الفصل الخامس

102 29 2
                                    

كان هواء القرية منعشاً رغم البرد الذي يصاحبه إنه هواء يختلف عن المدينة وعن تلوثاتها البيئية وصخبها الذي لايكاد ينتهي يوما ،حيث يشعرك بأنك بطمئنينة وسط هذه المناظر التي قلما تراها في المدينة كانت تبدو كأنها قرية جميلة داخل بلورة زجاجية تخرج منها موسيقة تطعي السكينة للنفس أمسك بخاصرته المصابة جراء اطلاق النار كان شديد الحذر عندما يكون وحده لكن يبدو ان أعدائه قد درسوا تحراكته جيدا حتى اصبحوا يعرفون كل شيءً عنه وهذا ما غافله ، فكر بمن يريد التخلص منه أهو زاك ،او غيره أو ربما الخونة الذي كان سيوشي بهم للرأيس ، حتى وصل لحل انهم هم الخونة من أرادوا التخلص ،لم يكن زاك من بينهم لكن ذلك لم يمنع من أنه يبغضه ويريد الموت له والجميع يعرف ذلك، اياً من كانوا الذين أرادوا التخلص منه سيكون عليهم مواجهة غضب الرأيس وليس ايثان فقط فقد كان لدى ايثان منزلة كبيرة عند الرأيس وهو الذي تكفل في تجنيده خصيصا واي شخص يفكر في التخلص منه يعتبر إنه اعلن العصيان على الرأيس ، ثم خمن ماذا لو كان الرأيس هو من أراد التخلص منه ،فكل شيء وارد عنهم الكل يسعى لمصلحته لا مكان للصداقات ولا للمعروف بأي لحظة يتخلصون ممن لايجدونه لا يروقهم ، بقي امر حظوره في هذه القرية التي تبعد كثيرا عن المدينة شيءً عجز عن إيجاد حل له ، من أحظره إلى هنا لابد أنهم نفسهم من أرادوا التخلص منه حتى يبعدو الشبهات عنهم وليضعوا اللوم على جماعة غيرهم وليبدوا الأمر اكثر تعقيدا ،اختطفوه ثم قتلوه ثم رموا بجثته كثيرا مايحدث في مثل هذا الأشياء ،
قال له العجوز إنه وجده مرمي على الطرقات قريبا من القرية لكنه لم يجد معه شيء ساعده ظنن منه أنه حفيده ، بدأ البرد يلسع وجهه وهو ينفث البخار من فمه لكنه كان يستمتع بهذا الجو المثلج ، شد انتباهه عدة اولاد يلعبون كرة القدم لم يجعلهم الطقس بأن يتركوا لعبتهم كانوا متحمسين وهم يركلون الكرة من أحدٍ إلى آخر وهم يتهاتفون في مابينهم من اجل نِيل هدف يشعرهم بالفخر ، تبتسم في سره لرؤيتهم وهم يكافحون البرد من اجل ادخال تلك الكرة في المرمى وذلك الحارس يغتلس وقت مناوراتهم ليفرك يديه حتى يدفئ نفسه ومع اشتداد المناورات رمى أحد الأولاد الكرة بعيدا حيث ارتطمت بطفلاً كان يجلس وحيدا بعيدا عن هؤلاء الأولاد صاح احد الصبيان

_ ارمي الكرة ايها الأبله الصغير

لم يقل شيء ولم يرمي لهم الكرة كان يمسك بها وهو يتأملها رد الصبي بغضب

_ الم تسمع ايها الغبي ارمها .

رماها مستسلما لهم ، وعاد لمكانه يشاهدهم بحسرى اراد أن يلعب معهم لكنهم لم يسمحو له لكونه صغير ونحيل ، جلس ايثان قربه وهو يحدق بالأولاد

_ نلقنهم درسا لاتدعهم يكونوا اسيادا عليك .

اللتفت الصغير إليه لم يفهم ما قاله فأردف إيثان

_ اذهب اليهم واثبت لهم إنك قادر على هزيمتهم دون خوف ، اذهب اليهم وتحدهم جميعا وإن اضطر الأمر "تنهد وصمت لثواني ثم همس بأذن الصغير
_ اقتلهم جميعا لاترحم احدا فيهم لإنك الم تفعل سيجعلون حياتك جحيماً

الشبيهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن