كان لازال الجو مشحونا بين سيلا وجومانا وبالرغم من ان خالد كان معجبا برد سيلا الا انه أظهر عكس ذلك بعدما لاحظ نظرات الغضب ف أعين جومانا.. فقال لها بابتسامه خفيفه:يالا ي قلبي اتفضلي اتعشى..
جومانا بابتسامه خفيفه تمزج بين الغضب والغيظ وهي لازالت تنظر لسيلا:حاضر يا حبيبي..
وبدأوا ف تناول الطعام ولكن كالعادة لم تتناول سيلا اي شئ وأخذت تساعد نور ف تناول طعامه..وكان الجو ملئ بضحكات نور وكلامه اللطيف وهو يتناول الطعام ولكن تلك الضحكات قد اختفت عندما قالت له جومانا:نور حبيبي ماينفعشي تضحك وتعمل صوت وانت ع الاكل.. كدا عيب وقله ذوق..
نظرت إليها سيلا ف شبه دهشة خفيفة.. انتن ي سيدات المجتمع الراقي تملكن نفس التفكير ونفس الإيمان بتلك العادات السخيفه.. فكم عانت ف حياتها بسبب تلك المعتقدات الحمقاء.. نظر نور الي سيلا بعدم فهم.. فقامت سيلا بالرد ع جومانا:معاكي حق طبعا بس دا لو هو ولد كبير طبعا ماينفعشي يعمل صوت ع الاكل لان الاكل له احترام بس هو ولد صغير ويعتبر لسه Baby ٤ سنين يعني.. زائد انه مش بيعمل حاجة تقلل من احترام الاكل.. هو بس بيتكلم وبيهزر ويضحك مش اكتر..
اعجب خالد بها اكثر عندما قالت ذلك.. فهي تعطي الرد المناسب بطريقة انيقه.. لقد تغيرت كثيرا.. أين هي تلك الفتاة التي لم تكن تتحدث كثيرا؟.. إن الايام والوقت يغيرون الإنسان حقا.. زادت حدة نظرات جومانا لها وقالت:لازم تعوديه من وهو صغير عشان يطلع فاهم كل حاجة ومايحرجش نفسه قدام الناس..
سيلا بابتسامه:معاكي حق برضو بس دا لما يبقى عنده القدرة الكامله للادراك.. يعني ف سن ٥ او ٦ سنين..
كانت جومانا ع وشك التحدث ولكن قاطعها صوت نور قائلا لسيلا:ماما انا ثبعت.. انا عايز ايعب ف ايجنينه..
سيلا بابتسامه:ماشي ي حبيبي.. تعال نغسل ايدينا مكان الاكل ونخرج نلعب..
وبالفعل قامت سيلا بحمله بين ذراعيها واتجهت به الي خارج الغرفه تحت أنظار جومانا التي تطلق أسهم حارقه.. قالت جومانا لخالد:عاجبك كدا؟..
خالد بتساول:كدا الي هو ايه؟..
جومانا:هزت صورتي قدام الولد وطلعتني انا الي مش بفهم حاجة..
خالد:ي حبيبتي ماتاخديش ف بالك.. وبعدين مكانتك عند نور محفوظة وعمرها ماتتهز.. يالا ي حبيبتي اتعشى وماتديش لحد فرصه يعكر مزاجك..
جومانا بدلع:والله كويس انهم مشيوا.. عشان اتعشا انا وانت لوحدنا..
خالد بابتسامة مصطنعه كالعاده:وهو ف احلى من كدا عشا..
جومانا بضحكة دلع:لا طبعا ي عمري..
واكملا تناول الطعام بالفعل.. ف تلك الاثناء.. ف الحديقة الخلفيه.. كانت سيلا تلعب مع نور بالكرة.. ف جو من المرح والضحك.. كانت سيلا تنسى كل شئ وهي مع نور.. كانت تنسى كل العذاب الذي مرت به ف حياتها.. كانت تنسى ذكرياتها السيئة.. أصبحت مع نور تعود طفلة صغيرة مرة أخرى.. تعيش طفولتها التي قد حرمت منها بسبب المعتقدات الحمقاء الخاصه بوالدتها.. ظلا يلعبان هكذا حتى تعبا قليلا فقررا الجلوس ع ذلك العشب الأخضر ليستريحا.. جلس نور بين ذراعيها وقال وهو ممسكا هاتفها:ماما عايز اتفيج ع ايثوي..
قامت سيلا باخذ الهاتف منه وقالت:بس كدا؟.. من عيوني يا قلبي..
وبالفعل قامت سيلا بفتح الهاتف له وقامت بفتح المعرض وبدأت ف جعله يشاهد صورها هي.. وكان يعلق نور ع صورها بطريقه مضحكة جدا.. حتى جاء أمامه فيديو.. فقام بفتحه.. فوجد سيلا جالسه تغني مقطوعه من اغنيه..(بتونس بيك) للمطربه وردة الجزائرية..كان نور يشاهد الفيديو بسعادة بينما كانت سيلا تنظر إلى ذلك الفيديو وتتذكر ذلك اليوم الذي قام فيه خالد بتصويرها ذلك الفيديو وكم كان يوما جميلا ولكن كالعادة الأشياء الجميلة لاتدوم للأبد..بعد أن انتهى الفيديو.. قام نور بالتصفيق وقال بسعادة:ثوتك حيو اوي ي ماما..
سيلا بابتسامه وقد قامت بطبع قبله رقيقة ع جبينه:والنبي مافي احلى منك ي روحي انت..
نور:ماما غنيي..
سيلا:بس كدا؟.. اغنيلك ايه ي قلبي؟..
نور:غنيي اياغنيه بتاعه CoCo..
سيلا:انهي واحدة؟..
نور:اخي واحتة..
سيلا بابتسامة:Remember Me..
نور بسعادة:ايوا ايوا هي تي..
ابتسمت سيلا ع طفولته هذه وكانت ع وشك البدأ ولكنها رأت خالد وجومانا قادمان الي الحديقة وهما ممسكان بيد بعضهما البعض.. هذا المنظر قد جعل هناك نيران ملتهبه تحرق سيلا من الداخل ولكنها يجب أن تظهر عكس ذلك.. اتجه كلا من خالد وجومانا إليهم وجلسا ع تلك الارجوحة الكبيرة التي كانت مجاورة لمكان جلوس سيلا ونور.. قال خالد لنور:بتعملوا ايه بقي؟..
نور بسعادة:ماما هتغنيي..
لا يعلم خالد لما نظر إليها.. الي عيونها مباشرة وع وجهه ابتسامة خفيفة.. فهو لا يستطيع إنكار انه قد اشتاق لسماع صوتها العذب الذي كان بالنسبه اليه من أجمل ما سمع ف حياته وكذلك فعلت سيلا.. نظرت اليه كذلك مع ابتسامة خفيفة.. وكان كل ذلك تحت نظرات جومانا التي كانت تشعر ان هناك شيئا ما بينهم ولكنها لا تعلم ماهو.. ولكنها ستعلم عاجلا ام اجلا.. فقامت جومانا بقطع تلك اللحظة الجميله بين الأعين المشتاقه قائلة:وهتغنيلك ايه بقي ي نور؟..
نور:اغنيه CoCo..
خالد وسيلا معا:Remember Me..
هنا نظرا الي بعضهما البعض مرة أخرى ف تعجب.. فقالت جومانا بسخريه:وهتعرفي تغنيها ولا مالكيش ف الEnglish؟؟..
لم تنظر إليها سيلا وقامت باحتضان نور وبدأت ف الغناء بنبرة صوت حنونة وهادئة..وكان خالد وجومانا ينظران إليها.. فكم اشتاقت اذن خالد لسماع ذلك الصوت الملائكي العذب..
أنت تقرأ
وسنلتقي💔
Fanfictionمن الذي قال ان الموت يأتي مرة واحدة؟.. ومن قال ان الموت هو دفن الجسد ف التراب وصعود روحه للسماء؟.. فمن الممكن أن تموت وانت ع قيد الحياة.. وهذا ما حدث لي.. فقد كان عمري ٢١ عاما عندما مت للمرة الأولى.. و٢٧ عاما عندما مت للمرة الثانية.. وف هاتين المرتي...