا ، لم يستسلم الرجل ورمى نفسه خلفه ليلحق به ، في مكان آخر كان باد يقود السيارة بقلق فهو لم يرى سيده منذ الليلة الماضية وكان عليه أن يحظر اجتماعاً ماهما نظمه اكبر رجال المافيا والذي يُلقب بالرأيس بعد أن كلفه بأحظار ملفات المتورطين من بينهم مع الحكومة ، فقد لاحظ في الأونة الأخيرة ان هناك خونة في صفوف عصاباته وقد كلف السيد بذلك لثقته الكبيرة به لكنه اختفى فجأَ وليس له أي أثر كما إن الوقت شارف على الأنتهاء والموعد الساعة السابعة مساءً ، إلم يأتي سيده على الموعد الذي حدده الرأيس فسيكون في وضع صعب أو ربما يتهمونه هو بالتعاون مع الدولة وهذا شيء يكرهه كثيرا ، هو يكره كل شيء يتعلق بالشرطة والدولة ، ولكونها غير منصفة ولاتعرف العدالة ، كان باد قد بدأ يصل إلى ذروة القلق لايريد ان يفقد سيده فرغم طبعه القاسي إلا أنه كان يشعر بالراحة معه لقد عملا معا من أول يوم أسس السيد فيها مجموعته واعلن نفسه أحد رجال المافيا كان باد إن ذاك بلغ الخمس والأربعين والسيد كان قد اتم العشرين ورغم أن مضى على عملهما عشر سنوات إلا انهم كانا متفاهمين جدا لم يشكل فارق العمر بينهما شيء كان ايثان ورغم صغره يحب التملك والقوى ويكره ان يكون ضعيفا خاضعا لإحد ،في البداية لم يكن السيد ذات خبرة لكن مع تعليمات باد تعلم سريعا كيف التعايش مع هذا العالم حتى اصبح له أسم ،تنهد باد بضيق بعد أن أسقط هاتفه الذي كان يحاول عبثا الأتصال بسيده وللمرة الألف كان خارج عن التغطية ، رفع رأسه ليرى امامه شاب كاد يدعسه بسيارته فتفادة الشاب السيارة وأمسك بها لكي لا تصطدم به ثم ركض مسرعاً ، نزل باد وهو مذهول مما رآه

الشبيهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن