كان بينغ الذي تجاوز عقده الثامن لايزال يتمتع بقوته ونشاطه لم يعيقه العمر عن تربية الدجاج في مزرعته البسيطة مع حفيدته الذي يشرف على تربيتها بعد موت اهلها منذ ١٣ عشر عاما ،كانت صغيرة جدا حين فارق والداها الحياة ولم تجد أي أحد يأويها في هذه القرية لسببٍ كان يجهله هذا العجوز فتعهد هو بالعناية بها رغم أنه لم يربي أي طفل في حياته حتى أبنه الذي من صلبه لا يتذكر مرة إنه سهر على تربيته كانت هذه مهمتة زوجته ولإنه لم يرزق غيره لم تكن العناية به متعبه بالنسبة لها ، أما الآن لم يبقى لديه أحد لقد رحلت زوجته ورحل إبنه تاركين له حفيده الذي يحبه كثيراً ، غريبً هذا العجوز لقد رأى كثيرا وفارق كثيرا ولا زال صامدا كأنه لم يخسر أحدا في حياته ، ربما بقاء حفيده بجانبه هو مايعزيه في ليالي وحشته اليهم ، لكنه رغم ذلك تكفل بها مع حفيده عاشا ثلاثتهم معا في هذه المزرعة على بيع البيض كان الدجاج الذي يربونه يدر لهم بيضا وفيرا إذ أن الجميع كان يقصدهم لشراء البيض ، صاحت تايلور على جدها بقلق بأن هناك خطبا ما في الدجاجات كان شكلهن يوحي بالخمول .خمن الجد وهو يفحص الدجاجات بأن العلف الذي اشتراه من صاحب المستودع مغشوش أو به بعض السموم ، كان قد عزم على الذهاب اليه ومحاسبته على هذا فأن أستمر في بيعهم علف مغشوش سيؤدي ذلك الى خسارة كبيرة في الدجاج لكنه تمالك نفسه لإنه يدين له بالمال وقد أشترى منه بعض اطنان العلف دون ان يدفع له ولايريد ان يفتح عليه سيل من المشاكل حالياً ، عليه ان يجد تاجر آخر يتعامل معه ، منع حفيدته من إطعام الدجاج من هذا العلف حتى يجد لهن علف افضل ، ثم ذهب إلى منزله يتفقد حفيده الذي كان غائبٍ عن الوعي منذ ايام عديدة رغم كل معالجته لازال غائبا عن الوعي وليس هناك أي وسيلة لنقله إلى المستشفى فقد قطع الجسر الذي يمهد العبور إلى البلدة المجاورة وهو في حالة تصليح تنهد وجلس قرب حفيده يمسد على شعره ويتحسر على شبابه الذي مضى في أشياء كان يعرف أنها ليست له ، نزع ضماده وغيرها بواحدة جديدة كان الجرح لازال غائر ولايبدو عليه إنه قد امتثل للشفاء ،كانت رؤية حفيده بهذا الشكل قد أعادت له ذكريات اليمة هو ليس مستعدً لخسارة آخر فردٍ من عائلته عاد بذكرياته إلى الأيام الذي قضاها مع زوجته وابنه كانت ايام جميلة رغم قلتها ، ولو أن الزمن سيعود ماكان ليترك لحظة واحدة تمر دون ان يكون معهما لكن هذا لن يحدث هو فقط يواسي نفسه بهذه الكلمات عله ينسى ذنبه الذي يرافقه طوال حياته . تنهد مرة آخرى وخرج من الغرفة كان عليه ان يبحث عن مصدر طعام جديد لدجاجه
دلف بعض الشبان المتنمرين مستغلين غياب الجد بينغ ليسخرو من حفيده الذي لطالما بدى لهم اضحوكة وهو يخبرهم عن احلامه وإنه سيكون نجما سينمائيا لامعا وسيركضون خلفه لنيل صورة فوتوغرافية أو توقيع منه لكنهم كانوا يضحكون على احلامه البلهاء فما من احد في هذه القرية الشبه نائية فكر في ان يحقق شيء من احلامه وما كانوا يصدقون بالأحلام هم يظنونهنا ماهي إلا خرافة يتبعها الأغبياء كان كل هدفهم أن يمضي يومهم دون مشاكل ودون جوع أو عطش ، كان ناتان هو الوحيد الذي ولد بهذا الحلم وطوره في صغره لم يدخل كلية فنون ولم يدرس الأدب ببساطة ولد وهو ذا موهبة للتمثيل ، لم يفكر قط إن هذا الدرب سيكون شاقا عندما سافر إلى هوليود ظن بسذاجة أن بمجرد السفر إلى هناك سوف يحقق حلمه لكن تلك المدينة ايقضته من وهمه إذ ان هناك الآلف من الممثلين الذين انتهى بهم المطاف بالفشل والعودة الى ديارهم أن هوليود هي الأمتحان الأصعب على الأطلاق عليك ان تعمل على نفسك بجهد حتى تحصل على مرادك وذلك ليس بالأمر السهل قليلا هم من حالفهم الحظ ،مع ذلك ظل ناتان متمسك بحلمه وإنه قادر على تحقيقه رغم قساوة الحياة معه . دنى الشباب من منه محاولين إيقاظه وهم يسخرون منه بأنه ربما حصل على مايسميه دور رأيسي في احلامه ويرفض الأستيقاظ منه وخلال تحلقهم نحوه حرك اطراف اصابعه علامة على استيقاظه كان يشعر بألم بكل جسده لم يستطع تحديد مكان الألم الحقيقي فكل شيء في جسده بدا مهشم وممزق حتى رأسه كان الصداع يكاد يشطر إلى نصفين فتح عينيه لكنه لم يرى إلا عدة اشباح تتحلق به لم يميز أحدا فيهم كان كل شيء يبدو كضباب في عينيه بعد لحظات أحس بأحدهم وهو لكزه على كتفه وهو يقول
أنت تقرأ
الشبيهان
Acciónملخص الرواية ناتان شاب يطمح أن يكون ممثل ناجح في هوليود لكن الحظ لم يقف معه إذ ان كل محاولاته تبوء بالفشل في الحصول على دور رأيسي حتى استيقظ ذات صباح ووجد نفسه محاصر بسبب ديونه الذي تراكمت عليه فيحالفه الحظ للمرة الأولى في حياته ويحصل على دور رأي...