.......... البارت السابع..........

936 36 37
                                    

كان الوقت قد تأخر.. فقد تجاوزت الساعة منتصف الليل وكانت سيلا لاتزال منهمكة ف العمل.. وظلت هكذا حتى فجأة قام خالد بفتح باب غرفتها وهو ف شده الغضب.. تفاجئت سيلا من ذلك.. متى اتي؟.. فأنا لم أشعر بقدومه.. وكيف يفتح الباب هكذا؟.. فقالت له:انت ازاي تفتح الباب كدا؟.. ف حاجة اسمها تخبط وتستاذن قبل ما تفتح الباب عليا كدا..
خالد:والله بيتي واعمل فيه الي انا عايزه..
سيلا:طب انت عايز ايه دلوقتى؟..
خالد:انا جيت ابلغك انك هتروحي معايا بكرا المستشفى لجومانا عشان تعتذريلها..
تفاجئت سيلا من كلامه هذا.. فقالت بدهشة:نعم؟.. لا طبعا.. مستحيل اعتذر لواحدة حيوانه زي دي..
خالد بانفعال:احترمي نفسك واتادبي وانتي بتتكلمي عنها.. دي احسن منك الف مرة وانا قلت أمر يتنفذ من سكات ومن غير ولا كلمه.. مفهوم ولا لا؟..
كانت كلماته تلك بمثابه خناجر تطعن ف قلبها ببطئ فتزيد من الوجع.. قالت سيلا بصوت مبحوح قليلا بسبب كتمها للبكاء:ولو مااتنفذش؟..
اخذ خالد يقترب منها وقال بنظرات حادة:هتشوفي اسود ايام ف حياتك لان انا مافيش امر ليا مايتنفذش.. تكوني جاهزة الصبح عشان هتروحي معايا المستشفى.. واحسنلك تنفذي كلامي من سكات..مفهوم ولا اقول تاني؟..
سيلا بدموع وصوت مخنوق:مفهوم..
خالد بابتسامه:شطورة.. وع فكرة انا غيرت رأيي.. انا هستلم منك الملفات بكرا.. ياريت يبقوا جاهزين..
سيلا بدموع:اكيد هيبقوا جاهزين..
خالد:اتمنى كدا..
ثم تركها خالد وغادر من الغرفه.. تركها لتنهار ع الارض ف نوبه بكاء شديدة.. لم اقم بتغيره بل قمت بتحويله الي شخص لا يعرف الرحمة.. كيف له ان يفعل ذلك او ان يقول ذلك؟.. كيف قام بالتفكير ف اذلالي أمامها هكذا؟.. قامت سيلا بالجلوس ف احد زوايا الغرفه وجلست كالقرفصاء وراسها مدفون بين ذراعيها وبدأت نوبه البكاء المكتوم.. مع ذلك التدفق الذي يشبه السيول.. سيول من الذكريات واللحظات..
............................ Flash Back.......................
حل الصباح حاملا معه احداثا جديدة ولكن ي ترى اهي سعيدة ام حزينة.. استيقظت سيلا كعادتها وقامت باخذ حماما وتغيير ملابسها وادت فريضتها ثم اخذت كتبها وحقيبتها ثم هبطت الي الاسفل لتناول الفطور.. جلست سيلا ع مقعدها ف ذلك الجو الكئيب الصامت.. كانت سيلا كل يوم تتخيل ماذا لو كانت اسرتها اسره عاديه.. اسره كباقي الناس.. أسرة من طبقة متوسطة.. كانت سيلا تجد الغناء الفاحش هذا نقمه وليس نعمه مثلما يعتبر البعض.. عادت سيلا الي ارض الواقع عندما قال لها والدها:سيلا انتي هتخلصي محاضرات ع كام؟..
تفاجئت سيلا من ذلك السؤال.. انها المرة الأولى التي تُسئل فيها هذا السؤال.. سيلا:هخلص ع ٦ كدا..ليه؟..
اميرة:ف ناس معزومين عندنا ع العشا.. لازم تكوني موجودة..
سيلا بضجر:ان شاء الله.. عن اذنكم..
وغادرت سيلا من المنزل الذي كانت تعتبره سجنا.. لتذهب الي ارض الحريه الخاصه بها.. كانت سيلا طوال الطريق تفكر ف حياتها.. لم تعش طفوله جيده مثل باقي الأطفال بسبب المعتقدات الحمقاء الخاصه بوالدتها.. لم يكن لها أصدقاء قط.. فكل من تقرب منها كان بسبب مركز واموال والدها.. ليس لأجلها.. انها حقا تكره تلك الحياه.. وصلت سيلا الي ارض الحريه وهبطت من السيارة واتجهت الي الجامعة.. انها تفعل ف الجامعه ما تريد..تغني مع نفسها.. تقرأ بهدوء.. تكتب خواطرها دون خوف.. نعم.. انها لازالت وحيده.. لا تملك أصدقاء.. ليست انطوائيه ولكنه مجرد خوف.. فهي لا تعلم كيف تتعامل مع الناس.. انها لا تتحدث كثيرا.. لا يوجد اشياء مثيرة ف حياتها.. ولكن ف ذلك اليوم قد حدث شئ غريب..كانت سيلا جالسه ف قاعة المحاضرات ف انتظار الدكتور.. كانت سيلا تكتب قليلا ف دفتر خواطرها.. وفجأة وجدت فتاه لطيفة مبتسمه تقف بجوارها وتقول:ممكن اعدي؟..
وقفت سيلا إليها وقالت بابتسامة:اه طبعا اتفضلي..
دخلت تلك الفتاة وجلست بجوار سيلا.. لم تهتم سيلا كثيرا وعادت الي الكتابه مرة أخرى حتى قالت لها الفتاة:هو انتي بتكتبي ايه؟..
سيلا بهدوء:ولا حاجه بس شويه خواطر كدا..
الفتاة بحماسه:ايه دا بجد؟.. انا كمان بكتب خواطر.. انتي اسمك ايه؟..
سيلا بابتسامه:سيلا الكاشف..
الفتاة:اسمك حلو.. انا اسمي حبيبه..
سيلا بابتسامة:اهلا وسهلا..
ظلت سيلا وحبيبه معا طوال اليوم.. يتحدثون ويضحكون.. وقد اكتشفتا ان بينهم العديد والعديد من الصفات والهوايات المشتركة.. مثل الاختين التؤام..وتبادلا الأرقام حتى يتحدثان معا طوال الوقت.. وف فترة الراحة بين المحاضرات.. اتجهتا حتى يجلبان طعاما لهم ويجلسان ف مكان هادئ..وبالفعل جلبا الطعام واتجها الي الحديقه وجلستا معا يتحدثان ويضحكان.. ولكن سيلا لم تكن مدركة ذلك الذي يراقبها ف صمت..لم تبتعد عينيه من عليها منذ رآها وهي اتيه للحديقه.. فهو كان جالسا مع بعض أصدقائه ولكنه الان بمكان اخر.. غارقا ف تلك الملاك التي لم تبتعد عن تفكيره منذ رآها للمرة الأولى.. كان يبتسم بلا وعي لابتسامتها..ظل هكذا حتى نهضت من مكانها حتى تذهب.. لا يعلم خالد كيف قام بإخراج هاتفه من جيبه والتقط إليها هذه الصورة..

وسنلتقي💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن