15 |القبعات البيضاء (2)|

811 159 87
                                    

كل ما ذكر في هذه الرواية من أحداث وشخصيات وأماكن وآليات وشركات وأعمال هي خيالية ولا تمت للواقع بصلة، بعض الأمور الفيزيائية والأفكار العلمية والتقنية حقيقية لذا تحقق قبل أن تأخذ المعلومة من الرواية، بينما البعض الآخر أضيف في الرواية وحسب.

.
.
.
.
.
.
.

لم يلتقِ بها في اليوم التالي عند باب الشركة، قضى وقته في العمل يفكر قبل أن يتخذ قراره ليصعد إلى الطابق الخمسين حيث يقع مكتبها، المصعد تحرك ببطءٍ شديد بينما ظل ينقر بقدمه على الأرض برتمٍ بطيء، كل ما كان بذهنه تلك اللحظة أن المصعد يكون بطيئاً جداً حين يأخذه لوحده، وأن عليه أن يقول أي شيء يجعله لا يعيش الليلة هذه بنفس الأرق الذي راوده في الليلة التي فاتت.

يكون بطيئاً جداً حين يأخذه لوحده، وأن عليه أن يقول أي شيء يجعله لا يعيش الليلة هذه بنفس الأرق الذي راوده في الليلة التي فاتت.

حالما توقف المصعد هناك وجدها جالسةً على أحد الكراسي في الممر وتضع يدها على رأسها، كانت تحني ظهرها وتضغط بأطراف أصابعها على جبهتها، لم تكن جلسة شخصٍ يرتاح، كان من الواضح أنها تتألم، اختفت الأفكار من رأسه وركض إليها بسرعة "هل أنتِ بخير؟"

رفعت نظرها إليه باستغراب مخفيةً عقدة حاجبيها وأومأت قائلة "أنا بخير، أشعر بالصداع وحسب!"

"هل يصيبك الصداع معظم الوقت؟" سأل بقلق لتحرك رأسها نفياً، لم يصبها الصداع كثيراً من قبل، ولكن مؤخراً بات الأمر يحصل فقط حين تعمل، فقط حين تكون أمام حواسيبها جزءٌ منها يبدأ بالتفكير بكل الأمور السلبية بهذا العالم، بكل الأشياء السيئة التي حصلت أو قد تحصل، والجزء الآخر يحاول مقاومة ذلك، لذلك تشعر بصداعٍ كبير.

"ما الذي تفعله هنا؟" سألته وهي تقف وتعدل سترتها الطويلة ليتنهد مستنداً بجسده على الجدار ويرد "أردتُ أن أعتذر.."

"بشأن ماذا؟"

"بشأن شجارنا البارحة!"

ظهرت على وجهها علامات الامتعاض حالما قال ذلك ومشت نحو مكتبها ليمشي بقربها وهي تجيب "انسَ الأمر، أخبرتُ تلك الحمقاء البارحة أن سيريس مجرد غنيٍ فاسد، ولكنها ببساطة قالت إنه صديقها وهي لا تريد أن تعامله بطريقةٍ سيئة!"

"هل هي معجبةٌ به؟"

"لا أعلم!" أجابت وهي تفتح باب مكتبها ودخلت ليتوقف للحظات وهو يقول "هل يُسمَح لي بالدخول؟" أومأت له ليتقدم من المكتب، نقل نظره بإعجاب بالنقوش الرمادية والحمراء الموضوعة على الجدران، ولكن أكثر ما لفته كان الطاولة الكبيرة التي تحوي تلك الحواسيب المتعددة، صفر بشفتيه باستمتاع لتقول "مازلتُ أشعر أنكَ فعلتَ شيئاً سيئاً، ولكني لا أظن أن عبير ستغير رأيها على أي حال."

Distorted | مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن