.......... البارت الثاني عشر..........

937 32 14
                                    

مر اليوم عادي جدا.. فقد كانت سيلا ف غرفتها طوال اليوم مع نور.. يلعبان ويلهوان بالألعاب القطنيه.. وكان خالد ف المكتب ف الاسفل يباشر عمله.. ظل هكذا حتى أتت اليه الخادمة لتقول له ان الغداء أصبح جاهزا.. ترك خالد عمله واتجه الي الأعلى حتى يأتي بنور وسيلا حتى يتناولا الغداء.. بمجرد ان اقترب خالد من الغرفه حتى سمع صوت ضحكاتهم العاليه.. فقام خالد بفتح الباب قليلا.. فوجدهما ممسكان بيد بعضهما البعض ويقفزان ع الفراش ف سعادة طفوليه شديدة.. ارتسمت ع وجه خالد ابتسامة ساحرة فوق الوصف تظهر مدى سعادته بذلك المشهد الذي يراه الان.. انه يعشق صوت ضحكتها.. يعشق رؤية الابتسامة ع وجهها.. وهو ف غايه السعادة انها أصبحت جزء مهم ف حياة نور..ولكن قطع لعبهما صوت رنين هاتف سيلا معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأت الرقم.. وجدته رقم هالة.. فقامت سيلا بالجلوس ع الفراش وقامت بالرد ع هالة وهي تلهثت:الو.. اه.. ايه ي هالول؟..
هالة:ايه ي بت.. مالك مش عارفة تاخدي نفسك كدا ليه؟..
سيلا:مافيش بس تعبانة شوية..
هالة:ايه ي قلبي مالك؟..
سيلا:مافيش بس دور برد خفيف كدا.. بس والله انتي بنت حلال.. انا كنت لسه هكلمك اصلا عشان اقولك اني مش هعرف اجي النهاردة..
هالة:انا برضو قلقت عليكي لما اتاخرتي.. قلت اشوفك عشان برضو مستر خالد مش جاي..
سيلا بتعجب:مستر خالد مش جاي؟.. ليه؟..
هالة:قال تعبان ومرهق شويه.. المهم انتي ارتاحي وانا كل شويه هطمن عليكي..
سيلا:تمام يا قلبي.. تسلميلي.. سلام..
وقامت سيلا بإغلاق الخط معها وهي لاتزال ف تعجب.. لما لن يذهب خالد للعمل اليوم؟.. هل مثلما اعتقد.. انه لن يذهب حتى يظل معي؟.. جلس نور أمام سيلا.. فقالت له سيلا بتوهان:هو مش رايح الشغل ليه؟..
نظر نور إليها بتعجب وقال:هو مين تا؟..
سيلا بتوهان:طب ي ترى عشان يقعد معايا ولا انا هبلة؟..
نور:ماما انا مث فاهم حاجة..
هنا عادت سيلا الي ارض الواقع عندما سمعت صوت نور.. فقالت له:والله ولا انا عدت فاهمة اي حاجة..
كان خالد ف الخارج محاولا كتم ضحكاته بصعوبه ع مظهرها هذا وقرر ان يلعب معها قليلا حتى يرى ردود فعلها..فقام خالد باخذ نفسا عميقا ثم قام بالطرق ع الباب.. فاذنت له سيلا بالدخول.. فدخل خالد إليها وجلس ع الفراش أمامها وقال بهدوء:عامله ايه دلوقتي؟..
سيلا:الحمدلله كويسة..
خالد:اومال ليه حاسك مش عارفة تاخدي نفسك؟..
سيلا:لا ابدا مافيش حاجه..بس هو انت مش ف الشغل ليه؟..
خالد:مافيش زهقان وماليش نفس للشغل..
سيلا بنظرة امل:بس؟..
خالد:اه بس.. هو ف حاجة تانيه ولا ايه؟..
سيلا:لا ابدا مافيش.. يالا ي نور عشان تتغدا..
نور:ماثي ي ماما..
وبالفعل قامت سيلا بحمل نور واتجهت به الي الاسفل تاركة خالد يكاد يموت من الضحك ع طفولتها هذه.. لازالت لا تستطيع أن تخفي مشاعرها.. لازالت عيونها تتحدث بما هو موجود ف قلبها.. ولكن لما الان؟.. لما عيونها تتحدث بشئ لم تتحدث عنه في تلك الليلة التي دمرت كل شئ؟.. اذا كانت عيونها لاتزال تتحدث بحبها لي.. اذا لما هذا الفراق اذا؟.. لابد من وجود شئ مريب.. وانا ساعلمه بالتأكيد.. ثم هبط خالد الي الاسفل ووجد سيلا ونور يجلسان ع طاولة الطعام ولكن نور يرفض الاكل.. جلس خالد ع كرسيه وقال لنور:ف ايه يا حبيبي؟.. مش بتاكل ليه؟..
نور:مث هاكي غيي يما ماما تاكي..
سيلا:ي حبيبي انا مش جعانة دلوقتى.. لما هجوع هاكل..
نور:خناث وانا مث واكي غيي يما تاكيي..
نظر خالد الي سيلا وقال لها بابتسامه خفيفة:مش عايزة تاكلي ليه بقى؟..
سيلا:كدا.. مش جعانة..
خالد:طب ممكن تاكلي.. عشان خاطري انا..
نظرت اليه سيلا بتعجب مما قاله.. لما قال ذلك؟.. عادت سيلا الي ارض الواقع عندما قام خالد بوضع يده ع يدها ونظر الي عيونها نظرة حب قد افتقدها سيلا لسنوات وقال لها:عشان خاطري انا..
كانت سيلا تنظر إلى عيونه بدهشه تارة ثم إلى يديه التي تحتضن يدها.. هل هذا حقيقي ام انني اتخيل؟..
ظلا هكذا ينظران الي بعضهما البعض بدون ادراك لما يحدث حولهم حتى قطع تلك اللحظة صوت رنين هاتف خالد معلنا عن قدوم اتصال وعندما رأي الرقم وجده رقم ياسر.. أجاب خالد بضجر:ف ايه يا زفت؟..
ياسر:تعال ي حيوان خد بنت الجزمة دي من المستشفى بدل وعزة جلالة الله لهرميهالك برا المستشفى..
خالد:ف ايه بس؟.. ايه الي حصل؟..
ياسر:ياريت تفهمها اننا هنا مش خدامين الي جابوها عشان تعامل كل المستشفى كدا.. تعال خدها بقى وياريت ماتجيبهاليش هنا تاني..
نظر خالد الي سيلا التي كانت تطعم نور ولكنها تصغي اليه وقال:هو لازم دلوقتى يعني؟..
ياسر:اه ي خويا لازم دلوقتى.. انت وراك ايه يعني؟..
خالد بابتسامه وهو لازال ناظرا لسيلا التي كانت تلهي نفسها باطعام نور:عندي شغل قديم كدا من زمان..
ياسر بخبث:اه ي خلبوصه.. الحجر الي عندك بدا يحن ولا ايه؟..
خالد:مش عارف بس شكله كدا..
ياسر:اذا كان كدا ماشي.. استحمل بنت الهبلة دي شويه بس عشان خاطرك بس اخرك النهارده..
خالد:ماشي ي دوك.. يالا اتوزع بقى..
ياسر:طايب ي عم ماتزوقش.. سلام..
واغلقا الهاتف مع بعضهما البعض.. لم تستطع سيلا عدم السؤال وقالت:مين الي كان بيتصل دا؟..
خالد:لا ابدا مافيش.. دا ياسر..
نور:يثو تا اي دكتوي ايي كثف عيكي ي ماما..
سيلا:بجد؟.. طب ممكن ي مستر خالد تبقى تشكره..
خالد:اكيد طبعا.. اتغدى انتي بقى عشان علاجك..
سيلا:لا مافيش داعي للعلاج.. انا بقيت كويسه..
ابتسم خالد ابتسامة خفيفه.. لاتزال طفلة تكره الادويه.. ثم قال لنور:نور.. ماما شكلها كدا مش عايزة تاخد علاجها؟..
نور:ناء ي ماما يازم تاختيه عثان مث تتعبي تاني..
سيلا:ي حبيبي ماانا بقيت كويسه اهو.. مالهوش لازمة..
نور:يو مث اختيه هخامصك...
سيلا:لا وع ايه.. اخده عشان خاطرك..
قام نور بطبع قبله رقيقة ع خدها وقامت هي باحتضانه وطبعت قبلة ع خده.. كان خالد فقط يراقبهم بدون التحدث وع وجهه ابتسامة ساحرة فوق الوصف ونظرة حب وهيام إليها.. لم يظل خالد هكذا طويلا فقد عاد الي ارض الواقع عندما قالت له سيلا:مستر خالد.. كنت عايزة اتكلم معاك ف حاجة كدا..
خالد:اه طبعا اتفضلي..
سيلا:انا كنت عايزة استأذن يعني ساعتين كدا.. هروح مشوار وارجع..
خالد باهتمام:مشوار ايه دا؟..
سيلا:هروح دار الايتام..
تعجب خالد من ذلك.. الازالت تزوره بعد تلك السنوات؟.. فقال لها:بس انتي تعبانه ومحتاجة راحة..
سيلا:لا انا كويسه وكمان انا معودة الأطفال ع الزيارة دي وهيزعلوا لو ماروحتش..
اكتفي خالد بالابتسام لها وقال:طب ممكن اطلب منك طلب صغير؟..
سيلا:اه طبعا اكيد.. اتفضل..
خالد:ممكن نيجي معاكي؟..
سيلا بتعجب:تيجوا؟.. معايا؟..
خالد:اه.. ايه رايك ي نور؟.. نروح مع ماما..
نور:ماثي بث هنلوح فين؟..
خالد:هنروح لمكان حلو فيه أطفال كتير.. نروح نجيبلهم هدايا ونقعد معاهم..
نور:ايااااااااااه انا عايز الوح ايعب معاهم..
كانت سيلا لاتزال تحاول استيعاب ما قاله خالد للتو.. فقالت لخالد:هو انت عايز تيجي فعلا؟..
خالد:اه.. ليه لا؟..هتروحي امتى؟..
سيلا:كمان ساعة كدا..
خالد:اوك تمام.. ابقى اجهزي انتي ونور وانا كمان هبقي اجهز ونروح نشتري الحاجات وبعدين نروحلهم..
سيلا:اوك تمام..
وظلا معا يتناولان الغداء ثم اتجهت سيلا الي غرفتها ف غرف الخدم حتى تاخذ أغراضها وتضعهم ف غرفتها الجديدة او القديمة.. قامت سيلا بتجهيز نور والبسته شورت جينز وقميص ازرق بنصف أكمام بينما ارتدت هي هكذا..

وسنلتقي💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن