الفصل الخامس

411 11 1
                                    


وجدت أصابعه طريقها لكفها الهشة وهتافه الداخلي الغاضب يعلو داخله كزئير متوحش, سحبها خلفه ككمية ليس لها وزن أو رأي حتى اجتاز الملهى خارجاً من أضواءه الوميضة التى تكاد تعمي الأعين, جالبة صخب غير مسموع يثير التوتر الحاد داخله, بينما جيندا لم تقاومه... داخلتها سعادة أنه شعر بالحنق لهذه الدرجة, ترتسم ابتسامتها الهازئة من الحياة على محياها كله, شعور عارم بالرضا أنها تسترد فتاتا من كرامتها المهانة, قد لا يكون أول من أهانها ولكنه أكثرهم جرحاً لها... لقد قتلها عندما أنكرها!! لم تهتم إلى أين يأخذها أو أين يتجه, كانت منفصلة تماماً عن المحيط بها بلعق جراحها الداخلية مع كل صفعة نالتها وتحملتها من فورال فقط لتذهب للسخيف أفيندار الذي بآخر الأمر أنكرها, لم تشعرانها باتت بالمصعد الذي لا تصدر عنه حركة أو رجفة صاعداً أو هابطاً حتى وجدت نفسها تواجهه وجهه يكاد يلتصق بها, وعيونه تحدق بها وكأنه يقول لها "أحقا لا تعرفينني جيندا؟؟ " زفرت أنفاسها ببطء متعمدة لتسيطر على هذا الهاجس المداعب لخلاياها فيدفئها ويشيع سخونة تجعلها مستعدة للتنازل وهذا ما لا تريده.

- هل عرفتيني الآن؟!

صوته أجش مشبع بالرغبة المتوسلة جعلها تتراجع خطوة للخلف فاصطدم ظهرها بالجدار خلفها مانعاً إياها من الحركة, بينما جسده يقطع المسافة الفاصلة بينهما فيقلصها حتى كاد يلتصق بها, همست بصوت توسلته الثبات ولكنه تأرجح بالرغم عنها: لا أعرفـ...ك!

ابتسم بسحر وتلونت عيونه بشجن غريب, لم يطلق العنان لمشاعره من قبل... لم تر عيونه بهذا الجمال سابقاً كالفضة الذائبة تتوهج بالضباب الداكن : لا تخشين شيئاً!! سأتمسك بكِ هذه المرة... فلنقل وداعا للماضي, فأنا على ثقة أن الذي أبعدنا كاذبا ولئيما!!

لم يلاحظ أن سبابته غافلته وسافرت إلى بلوزتها الشفافة ذات الشق الطولي لتجرى فوق بشرتها محددة طريقها من أعلى الشق حتى أسفله, مست سرتها الظاهرة فازدادت ارتجافتها الداخلية ولكنها تماسكت حتى لا تظهر له اهتماماً تريد أن توغل في عقابه: هل تهذي سيدي المطرب؟؟ أنا فتاة حانة... لم أناسبك في الماضي والآن أيضا لن أفعل!!

أمسكت أصابعه لتبعدها بهدوء وتردف بذات النبرة: أنت ترى بنفسك... لم أعد أبالي ولا أتاثر بلمسة قذرة أي رجل... هذا ما أصبحت عليه بعدما مسني نصف رجال الأرض!!

تجمدت شهقته على بوابة شفتيه التي زمها بسرعة رافعاً أصابعه يكتم شهقات متتالية كادت تتحول لصراخ, مما جعلها تهاجمه بنشوة انتصار... كم هنأت نفسها كونها صارت بارعة باخفاء مشاعرها: هل تأذيت من الحقيقة؟؟ ألم يكن هذا الطريق الذي رسمه فورال لحياتي كي تقبض أصابعه الأموال الكافية لخمره وقماره ونساءه إن استلزم الأمر؟! - صمتت حتى وثبت مقلتيها تحاصر عينيه الهاربة توغل أكثر بالكيل له, فليمت من الألم!! بينما شفتيها تخرج بهدوء له طعم الثلج ولون الدم- ولكني كنت سأقاومه... كنت سأعمل وأوفر له ما يحتاج بدون أن أجعل أي رجل يمسني!!!

قدري أحبك [سلسلة لا تعشقي أسمراً]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن