12 |قطة شرودنجر (3)|

954 176 124
                                    

كل ما ذكر في هذه الرواية من أحداث وشخصيات وأماكن وآليات وشركات وأعمال هي خيالية ولا تمت للواقع بصلة، بعض الأمور الفيزيائية والأفكار العلمية والتقنية حقيقية لذا تحقق قبل أن تأخذ المعلومة من الرواية، بينما البعض الآخر أضيف في الرواية وحسب.

.
.
.
.
.
.
.

يدور في تلك الغرفة ذهاباً وإياباً، معظم الوقت يقترب من المدفئة ليلتمس منها الدفء، يضع يده على نظارته معدلاً إياها على عينيه وهو ينتظرها لترد على اتصاله ولكنها لم تفعل، الأمر الذي جعل قلقه يزداد لأنها قد أرسلت له رسالةً للتو..

أطلق نفساً طويلاً وهو يتجه خارجاً، توقف ليرتدي حذاءه بينما وقفت الخادمتين قريباً منه تنظران له فهو لا يخرج في هذا الوقت بالعادة.

"سأخرج الآن، يمكنكما تناول العشاء والذهاب للنوم.."

"حاضر سيدي."

"ميرا.. إن اتصلت ريتا فقولي لها أنني سأعاود الاتصال بها، ميرنا.. لا تسمحي لأحد عدا أصدقائي بدخول المنزل في غيابي.." أومأت له الفتاتان بينما التقط هاتفه وققز خارجاً، ركب في سيارته يقود ناحية مبنى مشروع تكافل يفكر أنه إن لم يجدها هناك كما ادعت فسيزداد قلقه عشرة أضعاف وسيضطر ليتصل بأمير ليتتبع هاتفها حتى وإن كان ذلك أكثر شيءٍ يكره فعله..

مرت خمس عشرة دقيقة حتى وصل لموقف السيارات، ركن سيارته ونزل بسرعة ليصل إلى سيارتها، وجدها أرضاً وهاتفها بجانبها ليزداد القلق في قلبه من رؤيتها مغشياً عليها..

"يا إلهي.." تمتم وهو ينحني عليها ليحركها بخفة، الشيء الوحيد الذي فكر به تالياً وفعله هو الاتصال بديانا، استغرق الأمر ثوانٍ قبل أن يأتيه صوتها وهي تسأله عن حاله.

"ريفال جي وود مغمىً عليها، ماذا عليَّ أن أفعل؟" سألها بلا مقدمات لترد بسرعة "ماذا؟"

"ما الذي عليَّ فعله ديانا؟ كانت مرهقةً من الصباح وبدا أنها لم تنم جيداً.."

"لم تتصل بي؟ خذها للمستشفى حالاً.."

"قد يسبب دخولها لمستشفى حديثاً بين الناس." تمتم بقلق ليسمع زفير صديقته من الطرف الآخر، من المؤكد أنكَ إن كنتَ مشهوراً فهذا لن يجلب لكَ سوى الصداع..

"اجلبها لمستشفى الأمراض المستعصية، أنا في وقت عملي الآن وأستطيع مساعدتها على الدخول دون أن يشعر أحد.. "

أغلق هاتفه على الفور وحمل الفتاة بين ذراعيه بعد أن تحسس حرارة جبهتها المرتفعة، وضعها في المقعد الخلفي بسيارته ومتجاهلاً كل إرشادات السرعة قاد بنفسه ناحية مكان عمل ديانا فهو يعلم أن نظام القيادة الذاتي بسيارته سيلتزم يسرعةٍ محدودة، وهو كان قلقاً..

ركن سيارته أمام المستشفى الذي يزوره لثالث مرةٍ في حياته، وجد ديانا بجانب الباب وبرفقتها عربة صغيرة، ساعدته على وضعها على العربة ونقلها إلى غرفةٍ فارغة دون أن ينتبه لهم أحدٌ من العاملين..

Distorted | مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن