#نقطـة_ضعف
الجزء الثاني
الحلقة 18 "الأخيرة"
الديب ابتسم : باهي خلاص ارقدي
رقدت نور ع قلبه وقالت : تصبح ع خير
وبعد ثواني كانت غافية ، وهو كذلك !
تاني يوم الصبح ، ع طاولة فطور العيلة :
رجب : وينهم قاعدين ماجوش الساعة 10 !
زينب : خليهم ما تقلقهمش اكيد ساهرين
طلعت فادية من دارها وهي تتكسل وقالت : صباح الخير
امها شافتلها : صباح النور ، نوضي خوك وتعالى كان بتفطرو !
فادية : باه
اما عند الديب يلي حس بقبلة لطيفة ع خده ، فتح عيونه بنعاس وشاف لنور يلي كانت مقعمزه جنبه ع حافة السرير وهي لابسة روب الدوش ،وشعرها مبلول ووجهها نايـر
الديب : هذا الصبح يلي يفتح النفس
نور حطت ايدها ع شعرها ومسحت عليه وقالت : نوض حبيبي ياسرك من النوم الساعة 10 !
الديب شافلها بحب وقال : حتى بـ متع الدوش حلوه الزفف
نور ابتسمت : تحشم ع وجهك ونوض دوش وخلي نبدلو ونمشو اكيد اماليك يراجو فينا
الديب جبدها من ايدها بقوه وطيحها عليه وهي تضحك وتقوله : كيف مدوشه ووه عليا تعالولي
باسها الديب من رقبتها وشافلها وقال : ربي يحبك يلي ايدي معلقة ولا كنهادا شن يخلصك مني
نور ابتسمت وقالت : نوض هيا متعطلناش
الديب : من حلاوتك خاطري ناكلك
ابتسمت نور وقالت : ويبدو يحكو للصغار في قصة نور والديب بدل من ليلى والديب !
الديب وهو يشبح لعيونها : ح تكون قصة مش للصغار !
نور ضرباته كف بلطف وباست ايدها وقالت : نوض بلا سخافة
الديب : باه اعطيني وحدة
نور : اممم يمين ولا يسار ؟
الديب : خير الأمور اوسطها !
نور ضحكت : هههههه يا قليل الأدب
وقربت باساته وشافتله : خلاص هي نوض
الديب عقد حواجبه وقال : مخاطريش
نور رفعت حواجبها وقالت : حُســام !!
الديب : قاعد مشبعتش منك
نور : واماليك ؟
الديب : مستاحشهم حتى هما لكن انتِ وأمي اكتر زوز
نور : باهي ع خاطر امك هيا انوضو اكيد تراجي فينا
الديب ناض وقال : صح كلامك
نور ناضت كذلك وقعمزت ع السرير وقالت : نحددلك حوايجك
ووقف الديب وخش للدوش اما نور بدلت حوايجها وحددتله ملابسه ولبسهم ومشو
اما عند صادق يلي خشله سالم في المكتب متاعه ووقاله بخوف : لقينا المزرعة وفتشناها ، مالقيناشي !
الصادق وقف بغضب وقال بعصبية : كيف مالقيتوشي ؟ دوروه اخلقوه نبي راسه نابت مقطوع نبي راسه اني !
سالم شافله تواني وقال بتردد : قريبي يخدم في البوابة الليبية امتع تونس قالي طلع اليومين يلي فاتو ، يعني مافيش فايدة من التدوير عليه
اتجه صادق لسالم بخطوات بطيئة وقال بغضب مكبوت : شنوو ؟؟
سالم نزل راسه بطاعة فوقف جنبه صادق وقال بهدوء وغضب : انت مفصـول !
شافله سالم وقاله بترجي : لا بالله عليك ما تفصليش والله العظيم درت جهدي
عيط عليه صادق بإنفعال وقال : مافيش مهمة عطيتهالك ونفذتها كاملة ، قتلك عقملي مرته ماقدرتش ، قتلك احرقلي حوشه واخطف عيلته ما قدرتش ، قتلك دورلي عليه وجيبهولي ماقدرتش ، انت انسان فاشل ومغفل وما ينعباش عليك واني الغبي يلي موظف حمار عندي ، انت مفروض يحطوك مع العمال تملعق وتنظف ما تندارش ايد يمين لـ اي حـد !
شافله سالم بإنكسار ونزل راسه بضعف من كلام صادق الجارح وقاله : حاولت ودرت جهدي ، ربي حاميه شن بنعارض قوة ربي ؟
ابتعد عليه صادق واتجه للروشن ووقف عليه وقال : بنشوف حد تاني يجيبهولي من قرنه حتى لو كان في الهند مش في تونس !
سالم شافله بترجي وقال : اسف استاذ صادق ، اعطيني اخر فرصة اني نحاول نبعتلك جماعة لـ تونس ونجيبهولك في كيسة
ولع صادق طرف دخان وقال ببرود وهو يتفرج ع الروشن الكبير : لا ! ، اقلب وجهك من هني معاش نبي نشوف خليقتك ، والمهمات يلي فشلت فيهم كلهم مش ح تاخد عليهم ولا قرش !
فتح سالم عيونه وحني حواجبه بترجي وقال : والله العظيم درت جهدي حرام عليك عندي عيلة وصغار شن بنوكـ..
وقطع عليه صادق لما رفع ايده وقال : اطلع برا
سالم بترجي : بعد هالسنين تلزني وتاخد مني خدمتي بـ هالسهولة
عيط صادق وقال للشباب الواقفين قدام الباب : طلعوه من عليا
خشو زوز شباب وطلعو سالم وهو يترجا فيهم وفي الصادق ، طلعو بيه من المبنى وحذفوه قدام الباب لدرجة انه طاح ع الارض
وقف بعد ثواني وهو ينفض في حوايجه وعيونه يلمعو من كتر القهر والكسر وهو يتفرج ع المبنى الفخم يلي انفصل منه ، ولما سمع رنة هاتفه طلعه من جيبه ورد ع بنته الصغيرة يلي تبلغ 6 سنوات وقال : الو
بنته ببراءة : بابا انت وين
سالم بحنية : اني في الخدمة بنتي ، خيرك شن فيه ؟
بنته : هي يا بابا امتى بتروح باش نطلعو ونشرو حاجات المدرسة
سكت سالم لثواني وقال : حاضر حبيبتي نكمل خدمة ونجيك
بنته : مع السلامة
وسكرت الخط ، رد سالم هاتفه المتواضع في جيبه ومسح الدمعة يلي قريب نزلت من عينه ومشي في حال سبيله ..
اما عند حوش اهل الديب يلي كان الباب يشرين وفتحاته فادية وقالت : يا اهلين
نور خشت وسلمت : اهلين بيك ، كيف حالكم اليوم ؟
فادية : الحمدالله كيف حالكم انتم
نور : تمام
فادية : هاتيه ايهوم من عليك والله استاحشته
وخدت ايهم من احضان امه وخش بعدها الديب وسلم عليهم وقعمز بينهم ع الصالون
شافله بوه وقال : كلمني بكري عمك خليل وقالي ان اسمك متصدر منظومات المطار ويدورو عليك
نور زالت ابتسامتها وشافت للديب يلي قال : من قال مزال موليلهم اني !العشية بنمشي للمكتب وبنحجز ع تركيا والي يبينا يجينا غادي
امه : ايه احسن شي هذا يا وليدي ، معاش تقبل تالاها افريقيا بكل
الديب : هذا يلي بيصير
ومر الوقت ، وغربت الشمي ، في حوش صادق يلي كيف خش واتجه لغرفة نومه مع سوسن " مرته التانية "
لقاها مقعمزة ع الزيانة وهي تنحي في خراصاتها من وذانها
شافلها صادق ببرود واتجه لمكتبته وفتح القجر وقاللها : وين كنتي ؟
سوسن ابتسمت : في حوش اماليا
صادق لف وفي ايده ملف وهو يفتح فيه وقال : وشن المناسبة ؟
سوسن تلفتتله ووقفت وقالت بسعادة : أنـي حامل !
شافلها صادق ثواني وهو مصدوم ومش مصدق ، تزوج ما يقارب ستة بنات غير هانية حتى يحملو ، ومافيش وحدة فيهم حققتله هالمطلب ، الا سوسن المراهقة يلي ما طقتش الـ 20 عام !
صادق بصدمة : شنو
سندس هزت راسها بموافقة وقالت : زي ما سمعت ، اني حامل ليا شهر !
صادق قرب منها وقال : ككيف امتى الدكتور قال العلاج يبي شهرين ع الاقل حتى يعطي نتيجة
سوسن : مش مصدق دقيقة نطلعلك ورقة التحاليل
قعمز صادق ع السرير بسعادة كبيرة وشافلها وقال : واخيراً حد ح يحمل اسمي !
نرجعو للديب يلي كيف روح لشقه اهله هو وحسن وخشو
الديب خش للصالة فـ لقي فادية وامه ونور وقال : السلام عليكم
فـ ردو عليه السلام وجي وقعمز في الكنبة الفردية جنب نور يلي شافتله وقالت : شن صار حصلت حجز ؟
الديب : ايه حصلت ، بعد 10 ايام
نور انتكست ملامحها وقالت : هلبا 10 ايام
الديب : شن بنديرو زحمة الخطوط
نور تنهدت وقالت : يلا وخلاص
الديب شافلها وقال بصوت واطي وبينما فادية وامهت يتناقرو كالعادة : هي كان بتنوضي
نور عقدت حواجبها : حبيبي عيب امك حسبتنا ع العشي
الديب : عازمك ع مطعم
نور ابتسمت وقالت : باهي خلاص شوية وانوضو
وقف الديب وقال : هي احني نستأذنوكم
امه بإستغراب : اللطف ياوليدي مزال بكري اقعدو تعشو ع الاقل
الديب : لالا والله هذاكا هو الوقت عندي ما ندير
امه بترجي : والله ماشبعت منك
الديب : كل يوم ح نجو ونسهرو عندكم لن تلزينا
امه : ايه نعرفه جيانك تقولي حاط الثلج ع ظهرك
شاف الديب لنور يلي قاعدة مقعمزة وقاللها : هي نوضي
ناضت نور وسلمو ع العيلة وطلعو ، ومجرد ما تسكر الباب تلفتت فادية لـ امها رقالتلها : معاش تضغطي عليه الراجل خليه براحته مستاحش مرته وولده !
امها بإنزعاج : وشني اني امه مش مستاحشني زعما
اما عند صادق يلي كان في مكتبه الفخم ، فاتح لاب توبه واوراقه حايسة جنبه ، ومقعمز ع الكرسي الجلدي الدوار ولابس نظاراته ويشوف في الأوراق والحسابات امتاعه
شاف الدخان طالع من تحت بابه يلي يفتح ع ممر في دار النوم امتاعه مع هانية
عقد حواجبه وهو يسمع في العياط ، وقف بخوف واتجه للباب فـ حس بالمقبض الباب سخون ، وما ان افتح الباب حتى انبكت في وجهه شعلة النار ، وخر بخوف وهو يشوف في النار تلحق في بعضها في السجادة متاعه ، ومن السجادة ركبت للستارات وحتى ورق الحائط والمكتبة والأوراق ، ووخر بخوف وهو يكح من كثرة الدخان ، فتح الروشن بصعوبة بسبب ضغط الهواء ، ومحرد ما فتحه زاد لهب النار ، وازدادت سرعة شعلانها في لمكتب كله ، يأس صادق من كثر الكح والنار الحامية يلي حس بيها بدت تقترب منه وح تاكله وهو حي ، واغمي عليه اختناقاً من الدخان
وبينما كان هو مغمى عليه في المكتب ، كانت هانية وسوسن والخدامة يبكو ويتعاطو قدام الفيلا الفخمة وهما يشوفو فيها تحترق ، وبسرعة ما طلعو الجيران وبدو يطفو فيها لكن بعد فوات الأوان ..
سوسن تبكي بـ بجامتها وهي شادة بطنها يلي حاملة ولده ، وهانية مصدومة من النهاية المهينة ليه ، والخدامه تعيط وهي مش مصدقة وخايفة ع سيد الحوش ، والجيران يهدو فيهم !
كان الكل شاهد ع وفاة صادق بالطريقة المؤلمة ، حتى سالم يلي كان واقف فوق سطح وحدة الفيلا الفاضية والمهجورة ويلي ما تمش صاحبها بنائها ، حذف بيدون البنزين من ايده وقال وهو يكلم في روحه : انت يلي جبرتني انه نتصرف هكي ، خليتني نحرقك زي ما حرقت قلبي ومستقبل صغاري وكرامتي قدام الكُل !
من قال ! صادق يموت ع ايد مساعده وايده اليمين ..
دائماً ما الضغط يولد انفجار ، وهذا يلي صار مع سالم !
تاني يوم الصبح ،كان الديب متكي في سريره ونور راقده نوم عميق جنبه ، شافلها ورجع شاف التلفزيون يلي كان ع احدى القنوات الليبية ويلي كانت عالنة خبـر احتراق منزل الصادق يلي مات فيه !
تفرج ع الخبر وهو مش مصدق ، ضميره منعه ان يفرح بالرغم ان صادق كان يتمنى الموت للديب او عيلته بأي طريقة !
تحركت نور فـ رجع شافلها وقال : نور حبيبي
نور وهي مغمضة عيونها بنعاس : هاا
الديب : نـوضي
نور تكسلت وثاوبت وقالت : الساعة كم ؟
الديب : حداش ونص
قعمزت نور وحكت وجهها حتى تطرد النعاس وشافت للتلفزيون وانصدمت لما قرت الخبر مع فيديو للمصور وهو يتنقل في المنزل المحترق كله ومغطيه السواد عقدت حواجبها وشافت للديب وقالتله : هذا صادق نفسه يلي حكيتلي عليه امبارح ؟
الديب هز راسه بـ ايه
نور رجعت شافت للتلفزيون وقالت بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله ، الله يرحمه
الديب شافلها وقال : مفتعله واضحة
نور شافتله بدورها وقالت : كيف عرفت ؟
الديب رجع شاف للتلفزيون : مدامهم ذكرو انه سبب الحريق التماس كهربائي معناها يبو يغطو ع صاحب العملة ، واضح
نور : لالا ما انضنش
الديب تنهد وقال : ربي عاقبه ع الي داره في الناس ، حرقه زي ما حرقلي قلبي وباعدني عليكم !
نور شافتله بإشفاق وقربت باساته من خده ومسحت ع كتفه العاري بحنيه وقالت : المهم انك معانا توا ، ومعاش فيه اي حد يقدر يفرقنا !
الديب شافلها وابتسم بلطف وقال : الحمدالله ، بدلي حوايجك خلي ننزلو نلحقو ع البوفي
نور : اوك ثواني ونكون واتيه
وفعلاً خلال تواني كانت جاهزة ونزلو وهما يهدرزو وجوهم جميل ، فطرو وبعد ما كملو فطورهم اتجهو للبحر يلي كان يطل عليه هوتيلهم وايهم في حظن امه
قعمزو ع الرملة ، وبسبب الجو البارد كانت المصيف شبه فاضي
بعد ما قعمزت نور شافتله وقالت : شن يفكر فيك الجو هذا ؟
الديب شافلها وابتسم وقال : الخمس ، المقعد الخشبي بجنب مطعم الأثار !
نور رجعت شافت القدام للبحر الهايج وقالت : كان البحر هايج زي اليوم
الديب : ودرتيلي فيها دراما وبكي وجو
نور ضحكت لما تفكرت الموقف : خفت !
الديب : من ؟
نور : منك
الديب شافلها وقال بإستغراب : علاش شن قالولك نخطف في البنات ولا شنو ؟
نور : خفت نرفضك واضرني
ابتسم الديب ع تفكيرها وقالت هي بعتاب : تي انت يومين ما بيتش نوافق نشوفك فيهم خنبت حاوية الحليب المدعوم يلي بابا فرحان بيها ، وقعدت اضايق فينا بسياراتك وما ارتحتش لن وافقت ان نشوفك !
الديب ابتسم : وهـاك مرتي توا وام ولدي !
نور جبدت ولدها يلي مرد وتباعد ع حضنها وشافتله وقالت : باهي والله عاد بعد الاصرار والالحاح هذاكا كله تطلع تجري بيا !
الديب شافلها وقال : مافيش راجل يجري بـ بنت ، يلي يجري بالبنات يكونو يا إما البنات خفاف هلبا ، يا إما هو فرخ !
نور بثقة : وطبعاً اني مش خفيفة وانت مش فرخ
الديب رجع شاف للبحر : عليك نور
نور وهي تنحي في الرملة من يدين ايهم يلي خاطره ياكلها وتقوله : لأ هومي اححا ستوب !
الديب شافله : خليه ياكل الولد جعان
نور شافت للديب وقالت وهي تضحك : مصحك تعرف تقولي لاقيه في الشارع
الديب : اي حد تهتمي بيه اكتر مني منحباش
نور عقدت حواجبها وقالت : معقولة ما تحبش ولدك ؟ لحظة لحظة ! حسام تغار من ولدك ؟
الديب سكت ثواني وقال : لا منغارش
نور باست خد ولدها فـ شافلها الديب وقال : باهي خلاص
نور ابتسمت : والله الا تغار منه
الديب بجدية : قلنا لا
نور : باه صدقتك
وطبست باست ولدها مرة ثانية وقالت : محلا وليدي
الديب شافلها بجدية : حتى ني نبي زوز لما نركبو للغرفة بعدين
نور : اعترف انك تغار منه
الديب : قتلك لا
نور لعدم مبالاة : اوك
نزلت وباساته للمرة التالتة فـ شافلها بجدية وقال : ايه نغار منه
ضحكت نور وقالت : انت حبيبي الأول والأخير مفروض ماتغار من حد
وفات اليوم عليهم حلـو ، ومرو التسعة ايام حلوة وسريعة عليهم ، لن صبح هداكا اليوم
طلعت نور من حمام الهوتيل وهي تربط في خيوط روبها الحرايري شافت للديب يلي كان يمشط في شعره قدام الزيانة ، شافتله نور وقالت : طالع ؟
الديب : ايه
نور اتجهت للدولاب المدفون في الحيط وهي اطلع في حوايجها وقالت : وين ؟
الديب : لحدود ، البسي باش نحطك في حوش اماليا مابين نمشي ونجي ناخدك نطلعو ناخدو شن ناقص !
نور عقدت حواجبها وقالت : الحدود ؟ بجديات حسام من عقلك تدوي ؟ شن عندك فيهم ؟
الديب حط المشط وشافلها : عندي اوراق ومفاتيح وحاجات مهمة لازم نمشي
نور حطت حوايجها ع السرير وقالت بإنزعاج : مش وقتها الحق المشية
الديب : خلاص نور ما تنقيش
نور اتجهتله وحضناته من الخلف وسندت راسها ع ظهرها وقالت : خايفة عليك مش قصدي انق
الديب تنهد وفكلها يديها المربوطات ع بطنه وتلفت وشافلها وقال بمسايرة : امتى بتقتنعي انه يلي كاتبه ربي ح يصير ؟
نور : لما انت تحط عقلك في راسك وتسمع كلامي
قرب الديب وباسها من خدها وقاللها بحنية : مش معطٰل بناخد الوراق وجايك
نور : غدوا سفرتنا لتركيا ، ما تتأخرش !
الديب : انشالله
بدلت نور حوايجها وطلعو وحطهم في الشقة ، ركب وسلم ع امه وهو واقف ونور واقفة جنبه وهي حاملة ايهم يلي يجبدلها في سنسلتها ويبي يقطعها
الديب قال لأمه : المهم مانيش معطل شوي وجاي !
امه : باهي سلامتك وليدي ربي يحفظك
الديب وجي بيطلع وقال : هي السلام عليكم
واستوقفه ولده لما قال لـ اول مرة في حياته : بابا
شافله الديب وتفاجأ ونور انصدمت وابتسمت وقالت للديب : قال بابا !
رجعلها الديب وباسه بقوه من خده وقال : يا قلب بابا
فادية المقعمزك ع الصالون : نبي زردة عليها الكلمة هذه !
نور شافت لفادية وابتسمت ورجعت للديب وقالت : جيب كيكات وانت جاي
الديب : انشالله
شد ايهم الديب من صوابعه الزوز بقوه ، ف باس الديب ايده وقاله : اطلقني بابا
فكت نور يد ايهم من صوابع بوه فـ ناض يبكي ويعيط وقالت وهي مبتسمة : مايبيكش تمشي
الديب : كان مش موضوع ضروري راني قعدت ، المهم تأخرت ع الراجل اني ! مع السلامة
وطلع الديب من الشقة وسكر الباب
خشت نور وقعمزت ع الصالون ، وبسرعان ما وصل الديب ، درس بين الحدود الليبية والتونسية ونزل لما شاف صاحبه يلي حامل السلاح ومداير مشكلة مع جماعة البوابة الليبية بالسلاحات وصوت عياط وسبان ، عقد حواجبه الديب واتجه بخطوات مسرعة للبوابة خوفاً ع صاحبه !
وما ان اقترب حتى سمع صوت رصاص وحس بالرصاصة يلي اخترقت بطنه ، وما شاف بطنه حتى حس بثانيه خشت لـ ايده المعلقة في كتفه ، وتالته في رجله !
لـ طالما استقبل الرصاص بصدره ، لكن هذه مرته الأولى يلي يتلقاه بالعشوائية هذه ، مرته الأولى يلي ينصاب بالخونة !
شاف لصاحبه يلي حامل السلاح بخيبة امل
وطاح الديب ع طول ، وطلعوله يجرو الشرطى يلي في البوابة التونسية حتى يسعفوه ، اما عند نور يلي كانت تصلي في الظهر ، سلمت وتلفتت لـ ام حسام يلي قالتلها : اتصلي بـ حسام شوفيه وينه عطل ؟!
نور وقفت وهي اطبق في السجادة وقالت : حاضر
حطت السجادة ع ايد الصالون وشدت هاتفها واتصلت بيه ولكن بدون رد
نزلت هاتفها من ع وذنها بخيبة امل وقالت : ما يردش
امه بخوف : عاوديله بالك صارتله حاجة !
نور : بعيد السو ، اكيد لاهي مع صاحبه ويهدرز ، ومرات مخلي هاتفه في السيارة ونازل
امه نلضت من ع الصالون وقالت : ربك يستر ، وماهي الا نص ساعه ورن هاتف نور وكان حسام ، ردت نور وقالت : الو !
ولد : السلام عليكم
نور عقدت حواجبها بإستغراب وقلق وقالت : وعليكم السلام ؟
الولد : اختي اسف لكن بنقواك هذا هاتف شخص متصاوب عندنا ولقينا رقمك اخر رقم متصل بـيه قلت نجي نبلغك
نور فتحت عيونها بدهشة وخوف : متصااوب ؟ كيف وين امتى اما مصحة انتم ؟!
الولد : احني في "..."
سكرت نور الخط وفي خلال ربع ساعة كانو في المصحة
طلع الدكتور من الحجرة وملامحه واضح عليها الحزن وقال : حـاولنا لكن للأسف ! عظم الله اجركم
شافت نور للدكتور ثواني بذهول وهي مش مصدقة يلي سمعاته ، طاحت امه ع طولها وفادية تحاول تنوضها وهي تبكي بشهقة وحرارة ، اما نـور وخرت خطوات ببطىء وقالت للدكتور : كذاب حسام قاعد عايش !
الدكتور شافلها بشفقة ومشي ع حاله اما الممرضة قعدت معاهم !
نور اتجهت بإندفاع للغرفة تبي تخشلها وقالت وهي مش مستوعبه : نحي شوفي اني بنخشله ح ينوض !
شدتها الممرضة من ايدها وقالت : ممنوع تخشي للمتوفي !
وعيطت علي وجهها نور وقالت وعيونها يلمعو : نحي من عليا بنخش نشوفه معاش تقولي ميت هو قاعد عايش
حاولت نور تفك ايدها وتخش لكن الممرضة جبدتها بقوه ومنعتها ، ف انهارت نور وبدت تبكي وتقوللها : نحي ايدك خليني بنخش لـ راجلي انتو تكذبو عليا مستحيل حسام مات وخلاني هو قالي مش معطل شوي وجايك
جت الممرضة التانية وحاولو يهدولها ويمنعوها ونور تبي تخش وتعيط ودموعها يجرو ع خدها وتقول بصوت عالي وهي تبكي بحرقة : مستحيل نخليكم تاخدوه حبيبي مافيه شي هو ديمة يتصاوب ويصح حسام ماماتش معاش تقولو حسام مات خلاص اسكتو غر خلوني نخشله وح ينوض صدقوني نحو من عليا بس خلوني نشوفه !
وخروها الزوز ع الكرسي وقعمزوها ف ناضت تبكي هي بحرقة وتقول : مستحيييل اني مش مصدقة مستحيل راهو ، ياربي خود كل شي وخليلي حسام مانبي شي في هـ الدنيا غير حسام ياربي ما تحرمنيش منه !
شافت للممرضة يلي واقفة جنبها وهي تواسي فيها وتمسح ع كتفها وقالت بترجي وهي تبكي : خلوني نشوفه بالله عليك دخليني !
وبعد الحاح واصرار منها ، دخلتها للغرفة ، خشت نور وهي مصدومة ومش مصدقة ، هذيكا الجثة الهامدة الممدودة والي مغطية باللحاف الأبيض هي جسم حسام ، زوجها وحبيبها وشريك حياتها !
اتجهت للسرير ونحت اللحاف ع وجه بصدمه ولما شافت وجهه المصفر ، عيونه المغمضة بسلام ايقنت انه فعلاً ربي خذي امانته
من الصدمه قعمزت ع ركابها وهي شادة راسه وتبكي وتقول بحرقة : خليتني بروحي في هالدنيا ، لمني خليتني من بعدك ، اني حياتي من غيرك سوودة ، ارجعلي حسام افتح عيونك قول انه عايش ، غدوا بنرجعو من وين ما جينا ، حبيبي افتح عيونك اني نور يلي درت الحرب ع شانها ، اني يلي بكيت ع خاطرها ودمعوك بلو رقبتي وكتافي ، افتحلي عيونك حبيبي بالله عليك قول انهم يكذبو قول انك عايش بالله عليك راهو ناار راكبه في قلبي .." قداش ما حسيت الدنيا تافهة لحظتها، قبلها بساعتين كان واقف جنبي ويوعد فيا انه مش ح يعطل عليا ، هه ! كنا مبرمجين ان ع اساس ح يجيب كيكات مناسبة ان ايهم اول مرة يقول بابا ! "
تلفتو الطلاب لـ ايهم يلي كان مقعمز في المقاعد الخلفية من مقاعد المسرح المليان وكان يشبح لـ امه بعيون دامعة ونظرات فخر بـيها !
اشاحت نور بعيونها ع ولدها وهي مبتسمة بألم وقالت : سبعة شهور ! سبعة شهور واني نتمنى في الموت ، كانت الموت ارحملي من غيره ، الدنيا من غيره سودة باهتة من غير الوان ، ولدي كبر وبدي يمشي ويتكلم وهو ما يعرفش بوه للأسف ، يوم حلمت بـ حسام مبتسم ولابس ابيض وملامح الراحة باينة في وجهه نضت تاني يوم واني مقررة ان نسد مكانه ، ان نكون المرأة والرجل في الحوش وفي حياة ايهم ، رجعت لـ خدمتي ، غيرت لون حوايجي يلي كان اسود وبني غامق بس ورجعت للألوان الفاتحة يلي كان حسام يحبهم عليا ، تدريجياً نجحت في مجالي وقدرت نفتتح مصحة والحمدالله نجحت وقريباً ح يكون ليها فروع ، وبعدها افتحت جمعية يلي اغلبكم مشاركين فيها في الصيف ، وحالياً نشتغل ع روضة لـ ذوي الإحتياجات الخاصة ، مرت 12 العام ع وفاته ، عبيت وقتي وحياتي ، الحياة ما وقفتش بعد وفاة زوجي ، ومش ح توقف ، لازم نستمر ونوقف اني ع رجليا من جديد ، مش عيب وضعف ان ننتكست بس العيب والضعف انه نقعد منتكسة! "
صفقو الطلاب والمعلمات بحرارة لـ نور يلي كانت تعطي في محاضرات تنمية بشرية وتوعية لطلاب المدارس والثانويات من الحين لـ اخر ، ولت نور شخصية هادفة ومؤثرة وناجحة جداً في المجتمع ، ولت اصلب من قبل ، اكتسب حنية الأم وقـوة الأب ، وزي ما كانت هي فقط نقطة ضعف الديب ، اصبح ولدها نقطـة ضعفها !
تزوجت فادية علي وجابت منه زوز ولاد اكبرهم سماته حُسام ، اما حسن فـ هو خاطب حالياً ، الحاج رجب توفى سنتين يلي فاتو ، وماقعد فب الحوش الا زينب وولدها .
النهاية ..الرواية واقعية لـ ذلك ما قدرتش نغير من نهايتها ، شدتني القصة يلي صايرة في احدى المناطـق الجبلية يلي كانت فعلاً عايش فيها شخص زي الديـب ، كان يحب امه ويحاول يوقف معاها ضـد بوه الجشع بأي طريقة ، واغرم بـ بنت وما ارتاحش لـن تزوجها !
لكن للأسف ، انه مات بالـخونه ، بالرغم انه كان فيه شخص يحاول يقتله لكن ما قتلاش هو، قتله صاحبه !
وكذلك عدوه مات ع ايد صاحبه !
انشالله عرفتو ان الطعنة تجيك احياناً من ناس ابداً مش متوقع منهم ، زي ما يقولك " احذر من عدوك مرة ، ومن صديقك الف مـرة "
وفي الختام انشالله استمتعو وقضيتو وقت مسلي وحلو وتعلمتو انه يلي يحبك فعلاً ح يحارب الدنيا كلها ع خاطرك ، ويلي يتحجج بالنصيب ، هذا مجرد جبان !
واسفة لو فيه اي خطأ املائي او تقصير ، واهو عوضتكم ع التأخير بحلقة طويلة هلبا ، وحابة نشكر الناس يلي وقت نشوف تعليقاتها نبتسم ونخش لـ المذكرات حتى نكمل ونواصل كتيبة بكل رغبة وشغف ، ناس من كثر تفاعهم بديت ندور في تعليقاتهم بين التعليقات زي سهير ، وروفان ، ميمي علي توأمتي طبعاً 😍 ، وعبير الحُب 💋 ، فرحة ، حنين ، يقين، وعد ، مآب وغيرهم
وحتى الناس يلي كانت متفاعلة جداً في الجزء الأول قاعدة متذكرتهم زي مهيـمن ❤️ ، وام ايهم ، ولينا وغيرهم هلبا طبعاً
ونتلاقو في رواية جديدة ، مع قصة جديدة وابطال جدد ❤️
أنت تقرأ
نقطة ضعف
General Fictionمنقوله للكاتبه: meme Ali فكاد صوتُه ان يَغلِبُ قلبي فنظرتُ الى عينيهِ فغُلبتُ كلي♥️.