استيقظت في موعد صراخ سيماف اليومي, فقد سجلته ساعتها البيولوجية, حاولت رفع أهدابها المسدلة وعادت تغلقها بارهاق, جعدت أنفها عندما وصلتها رائحة التصقت بكفها أمس واستلزم إزالتها ربع جالون من صابون الاستحمام، حركت رأسها لتستوعب أين هي, فقد أهلكها التنظيف وترتيب الغرفة الرائعة التي حضرتها جدتها للحفيد العائد, تأوهت من جمال وروعة الغرفة التي بالتأكيد كلفتها ثروة ثم تأففت بسخرية... طبعا حفيدها الشهير الذي يجب أن ينال كل راحة, وهمست بحسرة: إنها جناح متكامل وليست مجرد غرفة!! - وأضافت بحسرة أكبر- إنها تليق بعروسين!!
فهمست داخلها بغيرة حسيرة: اللعنة عليك أفيندار أنت وجدتك العجوز تلك!! أتظناني خادمة لديكما؟؟
سحبت شعرها بأصابعها من الخلف فلم يستجب لها, التفتت للخلف وكادت تصرخ, ولكنها أسرعت بكتم الصرخة تعذبها بداخلها أفضل من أن تنال كلمات موبخة من جدتها اللئيمة التي ستجدها فرصة سانحة لتكيل لها الكلمات كما هي عادتها, أرادت الابتعاد فلم تستطع بدون ألم فقد لف أطراف شعرها على أصابعه, وجهها يكاد يلاصق وجهه رغم أنه ينام على طرف السرير المتوسط الحجم, تمعنت بملامحه شعرت أنه أصغر بالعمر, نائما متخذا من شعرها وسادته كطفل صغير يحتاج يستمد أمانه من ملابس أمه, رأته أصغر عمرا وتلك التجاعيد الناتجة عن السهر بزوايا عينيه لم يعد لها وجود بالرغم من تكاثف الهالات السوداء الغائرة التي أكدت لها أن حياته كانت حافلة, فقد تابعت كل ما روته المجلات الفنية عنه ومازالت تحتفظ بقصاصات وأغلفة تصدرتها صوره مع نساء الأوساط الفنية وعارضات الأزياء, لم يمر الخاطر سوى باحتراق كبدها والتواء معدتها وقبضتها التي تمسكت بأطراف منامتها, تتمنى أن تصفعه وتحركت كفها رغماً عنها لتفعل ما تريد لذلك الخائن, ارتفعت أصابعها وطوحتها للخلف فقدت التعقل متيحة للغل والمهانة بالتحكم بأطرافها, وعندما بدأت تهبط كصقر معاقب هذا الوغد السعيد بعيداً عنها...
ارتجفت عندما سمعت حركة عند باب الغرفة المغلق, استدارت بلمحة وأخمدت أنفاسها وأطلقتها ببطء مع إسدال أهدابها بنعومة حتى لا يكتشف أمرها, ودَهُشت لعدم إحساسه بحركتها على السرير, فكانت لمحة إشفاق تنام داخل قلبها عليه مؤكدة لها أنه فعلا مرهق وكأنه جسد لم يجد الراحة يوماً بحياته, دلفت العجوز مصدرة صوتا بحذاءها الثقيل, فانتفض جزعاً سرقت الراحة والأمان بخطواتها التي تذكره دوماً بأنه عرضة للأذى, وقد يغتالوه وهو نائم, اندفع في جلسته وصوت جدته اللائم يعمل على تغيير دفه تفكيره لإجلاء الموقف: لا يصح أن تنام جوارها قبل الزواج!!
رغم دهشته من تغير موقفها فقد كانت تبدو رافضة, وسعادته بذات الوقت أن هدفه بات قريبا, ولكنه أراد أن يبث طمأنينة داخلها حتى لا تخفي عنه شيئاً: أنتِ تعلمين أنني لا أستطيع!!
لديه يقين أنها نائمة فهو يعلم أنها لن تسمعه, فأطلق كلمته منتزعا إياه من حشا قلبه مغايرة لما يحلم ويتمنى, ولم يدرك أن قلباً آخر خفق ثم توقف عن النبض وكبرياء أنثى قتلها الرفض, مضطرة أن تظل ساكنة حتى لا يفتضح أمرها وخداعها له بإدعاء النوم, أجابته جدته بعد زفرة حارة: أريد أن اتحدث معك... ولكن بالخارج!!

أنت تقرأ
قدري أحبك [سلسلة لا تعشقي أسمراً]
Romanceقدري أحبك الحلقة رقم 1 من سلسلة لا تعشقي اسمراً الملخص الحب كما قالوا أقدار.. فهل قدرها ان تهيم به حتى وان نبذها ..انكرها ..هل كتب عليها حبه كقدر لا مناص منه .. رغم ان ورقة حظ ثائرة بين اناملها صرخت بها محذرة "لا تعشقي أسمراً"فلم تنل سوى سخريتها...