ان حياتنا عبارة عن لحظات نعيشها.. تلك اللحظات تخلق لنا ذكريات نعيش عليها لسنوات.. وهذا ما يفكر فيه خالد وسيلا.. إن يومهم معا ف دار الايتام هذا كان الأجمل ف حياة كليهما.. بعد أن انتهى خالد من الغناء واللعب مع الأطفال.. ظل يبحث عن سيلا.. فقد اختفت من أمامه فجأة.. ظل يبحث ف الدار حتى وجدها جالسه بمفردها ف حديقة الدار.. اتجه اليها وجلس بجوارها وقال:يعني انا قاعد ادور عليكي وانتي قاعدة هنا ي رايقة؟..
ارتسمت ابتسامة ساحرة ع وجه سيلا من كلامه هذا وقالت له:وبتدور عليا ليه بقى؟..
خالد وهو ينظر إلى عيونها بهيام وقال:عشان ماعنديش غيرك..
دهشت وصدمت سيلا من رده هذا وهنا أدرك خالد ما قاله.. فقال لها:قصدي يعني.. انه.. انا مش عارف حد غيرك هنا..
سيلا:قول كدا بقى.. خايف تبقى لوحدك يعني..
خالد بابتسامه:الي بيخاف دا بيبقى ماجربش الموضوع بس انا طول عمري وانا لوحدي..
سيلا بتعجب:مش فاهمة قصدك ايه..
خالد:قصدي انه الوحدة دي صديق الطفوله وعشرة العمر.. من يوم مااتولدت وانا لوحدي.. امي ماتت وانا كنت لسه سنتين.. ابويا هو الي رباني.. كان بيشتغل شغلة واتنين عشان يصرف عليا ويربيني كويس..كان بيقولي عايزك تبقى رجل أعمال محترم وعندك ضمير وماتعملش زي الناس الي بتسرق تعب وفلوس الغلابة..عشان كدا كان هدفي كليه إدارة أعمال.. بس للاسف هو سابني قبل ما يشوفني وانا بحقق حلمه..
شعرت سيلا بوجع وحزن شديد من أجله.. إن فقدان شخص عزيز صعب للغايه وبالاخص عندما يكون هو الشخص الوحيد الذي تملكه ف الحياه.. وضعت سيلا يدها ع يد خالد برفق وهذا جعله ينظر إليها.. فقالت له بصوت حنون:ربنا يرحمه.. هو اكيد شايفك دلوقتى وشايف انت بتعمل ايه عشان تحقق له حلمه وتخليه فخور بيك.. واكيد مبسوط..
خالد محاولا التحكم في دموعه:ياريته كان معايا..انا جيت هنا عشان احسس الأطفال دي بالسعادة الي انا مش لاقيها من بعد موت ابويا.. مش عايزهم يحسوا زيي ولو حتى يوم ف الأسبوع..
سيلا بوجع:اليتم فعلا وحش اوي وبيبقي اوحش لما تحسه وابوك وامك عايشين.. بيبقى احساس وحش بياكل ف جسمك ونفسيتك..يعني انت مسلم وراضي عشان ماحدش يقدر يعترض ع الموت.. لكن انا بقى المفروض ابويا وامي عايشين بس انا عمري ما حسيت بكدا ابدا..
شعر خالد بالحزن والاسي من أجلها.. انها تشعر بالوحدة واليتم وهو لا يستطيع فعل اي شئ.. قام خالد بامساك يدها باحكام وقام برفعها ثم قام بطبع قبله حب ع كف يدها وقال بابتسامه ساحرة فوق الوصف ونظرة حب وهيام:ماعدتش عايزك تحسي انك لوحدك عشان بجد دا بيزعلني.. انا ع طول جنبك ومعاكي ي سيلا.. واوعدك عمري ماهخليكي تحسي بالوحدة بعد كدا..
كانت سيلا لاتزال ف صدمة ودهشة مما فعله خالد للتو.. ولكنها لا تعلم لما كانت بداخلها ترقص من السعادة بسبب ذلك.. لأول مرة في حياتها يقول لها أحدهم هذا الكلام.. وقد سمعته للمرة الأولى من ذلك الشخص الذي تكن له مشاعر.. نعم لا تعلم ما طبيعة تلك المشاعر ولكنها موجوده.. وهو كذلك كان سعيدا انه سيكون معها حتى يعوضها كل شئ تفتقده ف حياتها.. ظلا هكذا ينظران الي بعضهما البعض ولم يلاحظا أنهما كانا يقتربان من بعضهما البعض وكانا ع وشك تبادل قبلتهما الأولى لولا أن هناك شخصا من الفريق قد اتي إليهم ليخبرهم انهم سيذهبون.. كان موقفهما ف غايه الاحراج.. وبعد أن ذهب ذلك الشخص.. نظر كلا منهما الي الاخر ف احراج وع وجهه تلك الابتسامة البلهاء.. ثم نهضا من مكانهما واتجها الي الأطفال لتوديعهم ثم خرجا من الدار.. واتجه كلا منهم الي توصيلته.. ولكن سيلا قد تفاجئت عندما وجدت اطارات السيارة فارغة.. ما الذي سافعله الان؟.. كيف ساعود للمنزل؟.. اتجه خالد إليها وقال:ف ايه؟..
سيلا:الكوتشات نامت.. مش عارفة اعمل ايه.. ومافيش معايا استيبن..
خالد بابتسامه:ولا يهمك.. تعالي اوصلك..
سيلا:لا مافيش داعي.. مش عايزة اتعبك معايا..
خالد:لا ي ستي ولا تعب ولا حاجة وكمان انا مش هقدر اسيبك تروحي بليل كدا لوحدك.. يالا اسمعي الكلام..
وبالفعل اتجهت سيلا الي الدراجة الناريه الخاصه بخالد وقام خالد بالصعود وكانت هي لاتزال ف حرج بعدما حدث معهم ف الداخل.. ظلت واقفة هكذا دقائق حتى قال لها خالد:هتفضلي واقفة كدا كتير؟.
قامت سيلا بالصعود خلف خالد ف حرج وقد ازدادت احراجا عندما قال لها خالد:امسكي فيا عشان ماتوقعيش..
ظلت سيلا تنظر إلى ظهر خالد باحراج ولكنها قامت بوضع إحدى يديها ع كتفه وامسكت بقميصه.. شعر خالد بالسعادة لذلك ثم قام بتشغيل الدراجة وبدأ ف القيادة ثم قالت له سيلا العنوان وظل يقود حتى وصل أمام القصر.. هبطت سيلا من ع الدراجة وقالت له بخجل:بجد شكرا ي خالد ومعلشي تعبتك معايا..
خالد:ي ستي والله ماتعبتيني ولا حاجه.. وبعدين انا كدا اطمنت عليكي..
سيلا بابتسامه خجل:اوك.. تصبح على خير..
ثم كانت ع وشك الذهاب ولكنه استوقفها عندما قام بامساك يدها مما جعلها تنظر اليه ف تعجب.. قام خالد بطبع قبله حب ع كف يدها وقال بابتسامه ساحرة فوق الوصف ونظرة حب وهيام:تصبحي على الف خير 😘..
اكتفت سيلا بالابتسام اليه ثم اتجهت الي داخل القصر وهي تكاد ترقص من السعادة.. لم ترى أحدا ف القصر.. فاستنتجت ان والديها ف الخارج.. صعدت سيلا الي غرفتها وقامت بإغلاق الباب عليها وظلت تقفز بسعادة ف الغرفه.. لا تعلم ما سبب تلك السعادة.. انها مجرد قبلة ع اليد.. اذا ماذا سيحدث اذا قال لها أحبكِ.. كانت تقفز هكذا حتى سمعت صوت رنين هاتفها معلنا عن قدوم رساله واتساب إليها.. فتحت الهاتف ووجدتها رسالة من حبيبة.. فتحت سيلا المحادثة وكانت الرساله كالاتي:_
"أنا مش زعلانة منك.. انا زعلانة عليكي انك بتقربي من واحد زي دا.. دا واحد بتاع بنات وبيلعب بيكي"..
تفاجئت سيلا من تلك الرساله.. ما الذي تقوله هذه؟.. ولما تقول ذلك؟.. قامت سيلا بالرد عليها قائلة:(ايه الي انتي بتقوليه دا؟.. ليه بتقولي عليه كدا؟)..
حبيبة:(انا بقولك الحقيقة)..
سيلا:(حقيقة ايه دي؟.. وبعدين انتي تعرفيه منين عشان تقولي عليه الكلام دا؟)..
حبيبة:(انا عارفه خالد كويس اوي ي سيلا.. عارفاه عشان كنا مرتبطين ببعض ف ثانويه عامة)..
وقعت هذه الجملة ع سيلا وقوع الصاعقة.. كانا ف علاقة حب معا؟.. كيف ذلك؟.. ولماذا لم يخبرني؟..هل تقول الصدق ام انها تقول ذلك لابعادي عنه؟.. قامت سيلا ببعث رد اليها:(وانا ليه اصدقك؟.. انتي مش بتحبيه.. كل تصرفاتك بتقول كدا.. مش جايز بتعملي كدا عشان ابعد عنه وخلاص؟)..
حبيبة:(ماشي ي سيلا.. انا هثبتلك دلوقتى اني بقول الحقيقة)..
ظلت سيلا تنظر إلى تلك الرساله ف تعجب.. كيف ستثبت ذلك؟.. يبدو أنها تقول الحقيقة.. ي الله اجعل كل ذلك غير حقيقي ارجوك.. قامت حبيبة ببعث صورة لها ع الواتساب.. ظلت سيلا تنتظر تحميل تلك الصورة وياليتها لم تُحمل.. فقد رأت الدليل ع صدق كلام حبيبة..
أنت تقرأ
وسنلتقي💔
Fanfictionمن الذي قال ان الموت يأتي مرة واحدة؟.. ومن قال ان الموت هو دفن الجسد ف التراب وصعود روحه للسماء؟.. فمن الممكن أن تموت وانت ع قيد الحياة.. وهذا ما حدث لي.. فقد كان عمري ٢١ عاما عندما مت للمرة الأولى.. و٢٧ عاما عندما مت للمرة الثانية.. وف هاتين المرتي...