............ البارت الثامن............

2.2K 31 20
                                    

مهما صمد القلب طويلا.. ستاتي له لحظة انهيار.. ستاتيه لحظه لم يعد يتحمل اكثر من ذلك.. وهذا ماحدث.. فقد تحمل قلب سيلا مايفوق طاقته طوال ال٦ سنوات الماضيين..وكلام خالد ومعاملته معها قد زاد الأمر سوءا.. وهذا قد جعلها تغيب ع الوعي.. وكادت ان تقع لولا محاوطة خالد لها.. وقعت بين ذراعيه كالجسد الذي بلا روح.. وللمرة الثانيه يشعر بالخوف يسري ف جسده.. ظل ينادي باسمها ع امل ان تفيق ولكن لا حياه لمن تنادي.. ولأن صوتهم كان عالي بعض الشئ.. هذا قد ايقظ نور وظل يسمع حديثهم حتى رأي سيلا تفقد الوعي.. فهرول سريعا للخارج.. وقال بخوف:ماما ماما اتي كويثه؟.. لدي عييا..
حملها خالد بين ذراعيه واتجه بها إلى غرفته وكان نور خلفه.. دخل خالد الي غرفته ووضعها ع الفراش وجلس نور بجوارها وهو يقول:ماما اثحي بقى..
اخرج خالد هاتفه وقام بالاتصال ع ياسر صديقه.. انه طبيب.. ظل دقائق حتى أجاب ياسر ع الهاتف قائلا:ايه ي خالد؟..
خالد بلهجة أمر:عايزك تجيلي ع القصر دلوقتي حالا..
ياسر بقلق:ف ايه ياض قلقتني؟.. حصلك حاجة؟..
خالد:هتفهم لما تيجي بس ماتتاخرش..
ياسر:تمام.. مش هتاخر.. سلام..
وقام خالد بإغلاق الخط معه وظل ينظر إلى تلك الغائبه عن العالم.. تعجب خالد من نفسه.. تعجب من ذلك الخوف الذي شعر به.. لما هناك لحظات لا يستطيع فيها التحكم ف قلبه.. لما قلبه يغلبه بعد ماحدث..عاد خالد الي ارض الواقع عندما قال نور:ماما قومي عثان خاطلي..ماما مث تثيبيني.. قومي عثان تضلبي ايثاحلة ايثليله..
أدرك خالد أن نور يتحدث عن جومانا ولكن لما يقول عنها ذلك؟.. فقال خالد:قصدك مين؟..
نور:انا مخامصك ي بابا عثان زعقت يماما..
خالد:ماهو عشان هي غلطت..
نور:ناء مث غيطت..
خالد:لا غلطت.. غلط انها تضرب واحدة ماعملتش ليها حاجة.. دا عيب..
نور:ناء مث عيب.. هي ضلبتها عثاني..
خالد بتعجب:عشانك ازاي يعني؟..
نور:عثان ايثاحلة ايثليله ضلبتني بايقيم..
تعجب خالد من ذلك.. كيف تجرأت جومانا ع ذلك؟..لهذا لم تخف سيلا مني ولا من عقابي؟.. لهذا كانت تتحدث معي بكل ثقة ولم تكن خائفه.. فعلت بها ذلك من أجل نور..لا يعلم خالد لما اتجه الي سيلا وجثي ع ركبتيه بجوارها وقام بامساك يدها ونظر إليها بنظرات لم يعلم ما حقيقتها؟.. اهي اشتياق ام ندم؟.. انه فقط لا يعلم سوي انه مشتاق اليها.. ظل خالد هكذا ناظرا إليها بدون ادراك للواقع من خلفه.. حتى أنه لم يلاحظ ذلك الطرق ع الباب.. اتجه نور ليفتح الباب للطارق وقد كان ذلك صعبا عليه قليلا بسبب قصر قامته ولكنه استطاع فتحه ف النهاية.. فوجد أمامه ياسر..فقال له نور بابتسامة:يثو..
جثي ياسر ع ركبتيه حتى يكون ف مستواه وقال بابتسامة:حبيب قلب يسو.. اومال فين بابا؟..
أشار له نور ع خالد.. فنظر ياسر اليه ووجد ذلك المنظر الذي قد كان صدمة بالنسبه اليه.. كانت هذه أول مرة يرى خالد هكذا.. من هذه الفتاة ي ترى؟..اتجه ياسر الي خالد وقال:خالد..
ولكن خالد لم يستجب اليه.. فهو لازال غارقا ف عالمه الخاص الان.. وهذا قد جعل ياسر يتعجب اكثر.. اتجه ياسر الي خالد وقام بوضع يده ع كتف خالد وكانت هذه هي الحركة التي أعادت خالد الي ارض الواقع.. فنهض من مكانه وقال بتعجب لياسر:ايه دا.. انت جيت امتى؟..
ياسر:انا جاي بقالي يجي نص ساعه وعمال بنادي عليك وانت ولا انت هنا.. وبعدين مين دي؟..
كان خالد ع وشك التحدث ولكن قاطعه صوت نور قائلا:تي ماما..
ياسر بدهشه:ماما؟.. ي نهارك اسود ي خالد.. انت اتجوزت من ورايا..ي خسارة العيش والملح والكريب والحاجة الساقعة..
خالد بضجر:خلصت ندب خلاص.. اتجوز ايه ي حمار انت.. دي المربية بتاعة نور..
ياسر:لا ثواني كدا.. مربيه وبيقولها ماما؟..
خالد بمزاح:ياسر انت جاي تشوف شغلك ولا جاي تتفاجئ؟..
ياسر:والنبي ي خويا مااعرف..
خالد:طب أنجز بقى واتنيل شوف شغلك..
ياسر لنور:رخم وفصيل اوي ابوك دا..
اكتفي نور بالضحك فقط ثم قام ياسر بالكشف ع سيلا تحت أعين خالد التي تطلق سهام من نار.. اذا كانت حقيقة.. كانت قد انهت ياسر.. انه لا يعلم لما تلك النيران موجوده بداخله عندما قام ياسر بلمسها.. انه طبيب.. لابد من لمس يدها ليقيس النبض.. لما أشعر بكل ذلك الغضب.. ظل خالد هكذا حتى انتهى ياسر من فحص سيلا.. فقال له خالد محاولا إخفاء خوفه ولهفته:خير؟.. مالها؟..
لاحظ ياسر خوفه ولهفته التي يحاول اخفائهم.. انه ليس باحمق حتى لا يفهم صديقه الذي قضى معه ٤ سنوات حتى الآن.. فقال له بابتسامه:مافيش بس هبوط حاد في الدورة الدموية وكمان باين ان بقالها اكتر من ٤ ايام من غير اكل وكمان نوم..
تعجب خالد من ذلك.. ٤ ايام بلا طعام.. لما ذلك؟.. انه لا يفعل شئ لها حتى لا تأكل.. هنا تذكر خالد العمل الذي كلفها به.. لابد انها تنازلت عن الطعام والنوم  حتى تنهيه.. خالد:طب والعلاج؟..
ياسر:انا كتبتلها شويه فيتامينات ع كام حقنه كدا..وياريت تبعت حد يجيب المحلول دا عشان اركبهولها قبل ما امشي..
انتصرت لهفته عليه هذه المرة.. فقال:ايه ايه كل دا؟.. كل دا عشان هبوط ولا انت بتضحك عليا ولا ايه ظروفك؟..
ياسر:ي حمار هضحك عليك ليه؟.. دا محلول فيتامينات عشان جسمها يعوض قله الاكل لأنها مش هتفوق دلوقتي عشان جسمها محتاج راحة.. فهمت ي ابو الذكاء ولا لسه؟..
خالد:خلاص ي حيوان فهمت.. هات لما ابعت اجيب العلاج..
قام ياسر بكتابه اسماء الادويه ف ورقه وقام خالد باعطائها لإحدى الخدم حتى تبعث أحدا من الحراس ليجلبهم من الصيدليه.. جلس خالد ع الكرسي الموجود في احد زوايا الغرفه وظل ينظر إليها.. تعجب ياسر اكثر من منظر خالد.. فاتجه اليه وقال له بابتسامه خفيفة:هي؟؟..
تعجب خالد من تلك الكلمه ونظر الي ياسر وقال له:هي ايه؟..
ياسر بابتسامة خبيثة:الي حاطتها خلفيه موبايلك..
هنا نظر خالد الي سيلا ولا يعلم لما للحظة قد نسي كل ما مر به بسببها.. نظر إليها بنظرات مشتاقه وكان ع وشك التحدث ولكن قاطعه صوت طرق ع الباب وكانت هذه الخادمة وهي تحمل كيس الادويه.. أخذه ياسر وبدأ ف تركيب المحلول لها..كان خالد يراقب كل شئ وبمجرد دخول الإبرة ف يدها.. لا يعلم خالد لما شعر بنغزة ف قلبه وكانت تلك النغزة تزيد شئ فشئ ولا يعلم لماذا؟.. كان نور يقول بدموع لياسر:بلاحة ع ماما.. ات كتا وجعتها.. بلاحة..
ياسر:والله العظيم براحة اهو.. وبعدين هي اصلا نايمه مش حاسه بحاجة.. ماتخافش ي نور..
خالد:ماتخافش ي حبيبي هو بيعمل كده عشان ماما تبقى كويسه..
نور:يعني هي تبقى كويثة؟..
ياسر:ان شاء الله ي قلبي.. انت بس تاخد بالك منها وخليها تاكل وتاخد علاجها عشان ماتتعبش تاني..
نور:ماثي ي يثو..
انتهى ياسر من تركيب المحلول ثم قال لخالد:انا كدا خلصت.. دا هيعوض جسمها عن الأكل وكمان هي محتاجة راحة كام يوم وكمان بلاش ضغط نفسي..
خالد:تمام.. تعال..
اخذ خالد ياسر وهبطا الي الاسفل تاركين نور مع سيلا.. اتجها الي المكتب.. جلسا ع الاريكة وقال ياسر:فهمني بقى هي بتعمل ايه هنا؟..
قام خالد بقص كل شئ ع ياسر الذي كان يستمع باهتمام.. وكان يركز ف تعابير وجه خالد التي كانت تتغير مع كل موقف يحكيه وكذلك نبرته التي كانت تتغير من بين ندم وشوق وغضب احيانا.. وبعد أن انتهى خالد.. قال له ياسر:عايز الصراحة؟..
خالد: اشجيني..
ياسر:انت تستاهل ضرب الجزم.. انت ازاي تعاملها كدا؟.. وازاي تقول الكلام الي شبه وشك دا؟.. ايه ي عم انت مافيش دم؟..
خالد بانفعال:يعني كنت عايزني اعمل ايه؟.. اخدها بالحضن واقولها اهلا وسهلا وشكرا ع انك دمرتي حياتي..ولا كأن اي حاجة حصلت..
ياسر:وانت مش شايف ان حياتها هي كمان اتدمرت؟..
خالد:كل دا ذنبي.. من الي هي عملته فيا..
ياسر:طب ماشي نفترض كدا.. بيتهيألي خلاص بقى.. انت ربنا اخدلك حقك منها اهو.. كفايه..
خالد:مش عارف.. انا كل لما بشوفها بفتكر كل كلمه وكل جمله وكل فعل هي وجعتني بيها..
ياسر:الله يخربيتك مافيش فايده.. طب حتى هدى اللعب شويه رفقا بحالتها دي..
خالد:سيبها ع الله بقى وماتصدعنيش.. بقولك عايزك في موضوع كدا..
ياسر:ربنا يستر.. مواضيعك كلها تجيب كوارث ف الاخر..
خالد:جومانا عندك ف المستشفى.. ابقى خد بالك منها بقى..
ياسر:ي نهار اسود ومنيل.. مالاقيتش غير المستشفى بتاعتي ي جدع انت..هو انا ناقص فقعة مرارة..
خالد:وانت مالك بيها انت.. انا بقولك كدا عشان تقول للممرضات..
ياسر:مجرد تفكيري ان انا وهي ف مكان واحد بيخليني عايز ارجع..
خالد:يلعن ابو قرفك.. يالا ياض امشي من هنا..
ياسر:ماشي ي خويا.. هروح انام.. بس بقولك..
خالد:ارغي..
ياسر:لما المحلول يخلص.. اديها حقنه فيتامين ف الوريد.. هتعرف ولا ابقى اجي؟..
خالد:لا ي خويا هعرف.. يالا سكتك خضرا..
ياسر:سلام ي برنس..
وبالفعل تركه ياسر وذهب الي منزله.. ظل خالد ف مكتبه دقائق قليله ثم صعد الي غرفته التي كانت ترقد فيها سيلا.. دخل خالد الي الغرفه.. فوجد نور نائما بجوار سيلا وهو ممسكا بيدها.. ارتسمت ع وجهه ابتسامة خفيفة لذلك المشهد الذي كان ف يوم من الايام أجمل أحلامه.. جلس خالد ع الكرسي الذي بجوار السرير وظل ينظر إليها وعقله يفكر ف كلام ياسر..هل ما أفعله صحيح ام لا؟.. هل اتخلى عن كل شيء؟.. ي الله!.. انا لا اعلم ما أفعل؟..قام خالد بإخراج سماعه البلوتوث الخاصه به وقام بتشغيل اغنيه (راح فين الغرام؟) للمطرب عامر منيب.. وبلا وعي اخذ يغني بعض المقاطع مع الاغنيه بصوت هادئ..

"راح فين الغرام؟.. ايه خلي.. قلبك عني يوم يتخلى..
لسه هوانا عايش ولا.. اهل الحب نقصوا اتنين؟.."

"فارقت العين.. مافرقتش خيالي..
ف قلبي حنين.. سهرني ليالي..
ياريتنا ما يوم.. انا وانت اتقابلنا.."

"ف حضن الليل وف كل الأماكن..
ف نن عنيك.. كنت لوحدي ساكن..
بحبك.. ليه تبقى دي النهايه؟؟..
ي أغلى الناس.. مستنيك تجيني..
تعال اوام.. ليك مشتاقه عيني..
بقولك ايه.. ارجعلي كفايه.. "

حقا كفى ما أشعر به.. فهذا عذاب ٦ سنوات.. لما لم أستطع نسيانها؟.. لما لم يستطع قلبي كرهها؟..رغم ما شعرت به بسببها الا انها لازالت ف قلبي مثل اول مره.. لما هذا؟.. يقال ان الحب يضيع مع الزمن.. الا اذا كان حقيقيا.. وانا قد احببتها بحق.. لهذا لن يزول حبها من قلبي.. ولكنها لا تستحق.. هي من باعت كل ذلك.. هي من رخصتني ورخصت مشاعري.. ي الله لما يحدث هذا؟.. لما هذا العذاب لي؟..

ي ترى خالد هيهدي اللعب ولا لا؟..
ي ترى هتصعب عليه ولا لا؟..
تفتكروا هتبقى ايه رده فعلها لما تفوق؟..

اذا كنتم تودون معرفه الاجابه.. انتظروني ف الحلقات القادمة♥️🔥🔥.. رايكم دائما يهمني♥️🔥😊..كل سنة وانتم طيبين وبخير وعيد سعيد عليكم جميعا💖♥️💫..
قراءه ممتعة♥️🔥😊..

وسنلتقي💔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن