١١- الحظ!

32 4 0
                                    



في تلك القاعة غير المألوفة له، وجد روكاي صعوبةً في التحكم بانفعالاته.. أن يرى شخصاً لطالما وثق به.. شخصٌ لم يتردد في طعنه في ظهره..... عندما يراه أمامه، فهو يجد عسراً في منع نفسه من الانقضاض عليه والانتقام لكل ما جرى له.. ورغم قيوده، فإن نفسه قد ساورته بالفعل في تجاهل كل الحرس المحيطين به والاندفاع نحو آردوس غير آبهٍ لما سيجري له بعدها..

قطع آردوس الصمت قائلاً بابتسامةٍ مشفقة "يبدو أن صدمتك بما جرى، أو برؤيتي الآن، قد أذهلتك عن أي قول.. ما الذي جرى لك يا صاحبي في الأسابيع الماضية؟.."

ارتجف صوت روكاي رغماً عنه وهو يقول بغضبٍ عارم "ما الذي جرى لي؟.. أوتجرؤ على إدّعاء اهتمامك بحالي بعد أن خنتني وخدعتني بكل صفاقة؟.."

قال آردوس "لا تبالغ.. أعلم أنك غاضبٌ لما جرى.. لكني كنت صادقاً في محاولاتي إنقاذك قبل أن تفرّ بكل حماقة.."

ارتفع صوت روكاي بثورة "كنتَ صادقاً؟.. أهذا هو عذرك الوحيد لما ارتكبته؟.. لن أسألك لمَ قتلت ساب، ولن أسألك ما دوافعك.. لكن لمَ أنا؟.. لمَ وضعتني في ذلك الموقف دون أن تحاول تبرئتي؟.."

هز آردوس كتفيه مجيباً "للأسف، كانت تلك الوسيلة الوحيدة لكسب بعض الوقت حتى يهدأ غضب الملك وأضمن أنه لن يتصرف بلا تعقل بعد موت ابنه الأصغر.. أما أنت، فرغم أني أحمل لك مودّةً عميقة، لكن الحظ هو من وضعك أمامي...."

صاح روكاي "كاذب....."

تجاهل آردوس صياحه مضيفاً "بسبب تلك الرؤيا، بدا لي الملك مقتنعاً بأنك قد ترتكب مثل تلك الجريمة، لذا ارتأيت أن يبقى على اقتناعه ذاك.. ولكني ما كنتُ لأتركك حتى تصل للمقصلة.. كنت سأتدخل بكل الصور حتى أنقذ حياتك.. فلا تكرهني لكل ما جرى لك فأنت بهربك قد اخترت الشقاء لنفسك.."

قال روكاي بعصبية وهو يتقدم خطوةً تجاهه "أنت كاذب.. لقد خططت لهذا الأمر بدمٍ بارد، ولم تتورع عن استغلالي وتوريطي، فكيف تدّعي صدقك في إنقاذي؟.."

أمسك به أحد الحرس بقوة لئلا يقترب من الأمير، بينما علق آردوس بابتسامة "أتظنني لا أعبأ لأمرك حقاً؟.. لكنني فقدت كل الفرص لإبعاد الحكم عنك بعد هربك، وذلك ما جعل الملك متيقناً من تورطك بتلك الجريمة.. ولو كنت أريد توريطك، أتظنني كنت سأسعى الآن لمقابلتك بعيداً عن عن القصر؟.."

عبس روكاي قائلاً بحدة "كف عن ادعاء الطيبة يا آردوس، فهذا دورٌ لا يليق بك.."

قال آردوس هازاً رأسه "أنت لن تصدقني على الإطلاق، أليس كذلك؟.. لقد حاولت معالجة الأمر دون فضح وجودك في المدينة.. أرسلت بعض الحرس المخلصين لي متخفين كأشخاصٍ عاديين، لكيلا ينتشر خبر وجودهم في ذلك الخان بين البقية ويصل لسمع الملك.. عندها سيدرك بوسائله أنك موجودٌ في هوماي، وقد يحاول الخلاص منك.."

الغدر في عينيكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن