2 |فيستا (2)|

1.9K 237 355
                                    

كل ما ذكر في هذه الرواية من أحداث وشخصيات وأماكن وآليات وشركات وأعمال هي خيالية ولا تمت للواقع بصلة، بعض الأمور الفيزيائية والأفكار العلمية والتقنية حقيقية لذا تحقق قبل أن تأخذ المعلومة من الرواية، بينما البعض الآخر أضيف في الرواية وحسب.

الرواية ليست اختصاصية، بل هي مناسبة للجميع وحتى أصحاب الفروع الأدبية وأولئك الذين لا يملكون أي اهتمام بالتقنيات، في حال ظهر مصطلح غريب فسأهتم بشرحه بشكلٍ مفصل فلا تقلقوا حوله. 😁

.
.
.
.
.
.

ساعة، ساعتان، ثلاث ساعات، يقاطعها دخول روبوتٌ صغيرٌ بفنجان قهوة شفاف يحوي بداخله ذلك المنبه قليل الكافيين، تستمر بالعمل لثلاث ساعات أخرى هي المخصصة بالنسبة لها وفق برنامج العمل كتطويرٍ يومي، ثم تنهض من مكانها لترتدي سترتها مرةً أخرى متوجهةً لمنزلها..

اتصلت بعبير واتففتا على الالتقاء في السوق القريب من مركز المدينة، هي تعلم أن عبير لن تترك لها متجراً غالياً إلا وتدخلها عليه، وحسناً.. لم يكن ثمة مشكلةٌ كبيرةٌ بهذا، لا أحد يمكنه أن يتوقع كم من الأموال تدخل لحساب واحدةٍ من عشرين عبقري حول العالم..

بعد خروجها من مكتبها وأخذها المصعد الذي كان يعرض شكل المدينة بالخارج بنقلٍ ثلاثي الأبعاد توجهت ناحية باب الشركة، كادت أن تخرج بسلام ليقاطعها شخصٌ ما ينادي باسمها "ريفال" فقط بلا ألقاب، وقد حفظت من هذا صاحب هذا الصوت تماماً وما الذي يريده منها، تعابير الامتعاض غطت وجهها وجاهدت لإخفائها قبل أن تستدير نحوه وهي ترسم على وجها التعبير الهادئ وتنظر إليه، ابتسم وهو يقترب منها ويتابع "هل أنهت الآنسة العبقرية عملها؟"

"لا، ولكني سأخرج للتنزه!" لاحظت أنه لم يفهم لتمرر يدها في شعرها القصير وتضيف بحدة "لقد انتهى وقت العمل لذا فقد أنهيتُ عملي، ألا تملك ساعةً سيد سيريس؟"

"لم أنتِ غاضبة؟"

"أراكَ غداً في اجتماع مجلس الإدارة.." قالت وهي تتجه مغادرةً ليبقى مكانه دون أن يتبعها، هو يعلم أنه لو فعل ذلك فسينتهي الأمر بها وهي تجاهد نفسها كي لا تنفجر غضباً عليه، ويمكن القول إنه ذكيٌ بما يكفي ليعلم أنها تفعل ذلك احتراماً لوالده لا حباً به، ولكنه لم يتوقف عن مضايقتها، هو الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع الوصول لمهندسة الذكاء الصنعي العبقرية والتحدث معها بهذه الأريحية! وكان يجد بصدها له شيئاً طريفاً ومسلياً.

وجدت عبير تقف بجانب باب الشركة وذهبتا معاً للسوق، على عكس الفتاة الغنية فقد كانت عبير مفعمةً بالحياة، تعطي معنىً لكل شيء، تحب أن تتعامل مع الأمور بجنونٍ يجعلها صاخبة وتقول إنها لا تكره هذا أبداً، بل تجد أن هذه الأمور تجعلها سعيدةً أيضاً، لم تكن ريفال فتاةً كئيبةً بالمعنى الحقيقي، إلا أنها كانت شخصاً يملك الكثير من الانشغالات للتفكير بالسعادة، يقال إنكَ إن أردتَ أن تكون سعيداً فعليكَ أن تكون مشغولاً أو لا مبالياً، هي كانت من الصنف الأول.. ولكن كل هذا الانشغال لم يكن يجلب لها السعادة، كان يجعلها منهكةً وحسب، تعود للمنزل لتجد نفسها وحيدةً بين عددٍ هائلٍ من الآليات، وتتلقى الاتصالات من والديها لتحل مشاكلهم!!

Distorted | مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن