17 |القبعات البيضاء (4)|

806 168 72
                                    

كل ما ذكر في هذه الرواية من أحداث وشخصيات وأماكن وآليات وشركات وأعمال هي خيالية ولا تمت للواقع بصلة، بعض الأمور الفيزيائية والأفكار العلمية والتقنية حقيقية لذا تحقق قبل أن تأخذ المعلومة من الرواية، بينما البعض الآخر أضيف في الرواية وحسب.

.
.
.
.
.
.

عادت إلى منزلها بقلق لترى عبير التي طلبت منها أن تساعدها على نقل شقيقها إلى المستشفى، دخلت غرفته لتجده على سريره يتلوى من الألم ويغطي عينيه بيديه مما دفعها لتقول "قضيتَ عدة ساعات على الألعاب مجدداً."

"كان لديه عطلة اليوم لذا فقد لعب لعشر ساعات متواصلة، الآن عينيه ورأسه يؤلمانه بشدة." ردت عبير بخوف بينما كانت أمها تعانق الفتى الصغير وتقبله بخوف.

"دعينا نطفئ الأضواء وليأخذ دواءً مسكناً وسيتحسن في الصباح، إن لم يصبح بخير فلننقله إلى المستشفى."

أعطته عبير دواء مسكناً قوياً وانتظر الثلاثة حتى هدأ جسده، عانقت الفتاة ذراع أمها وسحبتها خارجاً لتتركه ليرتاح لتجلس الأمل على الأريكة بالصالة والحزن يغطي وجهها.

"أعلم أنكِ تريدينه أن يحظى بوقتٍ ممتع، لكنكِ تقتلينه بهذه الطريقة يا خالتي." قالت ريفال بصوتٍ جعلته لطيفاً قدر الإمكان رغم رغبتها بالصراخ أن يتوقفوا عن تدمير عقل الطفل المسكين بجلب المزيد من الألعاب له، ودوناً عن كل ذلك كان هناك ذلك الارتجاف الطفيف بأطراف أصابعها الذي نتج عن فكرةٍ تدور في ذهنها منذ زمن، هذه الألعاب قد تدمر عقل الإنسان.

"سامي الآن مثل المدمنين، لا يمكن أن يقتنع بأي طريقة بترك الألعاب.. لا أعرف ما الذي عليَّ فعله!" قالت عبير بانزعاجٍ كبير وقد آلمها رؤية شقيقها هكذا، تنهدت ريفال مفكرةً إن حرمانه من كل شيء سيؤذيه ويجب أن تجد شخصاً يقنعه وإلا سينتهي به الأمر في مراكز معالجة الإدمان مثل أمها تماماً.

"سأطلب من جواد صادق أن يتحدث معه." قالت بعد فترةٍ من الصمت لتنظر لها عبير بصدمة وتسأل "المدير جواد؟ لم؟"

"رأيتِ منزله والعالم الذي يعيش به، لم يكن ليفعل هذا لو لم يقتنع اقتناعاً تاماً بتخليه عن هذه الأمور، بالتأكيد هو يملك من الكلمات ما يكفي لتقنع الصغير.."

"لا أعلم.. هل سيقبل السيد جواد هذا؟" زفرت للحظات ممرةً يديها بشعرها غارقةً بالتفكير قبل أن تجيب "سيقبل بالطبع، سنطلب منه هذا كأصدقاء لا كمديرٍ في عملنا، هذا سيجعلني مدينةً له مجدداً. "

"مجدداً؟" سألت عبير ساخرة مما دفع ريفال لتضربها على كتفها وتتوجه لمنزلها وهي تخبرها أنها ستحدثه بالأمر لاحقاً دون أن تخبرها بتفاصيل أخرى! 

Distorted | مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن