الفصل الأول

377 37 10
                                    

في احد ضواحي ولاية نيو يورك ، كان صباحا عسيراً بالنسبة
"لـ هان " الذي كان عليه أن يوصل البضاعة كماهو متفق لكن على احد الطرقات تعرض لكمين وقد سلبت منه كل الشحنة وكانت تحتوي على كمية كثيرة من المخدرات تساوي الملاين من الدولارات ، وعدا أن يحاول اللحاق بهم أو طلب المساعدة ، هرب هو الثاني دون ان يُعلم "السيد " ظن بعد هروبه أنه سيجد الأمان في مدينة أخرى بعيدا عن ذلك العالم الذي لايوجد في غير رجال المافيا وتجار الأسلحة والمخدرات والعصابات التي تتنازع على السلطة والنفوذ ،قرر ان يعيد بناء حياته من جديد فقد اكتفى بماعاشه برعب وخوف وأرهاق جسدي وفكري تنفيذ أوامر من هم أكبر منه ، لكن نعيمه لم يدم طويلا حيث عثر عليه رجال الكاسر مختبئا في احد فنادق الرخيصة دون أن يُعرف على هويته الحقيقة ، لم يفكر يوما إنه بعد هروبه سيتهم هو بالتعاون مع الذين قامو بسرقة الشحنة وهذا شيء لن يتهاون عليه السيد فقد عرف عن قسوته وبطشه ولم يسمح لإي شخص بخيانته او سرقة شيء يخصه كان شابا لم يتجاوز الثلاثين حنطي اللون يميل الى السمار بعينين واسعتين تشعرك أنه قادر على قتلكو بمجرد ان ينظر إليك كان شخصا يُحسب له الف حساب في الوسط الذي يعيش فيه وكانت له كلمته التي لن يجرؤ أحد على مخالفته إذ ان اكثر رجال المافيا كانوا يتحاشون مخاصمته أو اشعال حربا يعرفون إنهم الطرف الخاسر فيها لم يكن ذات علاقات ولانساء ولم يكن من مدمنين المخدرات ولا الكحول رغم عيشه في بيئة تنص عليه أن يفعل كل ذلك ، لم يفعل كما يفعل الكثير من الأشخاص الذي في عالمه الذي كانو ينحدرون إلى افضع البيئات من اجل الثمالة او النساء ،كان يظن إن الأشخاص الذين يلجئون الى النساء أوالكحول والمخدرات هم اجبن من ان يكونوا رجال حتى فالرجل الحقيقي هو من لايجعل هذه المغريات الرخيصة تصيطر عليه وتجعله عبدا لها ، كان الهدف الأول لحياته هو جمع الثروى والقوة والشهرة والنفوذ وأرعاب أعداؤه بحيث أنهم سيلعنون اليوم الذي فكروا أن يصادموه أو ان يحاولوا اشعال شرارة حرب ضده .

جرجرو هان وهو نصف عاري بعد أن اقتحموا غرفته في الساعة الثالثة فجراً حيث كان ينزل هو وفتاة تعرف عليها بعد هروبه بالطبع لم يقل لها بأحداثه الأخيرة لكي لايخسر فرصة لمصاحبة فتاة مثلها ، فقد كان من الممنوع أن يصاحب رجال السيد أي فتاة وفقا لتعاليمه كان يريدهم أن يكونوا مثله ولاتغريهم اي فتاة ولكي لا تجعلهم ينسون مهمتهم الأصلية تحت وهم يسمى الحب .
جعلوه يجثوا على ركبتيه على أرضية باردة جعلت أطرافه تتجمد حيث لم يعد يشعر بها كان يرتعش بقوة واسنانه تصطك ببعضها بردا وخوفا ،بؤبؤة عيناه كانت تتحرك بلا وعي منه ،إنه يعلم إنها النهاية بالنسبة له لكن ليست نهاية بمعنة الكلمة نهاية بالموت البطيئ حيث أن السيد يحب تعذيب ضحيته وازهاقها على نار باردة ويتلذذ رائحة الخوف الذي تفوح منه قبل موته لكي يرى الباقون كيف هو العقاب لمن يتجرأ على خيانته ، سمع صرير الباب وهو يفتح ببطئ وخطوات كثيرة تقترب منه عرف إنهم جاؤوا لتعذيبه ، فقد شهد مرة عقاب احد الأشخاص الذي سرق منه بضع دولارات وقد حدث تماما مايحدث معه الآن صرير الباب والخطوات التي تنشر الذعر في قلب الضحية لكل خطوة يخطونها نحوه ، تحلق عدد كبير من الرجال حوله ، لم ينسى قط ذلك اليوم الذي شاهد ذلك الرجل وهم يحيلونه إلى التعذيب لقد بقي في ذاكرته إلى هذه اللحظة وهذا ماجعله يهرب في ذلك اليوم ولم يلتفت خلفه إنه الخوف من العقاب ، كان المسؤال غن التعذيب يحمل عدته ووضعها على الطاولة بلع هان ريقه مرتعدا من الخوف فشكل هذه الأدوات مخيف اكثر من تجربتها ، ثم سمع حمحمات تصدر من خلفه لم يجرأ قط على الألتفات لرؤيته كان يعرف هذا الصوت جيداً أغمض عينيه بقوة متمنيا ان ينتهي الجحيم سريعاً

الشبيهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن