وساوِس عابِرة

135 16 3
                                    

"إنَّ الحياة تفقدُ لذَّتها كلَّما تواريتِ عنّي"
شيطانٌ أخرسٌ قد تلبّسني آنى لكِ أن تردّي الدّين وتخرجيه منّي"

"مُقدّرٌ لكَ أن تكون شيطاناً، مُقدّرٌ لنا أن نلتقي في الظّلام، هكذا نكون متعادلين، فلا أنا أناقض تكوينكَ ولا انتَ تعارضُ حُكمَ القدر، إنّها مجرَّدُ وساوِسَ عابرة"

"مُقدّرٌ لكَ أن تكون شيطاناً، مُقدّرٌ لنا أن نلتقي في الظّلام، هكذا نكون متعادلين، فلا أنا أناقض تكوينكَ ولا انتَ تعارضُ حُكمَ القدر، إنّها مجرَّدُ وساوِسَ عابرة"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.............

هاتِ يدكِ لنذهب من هنا..انتبهي بحذر

قال المعلمُ دونغ بينما يتمسّكُ بيدها ليخرجا معاً من ذلك المكان الذي بات مشؤوماً لها فالربيع قد هجره قبل أوانه، داست أقدامهما الطريق العام أخيراً ليتخذا اتجاهاً موحّداً نحو منزلها

كان الهدوء ثالثهما طوال سيرهما حتّى أن المعلمَ البدين لم يفلت يدها ما زال ممسكاً بها، جروح وجهها ورقبتها ليست بالخطيرة لكنه أصيبَ بالذعر لمجرّد رؤيتها بهذه الحالة فهي بالنهاية فتاة رقيقة و مستضعفة و في نظره هي لاتستحق كل هذا الأذى، خدشُ صغيرٌ كثيرٌ عليها

من فعَلَ ذلك؟

تسائل بهدوء مُناقض لما كان يغلف نبرته الصاخبة منذ قليل، التفتت نحوهُ نصف التفاتةٍ ثم أعادت نظرها للأرض لتجيبه بينما تحاول تنسيق مسار خطواتها مع خاصته

أخي

هي لاتدرك ما عليها قوله بهذا الموقف لأنها ببساطة لا تستطيع تفسير نظرته حينئذٍ لكنّ نبرته بدَت واضحة بدا وكأنهُ عالِمٌ بحالها، طوال الطريق لم ينبث بحرف هذا يعني أنه كان يتفحّصها وحسب حتى استشعر هويّة الموقف لذا فهي مضطرة لأن تقول الحقيقة

هل يصبُّ غضبهُ عليكِ بسبب ما حدث اليوم؟

تسائل باستياء تليه تنهيدة استنكار يرجو ألا يكون ما خمنهُ حول ماثيو صحيحاً فحقيقةُ انّ الشياطين تعبثُ بمكابح أعصابه عندما يغضب غير مخفية عن أحد

لا أعتقدُ ذلك هنالك سببٌ أكبر بكثير لجعله يغضب لهذا الحد....

أرادت التوقف عند هذا الحد لكنها لم تجد نفسها إلا وهي في نهاية الأحداث، لقد أخبرت معلمها كلّما حدث بينها وبين شقيقها، لم يكن ذلك تصرف جيدٌ بالنسبة لها لكنها بحاجة للبوح وبشدة لايمكنها الصمت أكثر من ذلك إضافةً إلى أنها جاهلة عن السبب الذي أودى بها لهذه الحالة لا تعلم سوى أن شقيقها الأحمق كان غاضباً وأفرغ جمّ غضبه عليها بالوقت الذي كانت هي ترسم ملامح الخذلان على وجه من نعتتهُ بالملاك بالوقت الذي أطلقت العنان لكابوس حياتها فقط لكي لا يتأذى أحد كانت هي من تتلقى الأذى

عيون القلب|| The Heart Eyesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن