11 |قطة شرودنجر (2)|

895 172 75
                                    

كل ما ذكر في هذه الرواية من أحداث وشخصيات وأماكن وآليات وشركات وأعمال هي خيالية ولا تمت للواقع بصلة، بعض الأمور الفيزيائية والأفكار العلمية والتقنية حقيقية لذا تحقق قبل أن تأخذ المعلومة من الرواية، بينما البعض الآخر أضيف في الرواية وحسب.

.
.
.
.
.
.
.

كان اليوم التالي مريعاً بالنسبة لها، دخلت مكتبها والصداع يهاجم رأسها من كل جانب فهي لم تحظ نومٍ بلحظة واحدة، قبل ذلك بلحظات وجدت سيريس وجواد يتناقشان بشيء ما بغضبٍ محتد قرب باب الشركة وقد لاحظت أن كل واحدٍ منهما يجاهد كي يبدو هذا نقاشاِ عادياً أمام بقية الموظفين.

مرت أول ساعتين من العمل بشكلٍ كارثي وبعدها فقدت قدرتها على التركيز، ما كان منها سوى أن تغادر المكتب الذي تعمل به وتطلب المصعد نحو الطابق التاسع والعشرين حيث تعمل صديقتها في قسم العلاقات العامة، ولكنها حين وصلت إلى هناك تجاهلت عبير والموظفين المحيطين بها بهدف تعليمها آلية العمل وتوجهت إلى نهاية الطابق لتطرق باب مكتبه بعد ترددٍ كبير..

انتظرت للحظات حتى سمعت صوته يطلب منها الدخول، فُتح الباب لوحده لتدخل أول مرة مكتب مدير العلاقات العامة وتراقب الديكور البني بإعجاب..

"آنسة ريفال، أهلاً بك؟" نبرته كانت بعيدةً جداً عن شخصٍ يرحب بآخر، بل كانت تسألها بوضوح ما الذي تفعله هنا، تقدمت للأمام قليلاً وهي تمرر يدها في شعرها القصير بإرهاق وتسأل "هل لي ببعض الدقائق معك؟"

"بالطبع.. هل أجلب لكِ القهوة؟"

أومأت له ليرسل أمراً للروبوتات المسؤولة عن الخدمة لتجلب فنجاني قهوة، بعدها نهض من الكرسي الوثير خلف طاولة المكتب ليجلس على أريكةٍ أخرى مقابلاً لها، ورغم أنها لم تكن تمانع أن تتحدث معه في مكانه ولكنها وجدت في حركته نوعاً من الإلفة والاحترام..

"إذاً.. أما زالت تراودكِ الكوابيس؟"

"يشاهد آلاف الناس الكوابيس كل يوم، كيف تعرف ذلك عني؟"

ضحك بخفة لسؤالها المنطقي ثم أجاب "أنا لا أقصد التحديق آنسة ريفال، ولكنكِ تبدين شاحبةً أكثر وأكثر كل يوم وقد أخبرتِني من قبل أنكِ لا تنامين جيداً.."

أومأت له بتردد ليبتسم باطمئنان ويضيف "إن أردتِ التحدث عن ذلك يمكننا فعل ذلك في المطعم القريب بعد العمل حتى لا نضيع الوقت هنا."

لم تشعر بالإهانة وهو يخبرها أن الحديث معها تضييعٌ لوقت العمل، بل شعرت بمزيدٍ من الاحترام ناحيته لأنه لم يصدها بطريقةٍ مزعجة بل ذكَّرها أن هذه الساعات الست من حق مشروع تكافل وحسب، ولم تستطع أن تخفي ابتسامةً صغيرة عن كونهما يفكران بنفس الطريقة للغاية..

"لا أريد التحدث عن الكوابيس التي تلاحقني فهي لن تختفي إن تكلمت، أتيتُ وأنا أعلم أن هذا هو وقت العمل لأسألكَ عن شيءٍ متعلقٍ بآنجلو."

Distorted | مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن