الفصل الخامس عشر

92 24 10
                                    

قربه حوله بمكر
ليخيفه ، عندها لم يعد يشعر بشيء لابالخوف ولابالأمان ولابأي شيء وكأن حواسه ماتت ظن إن نهايته قد حانت وإن الموت اقترب منه ، واخذ منه حواسه ،حتى لايشعر بلوعة سكراته ، شكر الموت في سره لإنه هو الوحيد الذي كان رحيما معه في هذه الحياة و جاء لمساعدته ،لكنه سرعان ما أكتشف أن هذه ليست ساعته وإن ما شعربه ليس الموت بل القوة للتغلب على خصومه قبل أن يوجه الشعلة حول وجهه ليحرقه أمسك بها ورماها بعيدا لتدب النار في المستودع تفاجأ المتنمرين من هذا الموقف امسكه كبيرهم من ياقته وأراد لكمه فدفعه بعيدا وبدأ يركض خارجاً لم يكن يستطيع مواجهتهم جميعا وهم يكبروه سنا وجسدا ،لكنه كان يستطيع ان يهرب أطلق قدميه راكضا إلى خارج المستودع وهم يلحقون به للأمساك به ،أغلق الباب عليهم وهو يلهث لايكاد يصدق أنه خرج من جحيمهم تركهم هناك يصرخون عليه ليفتح لهم الباب قبل أن تلتهمهم النيران ، لم يفتح لهم بل لم يتأثر بصراخاتهم ابتعد عدة خطوات عن الباب وهو يرى النيران تنتشر بسرعة وتأكل كل شيء حولها ،هرب بعيدا بعد ما رأى رجالا يقتربون من المستودع لإطفاءه ، ظن إن خروجه من هذا الميتم خلصه من المعانات والتعنيف الذي كان يعيشه
حتى أكتشف أن العالم الخارجي اكثر
وحشية واكثر عنف من الميتم بقي كثيرا في الشارع لا مأوى له كان يسرق طعام القطط والكلاب من القمامات ليسد جوعه ،استطاع بعدها إيجاد عمل يبعده عن التشرد ، وحتى العمل الذي وجده لم يجد الأمان فيه إذ ان صاحب العمل الذي استأجره كان منحرفاً ولديه ميول للصبيان حاول التحرش به ، فلم يستطع تحمل المزيد من هذه التعنيفات قتله بمفك حديد بلا أي خوف ولا تردد قام بغرزه في قلبه ، مات كل شيء فيه ذلك اليوم ، لم يعد ذلك الصبي الضعيف الذي يستسلم بطش غيره أصبح شخصا اخر لا يهمه شيء سوة القوة والثروة والنفوذ وهذه الأشياء إستطاع الحصول عليها بسبب الزعيم الذي تبناه ، أخرجته من ذكرياته رؤية بعض السيارات المضللة القادمة من بعيد عرف إنهم صائدوا الأثار جاؤوا لأخذ غنيمتهم ، جهز مسدسه استعدادا لمواجهتم التي ستكون شرسة مع هؤلاء الصيادون الذين كانوا مجهزين بكل شيء ،
كانت خبرتهم في الصيد فائقت الذكاء إذ انهم لم يتكبدو جهداً لإبعاد السيارات التي تحمي الشاحنة وتدميرها على الطريق، ثم تحلقت جميع سيارات الصيادون بالشاحنة ولم يكن بمقدوره المراوغة من اجل الهرب منهم لم يكن بوسعه غير أطلاق النار عليهم حتى يجعل له مهرباً من بينهم ، صوب أحد الصيادون سلاحه نحو رأس ايثان وكان مستعدا لإطلاق النار حتى نهاه الرجل الذي يجلس خلفه

_ إن كنت لاتريد ان تجرب غضب رأيسنا، عليك ترك رأس الشاب مكانه هدفنا الآثار فقط وليس الشاب "

أبعد الرجل سلاحه ورماه في الخلف،
ثم أجبروه الوقوف بعد ان قاموا بثقب ايطارات الشاحنة بوابل من الرصاص ، نزل الصيادين من سياراتهم ببزاتهم السوداء واسلحتهم المجهزة وهم يحيطون بالشاحنة ،طلبوا ان يترجل منها رافعا يديه للأعلى بلا أي مراوغة ، نفذ أوامرهم ونزل مستسلماً هتف أحدهم بصوت غاضب بأن يجثو على ركبتيه ولا يفتعل المشاكل ،أمتثل لإوامرهم وجثى على ركبتيه واضعا يديه خلف رأسه ، اقترب قائدهم وأخذ مسدس كان يضعه في ضهره ورماه بعيداً وبلحظة مباغتة سحب منه خاصرته مسدس وصوبه على رأيسهم لكن الحظ لم يحالفه ،إستطاع اخذ المسدس منه وركله على معدته

الشبيهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن