ظل يقص عليها للمرة المائة بل الألف وهي تستمع فقط ليتذكر ما خفي عنه من شدة سكره يومها... يشرح كيف تتبعها بعد أن تركته وسارت بالمطر, لحقها بسيارته وبيده زجاجة النبيذ الكبيرة يراها تسير تلملم شتات ملابسها الغارقة وتلملم معها أطراف روحها الذبيحة من كلماته ومن اعترافه بأحقر اتفاق على وجه الأرض... اجبار امرأة على الحب!! حتى غلى الدم في عروقه لدرجة إحمرار عينيه بنيران الغيرة عندما تبين أنها تقصد الرجل المعدم الذي تعتبره رجلها الوحيد, توقعها ستبيت وانتظر موجهاً نظراته لأعلى حيث شقته الصغيرة... لم يعرف ماذا ينتظر؟؟ أينتظر أن يبارك حبها أم ينتظر أن تعرف أنه هو الوحيد الذي يجب أن يحظى بجمالها الملكي !! أم ينتظر أن يطردها أفيندار ؟!! تجرع من زجاجته ما يملأ كؤوس, أنزل زجاجته لحضنه وبدأ يتعثر وهو يحادثها: لـ... كنت... أنت مكا...نها... كنت تسمحين لفقير ملعون مثله باقتناءك أم تفضلينـ..ني؟!
تجشأ بصوت مسموع ومازال على انتظاره وكأن الزجاجة لها أن تقرر وتعترف, سلبت أنظاره السيقان الدقيقة التي يعرفهما جيداً وهاله منظرها تسير بضعف كمن نحر ويسير فقط من حلاوة روحه بدون هدى, ذراعها ساقطتان بجوارها تتأرجح كلما خطت خطوة وكأنها أخف من الريح المحيطة بها, أكمل سيره خلفها يتتبع أثارها من بعيد... يظنها ستشعر به لو كان اقترب أصلا...
وصلت لمنزلها سيراً على أقدامها رغم طول المسافات التي قطعتها, وهناك عند بوابة منزلها سقطت أمامه قبل اجتيازها أيقظه إغماءها من سكره, فأوقف سيارته جانباً وهبط مهرولا تاركاً السيارة خلفه موتورها يعمل وبابها مفتوح, جثا بجوارها حملها وأسقط قلبه القلق مكانها بذات البقعة, طرق الباب كثيرا حتى تحرك أبوها متكاسلا مترنحاً غير واع بما يحدث لها, ولكنه أفاق على خطة يستطيع الشيطان أن يتعلم منها الحقارة, خرج سيماف مضطرباً بعدما أرخى جسدها على الفراش ودثرها رغم البلل فهذا أقصى ما يستطيعه معها...
- لدي الخطة التي ستجعلها توافق على إتمام الزواج بك!!
عندئذ حصل كلياً على انتباه سيماف وطار أثر الكحول من دميهما, وبدآ بالتخطيط لحقارة تفوح منها رائحة عفونة قبر مفتوح ممتلئ بعشرات الجثث.
- وقد أرسلكِ أبوكِ بالفعل بالموعد كما اتفقنا وقد أتيتِ لي رغم إنكارك!!
نظر إليها بخزى شديد, من لحظة تنفيذه الخطة بحذافيرها وهو لا يستطيع ان ينظر داخل عينيها لا بل من قبلها, لقد شرب ثلاث زجاجات كاملة أفرغها بشراهة داخل جوفه فما يقدم عليه يذكره بماضيه الحقيقي, شرب كما لم يشرب طوال حياته ليرتكب أقذر جريمة بتاريخ أي امرأة, نعم... ألم يرتكبها أبوه ليجبر أمه على الزواج به!! ولكنها لم تحبه... تزوجته لكونها حاملاً به هو بعد أن امتلكها رغما عنها, قد استدرجها لتذهب للمزرعة وهناك نشب مخالبه القذرة في طهارتها, ولكنها لم تنس ما حدث لها ولا كونها مرغمة بل أعلنت كرهها له وطالبته بالطلاق, وقد نالته رغم معارضة الجميع بل وأقامت حفل بهذه المناسبة دعته إليه وأمامه رقصت فيه كما لم ترقص أبداً على أنغام تمزق أوتار قلبه وثملت حتى الصباح... هي التي كانت تكره الخمور بكل أنواعها, لا يذكر سوى الجسد الدقيق الذي ما إن وضع الكف الصغير على كتفه يهزه خشية أن يكون أضر ذاته, لم يمنح المرأة صاحبة ذلك الجسد الفرصة للفرار أو حتى للإعتراض, كان بقوته الغاشمة تحركها رغبات ضارية تستعر داخله عام من الرفض الكامل!!
أنت تقرأ
قدري أحبك [سلسلة لا تعشقي أسمراً]
Romanceقدري أحبك الحلقة رقم 1 من سلسلة لا تعشقي اسمراً الملخص الحب كما قالوا أقدار.. فهل قدرها ان تهيم به حتى وان نبذها ..انكرها ..هل كتب عليها حبه كقدر لا مناص منه .. رغم ان ورقة حظ ثائرة بين اناملها صرخت بها محذرة "لا تعشقي أسمراً"فلم تنل سوى سخريتها...